لماذا نقرأ ؟ سؤال لطالما أينع عن إجابات شتّى وفي أغلبها الأعم مُرضية أن تقرأ يعني أن تتحرر من روحك المتسربلة بالشقاء وتلملم ذاتك من الضياع وتستريح عند مرافئ العلم والعطاء . نقرأ لنرحل من بيداء الغضا كي لا تُوقد جمار الجهل فتنشر التخلف وتُبقي السكون ورذاذ الركود المنبوذ . .
نقرأ لنقضّ مستوى البساطة الفكرية ونعلو بالأذهان صوب الثقافة المرجوة. نقرأ لنكون ولنصنع أجيالا لا تضعف ولا تهون ، ولا تتلون بل تعتز بنا كمعلمين . نـقـــرأ لارتبــاط الـــقـــــراءة بإحــدى الحـاجـات التالية : – الحاجة لتحقيق الذات وهذا هدف أغلب القراء. – الحاجات الاجتماعية وتكوين الأصدقاء. – الفسيولوجية من مأكل ومشرب . – الحاجة إلى الـتـقـديـر. – الحاجـة للأمان. وعندما لا ترتبط قراءة أحدنا بأي من هذه التقسيمات التي وضعها ” ماسلو ” فــي هــرم الاحتياجات الإنسان فإنه لن يقرأ أو لا أقل أن نقول بأنه لن تتأصل عادة القراءة في نفسه وسيتركها بعد حين كلنا بحاجة لأن نحدِب على القراءة ونتلطف بها وباستغاثتها العالية ، علينا أن نشجب ضد القابعين تحت ظلال الشاشات الذكية وبرامجها الغير منتهية ونسوس سياسة الكتاب أولا. ويأتي الاستفهام فاغراً فاهه : لمَ التركيز على القراءة ، وهل هي المصدر الوحيد للمعرفة ؟ حتماً لا تتنوع سبل المعرفة من كتب تُقرأ إلى أخبار تُسمع ثم إلى مشاهد تُرى وأخرى غيرها ، ولكن القراءة تمثل الرجحان والنسبة الأكبر من واردات المعلومة والتي تحقق امتيازية المعرفة ، فما نحصل عليه من معارف من خلال الوسائل الأخرى يمثل ربع المعرفة المتحصلة من القراءة فبالقراءة نبني الذات ونخطو نحو الكمال ، وقد سُئل أرسطو : كيف تحكم على إنسان ؟ فقال : أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ.
ثم يأتي سؤال آخــر : ما النسبة بين المعرفة والثقافة ؟ بداية نُعرف الثقافة بأنها : أن تعرف كل شيء عن شيء وشيء عن كل شيء . بمعنى أن تعرف كل شيء حول اختصاص معين وتحيط به ثم تعرف بعض الأشياء حول الاختصاصات الأخرى. إذن : كل ثقافة معرفة وبعض المعرفة ثقافة فيكون بينهما نسبة عموم وخصوص من وجه . كما أنه من المهارات في القراءة أن تكون سريعة وبذكاء فنهج القراءة السريعة أصبح موضع نظر ودراسة وقد يعترض سائل : لماذا يُطلب منا أن نقرأ بسرعة ثم ماذا وراء هذه السرعة وما الضير لو قرأنا ببطء !؟
الجواب / القراءة السريعة أحد أنماط القراءات والذي برز مؤخراً ويقوم على تدريب الذهن على التركيز والاستيعاب بسرعة عند قراءة جملة أو سطر لينتقل القارئ للسطر الذي بعده وهكذا .
أما العينان فقد خُلقتا مهيأتان للقراءة بسرعة فيستطيع القارئ أن يختطف السطور بلمحات العيون إذن : هي ليست بحاجة للتدريب فالقراءة السريعة توفر الكثير من الوقت لتكون الحصيلة المتلقاه أكبر .. فكلما كانت أسرع كلما قرأنا أكثر وبالتالي تكون الثقافة أعمق أما القراءة ببطء فهي تفتقر للتركيز والربط. ذكاء القراءة يعني : التركيز والفهم لما يُقرأ وإلا فإنها لن تعدو أن تكون عملية نظر لا قراءة . وكذلك مراعاة تمييز أسلوب الكاتب كي يفيد القارئ الكاتب مستقبلاً والوقوف عند الكلام الذي يناقض فكرة سابقة عند المتلقي وتدوينها خارجاً للبحث عنها. بالإضافة إلى فهم المصطلحات اللغوية لتوظيفها لاحقا والجدير بالذكر أن تكون للقراءة مخرجات ذكية معينة بحيث تكون مدعاة لاستمراريتها وجعلها عادة أصيلة في النفس ومن تلك المخرجات تمـثــيل النصوص علـى المسارح أو إجراء حوارا مع أحد الشخصيات أو عمل بحث حول الكتب المقروءة وهكذا .
التعليقات 2
2 pings
2014-12-22 في 5:59 ص[3] رابط التعليق
أحسنت كثيرا فالقراءة معين خاص يتلذذ به من يراود هذا المعين بين الفينة والأخرى .
ناصر الأحمد
2014-12-22 في 7:44 ص[3] رابط التعليق
تقلصت لدينا آفاق المعرفة بسبب قلة القراءة ونسيان أساليبها !!
فلم تعد لدينا المحفزات الذاتية أو الخارجية لقراءة ما يسهم في توسيع المعرفة والإدراك لدينا , سوى بعض المقالات والآراء في يعض المواقع أو في الواتساب !!
مقال جميل أشكر الكاتبة عليه