انتشرت في السنوات الأخيرة تقنية تجميد اجساد الموتى والادمغة من قبل شركات تجارية بهدف اعادتهم للحياة مستقبلا بعد ان يتطور العلم ويسمح بذلك .
تتم هذه العملية عبر حقن مواد كيماوية في الجسد مثل النيتروجين السائل لتنخفض درجة حرارته الى 190 تحت الصفر ويحتفظ بها في كبسولات مهيأة لذلك، وقد أثارت هذه العمليات جدلا واسعا من الناحية الأخلاقية والطبية التي لم تثبت علميا الا ان جنون البشر في العصر الحديث لا تحده حدود الفطرة والأخلاق بل بات طاغيا في كل جانب .
نعتقد هنا من خلال معطياتنا السابقة ان هذا العمل خاطئ ولا يمكن تحقيقه لان فطرة الله الخالق وقوانينه لا تسمح بذلك فالروح - طاقة الجسد – ومعها النفس الواعية تغادره بعد الوفاة وتذهب لربها الى عالم برزخي آخر معزول مهيأ مسبقا لها { وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة المؤمنون 100) له خصائصه لتعيش او تسبت الى يوم يبعثون للفصل والحساب { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } (سورة النحل 20 - 22) اما الجسد المادي فيبقى في الدنيا سواء متحللا او مجمدا او محنطا او مقطعا فلا قيمة لوجوده ولا يمكن إعادته للحياة طبيعيا إلا بإذن الله كما حدث اعجازيا لبعض الأنبياء والاولياء ومنهم النبي عيسى (ع) { وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ } (سورة آل عمران 49) وكذلك النبي عزير (ع) { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة البقرة 259).
نعم من المؤكد يمكن الاتصال بنفوس الموتى بعد وفاتهم عبر عالم الرؤيا وغيره من الطرق والكثير مر بهذه التجارب لانهم احياء عند ربهم يرزقون { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (سورة آل عمران 169) ويسكنون الجنة مكرمين { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } (سورة يس 26 - 27) لكن لا يوجد اتصال مباشر بالأجساد المادية بعد الموت لأنها فارغة من الروح ولا يمكن احياءها مرة اخرى الا يوم القيامة { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } (سورة يس 78 - 79) وأيضا { وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } (سورة الرعد 5) .