نعيش فترات مختلفة عما كانت في السابق وخصوصاً تلك الأيام بدايات الاسلام القويم والذي جاء به نبي الرحمة وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم . الاختلاف طال جميع جوانب الحياة ولا شك أن هذا نتاج التقدم في الحضارات والانتقال بين الازمان والثقافات الا ان الثوابت التي نادت بها الشريعة المحمدية على يد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم تظل ثابته (فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة )
أعني بهذه الثوابت التشريعات كالواجبات والحقوق والمستحبات والمحرمات والمكروهات وغيرها وهي النهج الاسلامي الذي يتبعه كل من يطلق عليه بالمسلم ومن جملة الثوابت حديث مروي عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وينص على أن ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر ما هجر ما نهي الله عنه ) وهذا الحديث مروي عند الفريقين وفي الصحاح وغيرهم من الكتب المعتبرة والثقات وعنيت بهذا الحديث بالذات لأسلط الضوء على زاوية واحدة من زوايا المسلمين الغير مشرقة للأسف حيث لم يطبق هذا الحديث كما أراده النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس كما جاءت به الشريعة السماوية لتخاطب به العقول والقلوب معا فالحديث يقول أن شرط أن يطلق على الشخص انه مسلم فقط حين يسلم غيره من الناس من لسانه ويده وما أكثر البطش باللسان وما أكثر الحديث بالزور والبهتان ونحكي في هذا المجال قصص وروايات وحكايا لأيام وأزمان أما في مجال سلم اليد فما نراه من قتل وما نسمعه من قصص إجرام بشكل يومي وعلى مدار الساعة خير مثال لنا على أن المسلم بعد كثيرا عن هذا الحديث وهذه الشروط فلا يمكن اعتبار الشخص الواقف أمامنا ويعيش بين المسلمين ويطلق عليه بالمسلم أن يقبح جاره أو يستهزأ به أو يتعدى صور أبشع من ذلك ويقتل أو يسفك دماء بريئة . فكم من ألم يعتصر القلوب حين نقرأ عن إبن عاق قتل والده أو والدته أو تعدى بالضرب على زميله في المدرسة أو العمل أو حتى بأن نسمع بأن أحدهم فجر نفسه في أواسط جمع غفير من المسلمين المصلين في مسجد أو يعملون في سووق أو يمرون في شارع كثيرة هي الصور البشعة والتي للأسف تنسب الى أناس يقال عنهم مسلمين والاسلام بريء منهم فالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم جاء برسالة سمحاء تنص على التحاب والتواد بين البشر وتنص على دستور السلم والأمن والأمان فنادى بالمصافحة وترك البغض والشحناء مهما اختلفت الأعراق والأنساب فهاهم المهاجرين يآخون الأنصار رغم بعد الدارين وبعد العادات والتقاليد فمكة ليست كالمدينة الا ان الاسلام جاء ليوحدهما ابناء واحدة وحضارة واحدة تحت راية واحدة وهي الاسلام وكذلك نادى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بمسالمة أهل الكتاب فيجوز مصاحبتهم والأكل من طعامهم وحتى الاختلاط بينهم وفي ديارهم لا فرق بين أعجمي أو عربي الا بالتقوى .. وليتنا عرفنا مقومات هذه التقوى كي نعرف ما الفرق بين العربي والاعجمي بين أن الضياع الذي نعيشه في هذا الوقت ضيع طرق التقوى لا بين العربي والاعجمي فقط انما بين العربي والعربي بين المسلم والمسلم فاختلفت الأمم وتشعبت بل تناحرت وللاسف كلا الطرفين يقال عنه مسلم فضاعت المبادئ والقيم وتخبطت في داجير الظلم
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبين والمرسلين أتى ليتمم مكارم الأخلاق ونحن من أنقصها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أتى ليبدد الظلام ونحن من أسكن نفسه فيه فلا بصر ولا بصيرة دون تطبيق جميع الشرائع المحمدة الأصيلة كما جاء بها الرسول الأكرم اليوم نحن بحاجة أكبر الى أن نعود لنتآلف مع الزمن القديم لا لأن نختلف عنه فنحن بحاجة ماسة الى أن تكون الشريعة المحمدية دستورنا القويم الذي نطبقه حقا وحقا يطلق علينا بالمسلمين وفق هذه الشريعة التي جاء بها خاتم النبين محمد صلى الله عليه وآله والذي يصادف اليوم الثامن والعشرين من صفر ذكرى وفاته بأبي وأمي هو اذ انه توفي بعد معاناة من الحمى الشديدة التي ألمت به بعد عودته من حجة الوداع ويكون بفقده فقدت الأمة الكثير من القيم والشرائع الأصيلة كما نادى بها وللأسف الشديد .
عظم الله أجوركم جميعا لفقد النبي وشرائعه .
التعليقات 3
3 pings
ناصر الأحمد
2014-12-21 في 2:32 م[3] رابط التعليق
عظم الله أجوركم بوفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ..
غير معروف
2015-01-04 في 3:36 م[3] رابط التعليق
جميل
غير معروف
2015-01-04 في 3:37 م[3] رابط التعليق
غضون الله. اجوركم