يجتاح مجتمعنا نوع غير مألوف من الأمراض لدى الكثير من الناس ، إذ تبدو صور هذه الأمراض غريبة جدًا وبذلك قد يترجمها الكثير إلىتشخيصات لاتمس التشخيص الطبي الصحيح بصلة.
الأمراض النفسية تُعتبر اليوم من أكثر أنواع الأمراض انتشارًا ولها نموًا ملحوظًا إلىجانب الأمراض العضوية، ويقابل هذا الأمر ضعف واضح في فهمها في المجتمع والأُسر على وجه الخصوص.
يعيش في أوساط المجتمع مرضى نفسيون تخرج عن إرادتهم إدارة المشاعر والتصرفات المصاحبة لهذه الأمراض ، وقد تصل هذه التصرفات إلى الخطورة على نفس المريض وأسرته وحتى مجتمعه !
ياترى ما الذي يوصل المريض النفسي إلى هذه الحالة ؟ لايمكننا القول أن المريض بنفسه هو السبب الأول بل هناك عوامل تؤثر عليه حتى توصله إلى السوء.
تختلف الأمراض النفسية بطبيعتها عن الأمراض العضوية في جسد الإنسان ، إذ في المجال الطبي لها تشخصيات واختبارات وأدويةخاصة .
وقد كانت هذه الأمراض ليس بذلك الانتشار الكبير كما يحدث الآن في زمننا ، ولأننا لسنا بصدد ذكر الأسباب المؤديه إلى الانتشارالواسع ، إلا أنه يجب أن ندرس تلك الأسباب بشكلٍ مختص بطريقة توعوية متمكنه.
اليوم نعيش قلة وعي واضح تجاه الأمراض النفسية، لافي الوقاية من الإصابة منها ولا في التعامل مع المرضى النفسيين ، تبدأ الاضطرابات النفسية من موقف بسيط لايتمكن الشخص منالسيطرة على مشاعره فيه إلى أن يتكرر ذلك الموقف وتتكدس الأفكار السلبية ، بعد ذلك يقف المرء أمام قلة الاستمتاع بالأشياء والحزن والبكاء دون سبب وتغير سلوك الحياة.
في هذه اللحظة بالطبع سوف يتفاجأ محيطه من أهله وأصدقائه ويشرعوا بالبحث عن الأسباب أو حتى طرق علاج خاطئة ويعتقد محيطه أنه قد أصيب بالعين أو الحسد وماشابه ذلك، لكن الأمر يتعدى تلك التكهنات بكثير ، والمؤسف أنهاتزيد الأمر سوءً على المريض النفسي وتدخله في دوامات الوسوسة ، بعدها عندما يتضاعف المرض على الشخص يتصرف تصرفات خارجة عن إرادته وقد تصل إلى الخطورة على حياته بفكرة الانتحار بجانب الخطورة على أسرته ومجتمعه.
أمّا الآن ، فمن الخطأ أن نضع كل المشكلة على الشخص وأسرته ومجتمعه ونتَّهِم وعيهم ، القضية مُعتبرة من جميع الجوانب بما فيها الجهات المختصة المعنية في التوعية الصحية تجاه الأمراض النفسية ، نحن بحاجة ماسّة إلى توعية الجيل الحالي في مواجهة الاضطرابات وضغوطات الحياة، والأهم أن نعي أهمية التعامل مع المريض النفسي حين إصابته.
علينا أن نفهم طبيعة المرض النفسي وأسبابه وأعراضه، ويجب أن نحتوي المريض ونفهم مشاعره وظروفه. تكدسات الأمور السيئة علىالإنسان تجعله رهينة أمام الاضطرابات النفسية، لذلك احتواء المريض النفسي بالشكل الصحيح في بداية مشكلته ،تسهّل طريق العلاج الصحيح.
لايحتمل أن نرى نتائج إيجابية للطرق الشعبية في علاج الأمراض النفسية بل هي ليست من اختصاصاتهم ابداً وغالباً ماتزيدالأمور سوءً بعد فهم الحالة النفسية، يتم توجيهها إلى عيادات نفسية ومختصين في الأمراض النفسية حتى لايصبح المرضى خطرًا على المجتمع.