إنه عام مضى بِحلاوته ومرارته،بِأيامه وساعاته، بِلحظاته وتفاصيله..
لكنه عام أرهقنا بالمدى الواسع ..أذاقنا فيه مرارات الأسى وربما البعض منا أذاقه مرارة الفقد والوجع ..كان عامًا مزدحمًا بالكثير من الأمور والكثير من الضغوطات ، والكثير من الأشياء التي ربما لايستوعبها العقل..
وأولها كيف لكائن مجهري بسيط أن يُحير العالم ويقلب الكون رأسًا على عقب؟ ولايزال إلى يومنا هذا يحصد العديد من الأرواح ويُحير العالم أكثر وأكثر ..أوليس هذا بكافٍ لِنبصر ذواتنا؟ ونعي أننا أضعف مخلوق على هذهِ الأرض؟
أوليس بكافٍ لنقف قليلًا ونتأمل في عظمة الخالق سبحانه ، وأنه هو القادر والمدبر؟
نعم.. إنه عام رغم مرارته ألا إنه كان مليئًا بالاختبارت الإلهيه ، والعطايا الربانيه التي جعلتنا نُبصر أشياء لم نبصرها من قبل ..
جعلتنا أكثر نضجًا وأكثر وعيًا وأكثر إيمانًا ومعرفة.. فتحت لنا الكثير من الآفاق..
جعلتنا ندرك أنه لا قوة في هذا الكون تُضاهي قوة الله سبحانه وتعالى ، وأن مشيئة الله فوق مشيئة البشر..
وأنه مهما طال البلاء لابد له من زوال وأن مابعد العسر يأتي اليسر وما بعد الضيق إلا الفرج وإن الله سبحانه مغير الأحوال وإن أكبر قوة في هذا الكون تضعف أمام قوة الخالق سبحانه وتعالى .