شد وجذب بين أيدي كثيرة في وزارة التعليم وصدام واقعي بين رأيين أحدهما يخفف والآخر ما زال متمسك بالحمل الثقيل
جاءت الظروف وشاءت أن تكون كفة التعليم لها النصيب الأكبر لأن تتحرك وفق إنترنت الأشياء "الكتب - الدرجات - التقييم والتقويم – الاختبارات" كلها باتت تطل من وراء الشاشة الذكية ويتم التنقل بينها بالضغط على أزرار أو باللمس السطحي الخفيف، عالم لم يكن ليتصوره الكثيرون قبل 100 عام أن يكون فكان.
وبين ما كان بالأمس من حبر يسال على ورق وملفات ومجلدات ترص في خزائن تهترئ مع مرور الزمن والأيام، وما بين ما تسجله أروقة التعليم الالكتروني اليوم على لوحات الحاسوب وشرائح الذاكرة في الهواتف المتنوعة، يختلف جيلان يمثلان واقعان يتواجد كل منهما بكامل خبرته وجاهزيته لخوض غمار التجربة الجديدة عليه، ولكل منهما أسلوبه وقناعاته.
ولكننا اليوم ونحن نجني ثمار التعليم الإلكتروني بعد نشوة فيروس كورونا وسيطرته على العالم لمدة العام تقريبا وما زال في الاستمرار، تواصل بوصلة التعليم جاهدة ضبط مؤشرها في الزاوية الصحيحة على الدوام محاولة منها أن تخرج بنتائج أكثر من إيجابية ورائعة تتحدى من خلالها تلك السيطرة الفيروسية التي أضعفت الكثير من الوزارات والقطاعات العامة والخاصة، والحق يقال بأن مؤشر التعليم يحاول الثبات داخل بوصلته مقاومًا كل تأثيرات سلبية تأتيه من هنا أو هناك.
وما يزال المعلم يجاهد بكل ما وسعه من خبرة وقابلية للتعلم أن يضع يده مع أيدي الكثيرين في بقاء ذلك المؤشر ثابتًت لا يتأرجح أو يزل عن موقعه، فها هو ينفذ كل تعميم يصدر من المفكرين والباحثين عن خطط النجاة بأقل الخسائر، بل بأروع النتائج وفي مغبة التعلم والتطبيق في الغالب ينجح المعلم في التطبيق، فالكثير من الفيديوهات نسخت لأجل أن يتتبعها ثم يحاكيها ثم ينفذها، وفي كثير من الأحيان ينجح فيما رسم له أن ينجح فيه.
ولو ترك له المجال لكان الحقل خصبا ينبت بزرع أكله نضرًا وشهيّا لكل فكرة تدور في رأسه، إلا أن الكم الهائل من الأفكار تبدو أحيانا مزدحمة على حقل يدير العملية بحذر مراعيا الظروف المادية والاجتماعية والنفسية والصحية والجسدية والعادات والتقاليد والثقافة العامة والخاصة واختلاف الحصون والقلاع ومنبت الزرع وحب الحصيد.
الأمر الذي لا يحتمله ذلك الحقل، هو الزرع الورقي بألوان حبره الأزرق والأحمر والأخضر والأسود والذي بات زرع قليل الفائدة مع هذه الظروف، وما الإصرار عليه إلا تعطيلاً لثبات مؤشر البوصلة التعليمية في الموقع والزمن المناسب لها، وبالنتائج المرجوة منها. يجب أن يعي أنصار الحبر والورق أن هذا الزرع في حقل الألياف البصرية لم يعد ذو نفع ولن يخلف صدى كصدى الزرع الرقمي المعاصر سيما في ظروفنا الحالية وعصرنا الآني وجيلنا الحديث.
ومسألة شد العصا من المنتصف ربما تكسرها وتكسر المنطق الذي تأصل في ثقافة مجتمعية معينة، لذا بات البحث عن طريقة أسهل وأسرع وأكثر ذكاء في مسك العصا من ذي قبل ، وبات تغيير الفكر مطلبا أساسيا مع فورة التقنية الحديثة والجيل الجديد والأدوات الذكية والبعد عن ممارسة الأدوات الثقيلة والوسائل التعليمية والتقويمية السابقة.