تُعرّف فئة المناهضين للتطعيمات (اللقاحات) ضد الأوبئة بأنهم أصحاب النشاطات الرافضة للتطعيمات أو لبعضها أو الذين يطرحون التشكيكات بشكل مستمر حول جدوى وفعالية اللقاحات.
فهم يبحثون عن أي معلومة تدعم رأيهم صحيحة كانت أم خاطئة (انحياز غير علمي).
والعجب أن مقارناتهم غير المنطقية والمضللة، والتي لا تستند لأسس علمية متينة؛ تترك أثرها على نفوس الناس بالخوف والشكوك والتوجس من الهيئات العلمية وتوصياتها.
بعد أن ساهمت اللقاحات بالقضاء على أوبئة كثيرة كانت تفتك بحياة الأطفال والكبار... يروق لهذه الفئة أن تساوي بين (الوفاة بالمرض) وبين (حصول بعض الأعراض الجانبية) وربما ادعوا عكس الواقع بأن اللقاحات سبب الوفيات (بلا أدلة ولا أرقام).
أقرب درس قاس عاشه العالم، حينما كانت الحصبة تفتك بحوالي ١٠٠ طفل لكل ألف طفل، أتى اللقاح ليحقق تراجعًا في أعداد الوفيات بالحصبة لأقل من ٧ أطفال لكل ألف طفل...
لكن بدأت أرقام الوفيات ترتفع من جديد بسبب حملة شرسة ضد تطعيم الحصبة وادعاء أنه يسبب التوحّد لدى بعض الأطفال، مما حدا بالكثير من الأسر للتراجع عن تطعيم أطفالهم.
الآن نعيش هذه الموجة الشرسة ضد لقاح الكوفيد، المرض الذي أودى بحياة مليون ونصف إنسان خلال سنة واحدة فقط ، تحت ادعاءات (هل هو آمن أم لا) ؟
يروق لهذه العقول أن تساوي (احمرار موضعي أو حمى) مقابل (الوفيات الجماعية) لتجعله كافيًا لتجنب اللقاح.
ولهذا صُنّفت هذه الحركات والنشاطات مؤخرًا ضمن (التهديدات الصحية الحقيقية على صحة المجتمعات).. فالجهل وباء لا يقل خطورة عن الفيروسات.