من أهم النشاطات التي تُثير الأطفال ، وتخلق المتعة عندهم الذهاب للسوبرماركت والركض بين ممراته لاختيار أصناف الحلوى التي يعشقونها .
إنّ المتاجرَ التجارية مكانٌ جميلٌ للمتعة وغرس الكثير من القيم والمبادئ الراقية في عالم الطفل .
تبدأ من وضع قائمةٍ لشراء الاحتياجات، وتنتهي بإعادة عربة التّسوق إلى مكانها .
إن إخبار الطفل بالالتزام بالقائمة الشرائية يربي فيه شعور النظام المصرفي للمال ، وإبداع التخطيط منذ بداية حياته فلا يشتري إلا ماهو بحاجة إليه.
وحتى لانقع في اصطدام مع أطفالنا لابد من اتفاق مُبرم معهم قبل الانطلاق لرحلة التّسوّق أيّا كانت الوجهة ، فالطفل يعتاد ذلك شيئا فشيئا ثم يغدو الأمر بالنسبة له من إحدى قناعاته .
ومهما واجهتنا الصعوبات في بداية الأمر فسوف نعتبرها في مضمار مشاق التربية ، ومهما شعرنا بإحراج أمام الآخرين عند اعتراض أطفالنا على قراراتنا الشرائية فلايجب الانهزام أمامها .
فلن يلتفت الجميع حولك ليعطيك تقييما في تربية أبنائك ، ولن تقتات على أقوال الآخرين في علم التّربية، ولن تُسقط إحدى نظريات التربية المهمة بالرضوخ لرغبة غير مهمة من طفلك .
لذلك يقول جان جاك روسو :
قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الأطفال ، أما الآن فعندي ستة أطفالٍ ليس عندي نظريات لهم .
إنّنا بأمس الحاجة للعودة للحقائق والاستغناء عن المبالغة والادعاء المُزيّف ؛ لأن جوهر الحياة المعاملة الموحّدة في جميع المواقف .
لذلك أُحبك طفلي ، ويظهر هذا الحب بين كلماتي وفي الحديقة ، وفي المتجر ، وبين جدراني المُغلقة علينا .
إنّ التربية حملٌ شاقّ ، والوقوف أمام طفل واحد يُلغي جميع النظريات الورقيّة، فالطفل عالم جديد يحتاجُ إلى الحمايةَ لأنه لم يُدرك ماحوله بعد ، وهو يخشى البوح بجميع آلامه ، إنّه يطلب لغة يعجز عنها اللسان في عملية التواصل الإيجابي معه وربما طلب لمسة حانية على كتفيه ، أو تمريرا لطيفا لأصابعنا بين خصلات شعره ؛
حتى يُفرغ جميع مشاعره الغضّة بحريّة تامة .
وكما يقول محمود درويش :
وما الحُبّ إلا كفاحٌ ووِداد وما الحبّ إلا ألف مُشكلة وثبات .
فهنيئا لمن يطبق نظريات التربية واقعًا واعتقادا لا فكرا زائفًا يُخفي خلفه الكثير من المتناقضات.