يعيش الكثير من البشر اليوم على وجه الأرض باعتقاد متجدد حول انهيار كوكب الأرض وعدم صلاحيته للعيش او وقوع يوم القيامة والحساب ، فمنهم من أعد العدة استعدادا لذلك اليوم الموعود وذلك بتحضير مقومات البقاء على قيد الحياة من طعام وشراب ودواء وسلاح وهواء ونبات ووسائل مساعدة في مأوى خاص مجهز بكل وسائل حفظ النفس وبقائها مدة أطول.
عاشت البشرية هذا الرعب في حقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب والخوف من استخدام القنابل النووية او الهيدروجينية آنذاك حتى بداية التسعينات من القرن العشرين وكذلك تكرر الامر في العام 2000 مع بداية القرن الواحد والعشرين وأيضا عادت الظاهرة عام 2012 عندما انتشرت معلومات عن نهاية العالم حسب تقويم حضارة المايا وآخرها كان في شهر سبتمبر 2015 عندما قيل ان كويكبا عملاقا سيصطدم بالأرض ويدمرها وستكون نهاية العالم وبداية يوم الحساب ....
وتوجد العديد من السيناريوهات المتداولة بين البشر اليوم كغزو كائنات فضائية لكوكب الأرض والسيطرة عليه، او بناء مستعمرات فوق القمر او المريخ للعيش هناك وإنقاذ الجنس البشري من الاندثار بعد انهيار مقومات الحياة فوق كوكب الأرض، او خروج كائنات مخربة من جوف الأرض ...
ولهذه الاحداث المتوالية خلفيات دينية وادبيات شعبوية توارثتها الأجيال البشرية في انتظار ذلك اليوم وعلاماته التي بُنيت عليها سياسات وحروب غيرت حدود الارض وخارطته.
فشاهدنا العديد من الأفلام والسيناريوهات المتوقعة المستوحاة من الموروث البشري التي تجسد هذه الاحداث وتفاصيلها بحلول الكارثة الكبرى على الكوكب في نهاية الزمان وكل هذا طبعا من صنع خيال الانسان الجامح .... إلا ان ما يجعلنا مطمئنين ساكنين بعدم المساس بحالة الكوكب المعيشية العامة وبقائه صالحا رغم تخرصات الانسان ومحاولة العبث به وتخريب طبيعته ونواميسه كالأضرار التي لحقت بطبقة الأوزون وآثارها السلبية على سخونة الأرض وذوبان الجليد وزيادة مساحة التصحر وقلة الامطار والمياه الصالحة للشرب وايضا مشاريع التحكم بالمناخ وقوى الطبيعة وكذلك اضرار التجارب النووية وكذلك تراجع قوة المجال المغناطيسي للأرض في بعض المناطق والذي بدوره يقوم بحماية كوكب الأرض من الاشعاع الكوني والرياح الشمسية واحتمال انقلاب قطبيه ثم انهيار بنية الكوكب القارية وتشكلها من جديد ، هو قول الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية المطمئنة :
- { وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (سورة فصلت 12)
- { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا } (سورة فصلت 10)
- { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ، كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ، مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } { سورة طه 52 - 55 }
- { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ، وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } { سورة الزخرف 10 - 14 }
- { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ، وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ، وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ، وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ، وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ، وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ، وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ، إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا } { سورة النبأ 6 - 17 }
وأيضا قال النبي محمد (ص) عدة احاديث مشهورة حول صلاح الأرض وامتلائها بالخير الوفير قبل يوم القيامة كبشارة للبشر الذين يعيشون على الأرض :
- لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا .
- لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي، تكون الملائكة بين يديه ويظهر الإسلام .
- لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي .
وأيضا قال الامام علي (ع) في إحدى مناجاته لله تعالى :
(يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اَمْنِهِ وَاَمانِهِ وَاَيْقَظَني اِلى ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَاِحْسانِهِ ..... )
فنستنتج من هذه الاقوال الكريمة ان لا خوف على البشر من حروب ارضية او كونية او نيازك مدمرة رغم اقترابها من الأرض كعلامة فارقة من علامات اقتراب ظهور المخلص العالمي الموعود حكتها كتب السير من خلال اقوال الراسخون في العلم ، بل ان المخلص المهدي يأتي في وقت ذروة العبث الإنساني بسلامة الكوكب فيقوم بترميم الأخطاء الكارثية المرتكبة فيه ويعيده الى طبيعته وتوازنه ويعيد الإنسان كذلك الى فطرته وانسانيته السليمة.
التعليقات 1
1 pings
احمد البراهيم
2020-10-25 في 2:19 م[3] رابط التعليق
يا سلام يا سلام..
أحسنت ابو مهدي