النفس كما ذكرنا سابقا هي جوهر الانسان وأصله ووسيلة الارتباط بينه وخالقه للتزود بالوقود المعنوي لتعبئة النفس الإنسانية بالقوة الإيجابية لتعينه على مهمات الحياة المختلفة واجتيازها بنجاح وإذا ما كان هناك أي تعثر او هبوط نفسي يمكن الرجوع والإنابة والتعبئة لحظيا وفي كل ساعة خلال عدة اوقات محددة في اليوم فتكون أجواؤها مفعمة بالطاقة والحيوية يستشعرها من أداها في وقتها خاشعا وأعني هنا مفهوم (الصلاة) { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } (سورة النساء 103).
والصلاة من الصلة والرحمة والاتصال بين الانسان وخالقه والحمد لله الذي جعل هذا الاتصال ممكنا ومفعّلا في اي وقت وبشكل مجاني للتزود من بارئها بالقوة والامل والحصول على الطمأنينة والسلام النفسي مما ينعكس على السلوكيات الخارجة والداخلة فقال الله تعالى { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } (سورة العنْكبوت 45) .
هذه الممارسة الخاصة متجذرة في العمق البشري منذ الوجود الأولي على الأرض لبني آدم لليوم عند الأعم منهم تمارس بطرق وحركات مختلفة تعبر عن تنظيم من الحركات والسكنات والاقوال بشكل متجانس نتيجتها مزيدا من الشعور الجيد والهدوء وتهذيبا لمتطلبات النفس الجامحة..
إذن البشر يتفقون من حيث المبدأ على أهمية الممارسة على اختلاف انتماءاتهم وتصنيفاتهم وان اختلفوا حول كيفية أدائها إلا انهم يؤمنون باتصال سرمدي بقوة عليا تزود نفوسهم بالخير والاطمئنان وتبث فيهم روح الامل والتفاؤل وتندرج تحت عدة مسميات منها الصلاة والدعاء والتحنث والتهجد والتأمل والتفكر واليوغا والتاي تشي { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ } (سورة آل عمران 191).