مما لا شك فيه أن الكثير منا ترسخت في ذهنه ، فكرة أن مرض السكري أتاني عن طريق عامل وراثي في عائلتي مثلا ، ولكن في واقع الأمر أن مرض السكري في الغالبية هو مكتسب عن أنماط حياتية خاطئة أو من عوامل بيئية سيئة قد مارسناها منذ الصغر ، إلى أن تم تشخيصنا به ، وقليل جدا من هم أصيبوا به وراثيا ، أي مايعادل (أقل من ١٠% منهم) ومعظم هؤلاء هم من مرضى السكري النوع الأول.
لذا عزيزي إذا كنت من مرضى السكري النوع الثاني ، فلا تزج باللوم على الجينات الوراثية أو تاريخ أسرة المصابين به ، بل ينبغي أن تعيد النظر في نفسك ، وفي تغذيتك كيف كانت؟
هل أكلت غذاءً جيدًا غنيًا بالألياف الطبيعية ، طويلة الامتصاص ، أم أغذية سهلة الامتصاص غنية بالسكريات والأملاح؟
وكم مرة مارست رياضة المشي على الأقل؟
كيف تعاملت مع ضغوطاتك النفسية و التوتر؟
هل لاحظت على نفسك السمنة أم لا؟
فالسمنة هي بيئة مسببة للسكري وارتفاع سكر الدم بشكل مباشر.
ما أود ان أتطرق له هو ( نمط حياتنا القابل للتعديل ) وهو أساس المشكلة لدينا نحن مرضى السكري النوع الثاني ، نحو نمط ممنهج لموازنة سكر الدم وتجنب الوقوع إلى أخطاره بإذن الله.
والحل يكمن في محاولتك جاهدا للتحسين من أسلوب حياتك خلال يومك منذ الصباح إلى أن ينتهي ذلك اليوم، بأن تنتظم قدر الإمكان بمواعيد الأدوية الخاصة بك، وأن تهتم دائما بقياس مستوى سكر الدم ، مع الأخذ بعين الاعتبار للوصول إلى تلك المستويات الطبيعية سواء الفحص اليومي أو معدل المخزون (التراكمي) لديك ، وأن تبدأ بالمشي مع إدراج ممارسة رياضة ما إلى حياتك، وأن تتعلم معلومات أكثر وقيمة عن الغذاء نفسه لتجنب كل ما يرفع مستوى السكر لديك.
لذلك فأنت أعلم بآلية تعامل جسمك مع الأغذية المسببة لارتفاع سكر الدم لديك.
سبحان الله ، قد يأكل (حسن) حبة عنب ويرتفع مستوى السكر لديه فوق 200 ملجم، بينما يأكل (زيد) - مصاب آخر بالسكري - ٦ حبات من العنب ولا يتعدى 140 ملجم.
وهذا يرجع إلى قوة الجسم مع مقاومة الأنسولين من شخص لآخر.
أسأل الله لي ولكم بالشفاء والسلامة الدائمة.