عام هجريٌ مضى بأفراحه وآلامه التي عايشناها سوية، وها هو عام جديد قد أطل علينا حاملاً في طياته أسراراً كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. قد جرت العادة عند البعض أن يبدأ سنته الجديدة بوضع خطة يجعل فيها أهدافه الشخصية والطرق الموصلة لهذه الأهداف. هناك من تتركز خطته السنوية على تحسين مستواه المادي والبعض الآخر تتمحور خطته حول زيادة تحصيله العلمي وآخرون يتركون الأمور تجري مجراها من دون اتخاذ اي إجراء قد يغير من أحوالهم لما هو أفضل. كم هو جميل أن يتدبر الإنسان فيما مضى من أيامه قبل أن يضع خطته للمستقبل القادم ويتعلم منه ليجعل حاضره ومستقبله أفضل كي يرتقي نحو الكمال الجسدي والعقلي والروحي.
لعل أكثر حدثاً قد مر في عامنا المنصرم هو (فايروس كورونا)، والذي جعل كثيرا من الناس في حيرة من أمرهم وجعلهم يعيشون في حالة من الغموض والمصير المجهول. وأيضاً من الأمور المؤسفة فقد بلدتنا الكثير من المؤمنين والمؤمنات سواء بهذا المرض أو بغيره من الأمراض المزمنة التي كان من الممكن الوقاية منها. لربما أكثر ألماً هو فقدان الشباب الذي ترك أثراً عميقاً في نفوس محبيهم. الثقة برحمة الله عز وجل ولطفه هوما يخفف ألم ولوعة الفقد وتجعل القلوب أكثر اطمئنانا.
لعل من أعظم الدروس التي بإمكاننا ان نستقيها من هذا البلاء الإلهي هو أن يجب أن يأخذ بالأسباب ويحمي نفسه ومن حوله من مثل هذه الأمراض الخطيرة وغيره من الأمراض. الآيات القرآنية والروايات الشريفة أكدت على أن الإنسان المؤمن يجب أن يأخذ بالأسباب في جميع ما يحيط به من أمور معاشه وغيره من الأمور على أن يكون هذا الأمر مقرونا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى. لذا أرى من الواجب التنبيه على أحبتنا في بلدتي الغالية في أن يجعلوا الحفاظ على صحتهم ضمن أهدافهم المهمة. وأعتقد أن أول خطوة لتحقيق هذا الهدف هي الفحص الطبي عن الأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض المنتشرة في المجتمع، وهذا بالطبع يكون بزيارة الطبيب المختص وعمل الفحوصات المخبرية اللازمة. وفي حال كانت الفحوصات سليمة إن شاء الله يفضل أن يعاد اجراء الفحص كل سنة خصوصا لمن هم في سن الأربعين وأكبر.
أما اذا كانت النتائج غير سليمة لا قدر الله، وتم تشخصيك بأحد الأمراض المزمنة كارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري، لا تقلق فهناك الكثير من الطرق العلاجية لتلك الأمراض سواء بتصحيح النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني (مثل ممارسة رياضة المشي) وكذلك الصيام، أو استخدام الادوية الفعالة لمكافحة تلك الامراض والتقليل من مضاعفاتها. يفضل عمل الفحوصات الطبية في مثل هذه الحالات كل 3 شهور حتى يتم التأكد من سلامة الحالة الصحية ومن ثم تكون كل سنة.
ختاماً. أرجو الله لنا ولكم ولجميع المؤمنين عاماً هجرياً خالياً من الأوجاع مليئاً بالصحة والمحبة والسعادة
التعليقات 1
1 pings
فاضل علي الدليم
2020-08-24 في 3:00 م[3] رابط التعليق
احسنت عزيزي بو جوود لمحة جميلة حقيقة،
نعمة الصحة لا تضاهيها نعمة فلو كانت لديك جميع النعم وانت فاقد لنعمة الصحة لن تحس بلذتها ابدا وفقنا الله واياكم لما فيه الصلاح والنحاح.
شكرا لكم.