مع اقتراب العام الدراسي الجديد 1442هـ وبعد أن كشفت وزارة التعليم عن رؤية التعلم لهذا العام بأنها ستكون كمرحلة ابتدائية لمدة سبعة أسابيع عبر #منصة_مدرستي الافتراضية وشبكات عين الدراسية، أي أن الطلبة والطالبات بجميع المراحل وحتى الجامعات سيتلقون دروس هذا العام تحت سقف المنزل فلا "مريول" سيفصل ولا "بدلة رياضة" ستشترى، فذلك الازدحام الذي كنا نراه أمام القرطاسيات والمكتبات لن نراه هذا العام -وكم كنا نتأفف من ذلك الزحام والآن نشتاق إليه - دارت الكثير من التساؤلات عن الآلية التي ستمكن هؤلاء الطلبة من تلقي المنهج الدراسي عبر وسيلة جديدة على المجتمع بأسره ، بل وعلى دول كثيرة، وما التجربة السابقة التي استكمل بها العام المنصرم سوى خديجٍ لم يكمل عمره بعد، فليس الكل خاضها وليس الكل جنى ثمارها ناضجة تماماً .
فها هي تلك التساؤلات تعود مجدداً على الساحة "كيف، ومتى، وماذا، ولماذا، ولو...وغيرها" وأقصر سؤال سئل هو "ومن لا يمتلك شراء جهاز حاسوب لمتابعة الدروس إلكترونياً؟
وأطولها " لو كان عندي خمسة أبناء في مراحل مختلفة من الابتدائية إلى الجامعة والأبوين موظفين فمتى سنتابع معهم دروسهم جميعاً وكيف سنقسم الوقت عليهم وكم سندفع فاتورة "النت" ثمن سبعة الأسابيع هذه؟!
وما بين هذين السؤالين تكمن عشرات الأسئلة المختلفة والمتباينة في سهولة وصعوبة الإجابة عنها، تقول إحدى الأمهات والمربيات الفاضلات: وهي واحدة من ثمانية أخرين طرحت عليهم هذه الاستبانة للوقوف على رأيهم الشخصي وتصوراتهم المستقبلية بعد قرار الدراسة "عن بعد" بشكل مبدئي ولظروف استثنائية جبر عليها العالم أجمع هذا العام "لن تكون العملية التعليمية متكاملة من قِبل الوزارة وستعتمد على الأم أو الأسرة بشكل كبير بالإضافة إلى أهمية الأنشطة الصفية، والتعليم حضورياً يكون مفهوماً أكثر من قبل الطالب والتواصل مهم جداً"
أما الأستاذة شوق وهي إحدى المربيات الفاضلات في سلك التعليم التقني فتقول: "إن الدراسة ستكون صعبة ولن تكون مفيدة بالقدر الكافي للتعلم" وهو الأمر الذي وافقت عليه كذلك الأستاذة ليلى المحسن كولية أمر ومربية أجيال أيضا، وتضيف بقولها: التجربة القادمة تحتاج إلى نضوج أكبر ولكن قد لا نصل إلى تمام النجاح إلا بالتدرج في سلم التجربة، تمنيت دوام المعلمين والمعلمات دون الطلبة والتواصل مع الطلبة من خلال وضع الأجهزة والنت في المدارس وترتيب جداول المعلمين والمعلمات بحيث يكون لكل معلم فصل بكامل جاهزيته.
ويشير الأستاذ بدر السالم في نفس سياق الموضوع إلى أمر مهم إذ يقول: إن "الصحة أولاً، وأرى أن النواتج ستقل خصوصاً عند طلاب الصفوف الأولية".
الأستاذ جاسم العبود وهو كولي أمر وكاتب صحفي يرى الأمر من زاوية أخرى ويقول : هذه التجربة في ظل الظروف القائمة (جائحة كارونا) مطلب، كما أنها فتحت الباب للإقناع بأنها وسيلة مجدية للتعلم.
شمل السؤال في الاستبانة أم محمد وأم عذراء وأحمد فاضل وكلهم أولياء أمور لأبناء وبنات في مراحل عمرية مختلفة والذين أجمعوا على أن العملية التعليمية عن بعد ربما ينقصها النضج لتكون كافية لتعليم أبنائهم التعليم الصحيح، كما لو كان في المدرسة وفي حضرة المعلمين ووسائل التعليم المباشرة.
وعن أبرز المعوقات التي تعرقل سير هذه التجربة جاءت الردود بشكل جماعي ومؤيد لضعف شبكات الإنترنت أولاً الأمر الذي سيصعب عملية تلقي الدروس بشكل سلس، ثم إن بعض المهارات والدروس لن يستطيع الطالب إدراكها وإتقانها دون وجود المعلم، وأن تأخر إصدار القرار وتزامنه مع متطلبات أخرى قد ترهق الأسرة مادياً حسب ما قاله الأستاذ بدر.
كما تضيف أم عذراء أن التشتت الذي سيكون للأبناء وهم في المنازل أثناء تلقي الدروس عبر الإنترنت ، قد يؤثر بشكل كبير على الاستيعاب والتحصيل الدراسي فليست المنازل كالمدارس.
ولكن في النهاية كما قال الأستاذ "العبود" أن الطلبة لن ينهلوا القدر الكافي من العلم عن بعد ، ولكن هو قرار سليم للمحافظة على الأرواح"
الاستبانة اقتصرت على 9 مشاركين تباينوا في الجنس والأدوار الاجتماعية والمهنية واشتركوا في كونهم أولياء أمور لأبناء وبنات اشتاقوا لجرس الحصص وزحمة الفصول والوقوف في طوابير المقصف وصوت الإذاعة المدرسية منذ الصباح الباكر.
وقد جاء في ختام الاستبانة عدد من النتائج التي وقفت على عدد من الأسئلة كالتالي: