سهام طاهر - المنيزلة نيوز
لقبت أناس كثيرة بألقاب عديدة ( كرسالة حب ) و( صدى صمت ) و( آهات غربة ) وما الى ذلك من ألقاب تفاخر بها أصحابها وعاشوا معها تفاصيل معانيها حتى أكسبتهم شهرة على مستوى الأصدقاء والأهل وبعض المعارف وخصوصا المنتميين لهؤلاء الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالوتس أب أو التويتر أو الفيس بوك والكك وغيرها ولقبت أناس غيرهم بألقاب الكرم والعطاء والقوة والايثار حتى أصبت لهم ملكة يتصفون بها وها هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الامام علي بن الحسين عليه السلام الذي يصادف اليوم الخامس والعشرين من محرم يوم استشهاده الأليم يلقب بالكثير من الالقاب الجميلة التي تلامس الأخلاق والتربية والطهارة التي أودعها الله فيهم اذ طهرهم أهل البيت تطهيرا فلقب عليه السلام بزين العابدين وزين الصّالحين ووارث علم النّبيين ووصيّ الوصيّين وبالبكاء وغيرها من الألقاب الحميدة الا ان (سيد الساجدين ) أو ما تعارف عليه الناس بلقب ( السجاد ) يضيف الكثير من المعاني الجميلة والمفاهيم التربوية فحينما سئل الامام الباقر عليه السلام ابن الامام السجاد عن سبب هذا اللقب والتسمية أجاب وقال :
( إن أبي علي بن الحسين عليه السلام ما ذكر لله عز وجل نعمة عليه إلا سجد ، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد ، ولا دفع الله عز وجل عنه سوءاً يخشاه أو كيد كائد إلا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد ولا وُفق لاصلاح بين اثنين إلا سجد ، وكان أثر السجود .. في جميع مواضع سجوده فسُمي السجاد لذلك .. )
اذ أن هذه الرواية تظهر صورة من مظاهر تربية الذات في التخلق بأدب التخاطب مع الله عز وجل من خلال السجود فشكره على العطاء يكون بسجدة وحمده على دفع البلاء يكون بسجدة ووقوعه في الشدة أوالرخاء يكون أيضا بسجدة على السواء اكان في فرح أم حزن لا يبالي لأنها كلها من عند خالقه وهو الله تعالى ان الامام علي بن الحسين عليه السلام الذي حضر واقعة الطف الأليمة وشاهد فيها مشاهد فضيعة ابتداءً من مصرع والده الامام الحسين عليه السلام على يد شمر بن ذي الجوشن أشد خلق الله قسوة وظلماً وأصحابه وأهل بيته الى أسر بنات رسول الله وعماته وأخواته وحرق خيامهم وتشتيت شملهم عليهم صلوا ت الله وسلامه لم يترك صفة السجود كشكر لله عز وجل على ما حل بهم اذ كان كل ما جرى كله بعين الله عز وجل.
وكذلك ترك ارثاً عظيما للبشرية حتى يومنا هذا الا وهو ( الصحيفة السجادية ) التي جُمع فيها الكثير من أدعية الإمام علي ابن الحسين عليه السلام لا سيما و أن أدعيته تُعد مدرسة بحد ذاتها في كل المجالات و كانت السلاح الأساسي الذي اعتمد عليه الإمام السجاد عليه السلام لنشر أفكاره و دعوته و كان يقض بهذه الأدعية مضاجع الظالمين.
الجدير بالذكر أن الامام سيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام هو أكبر أولاد الامام الحسين عليه السلام و بذلك يكون حفيداً للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمه السيدة شهربانو الإمام زين العابدين هو الامام لرابع من الأئمة الأثنى عشر أشهر ألقابه السجاد و زين العابدين لأنه كان يُعرف بطول سجودة و عبادته لله سبحانه و تعالى كُنيتُهُ أبو الحسن ولد في شعبان في المدينة المنورة سنة 38 هـ واستشهد كذلك فيها سنة 95 هـ وقبره في بقيع الغرقد بجوار الامام الحسن والباقر والصادق عليهم السلام .