ساد التكتم في مجتمعنا بشكل لافت ، فمن يصاب بفيروس كورونا كأنه أصيب بوصمة عار تلحق به وبأسرته عبر الزمان ، وأصبح المصاب يمارس حياته الطبيعية مع تكتمه بأنه مصاب حتى عن اقرب الناس له وهم أهله ومنهم أبويه ، مما ساعد ذلك في انتشار الفيروس وتوسيع رقعته الجغرافية ، ولكم أن تتخيلوا وجود مصابين بفيروس كورونا يخالطون المجتمع أثناء مراسم دفن قريبهم ، وذاك مريض يذهب للمسجد و إلى البقالة والسوق ليتبضع له و لأسرته ، وذاك يذهب لدوامه وهو مصاب دون أدنى مسؤولية منه . بالطبع هذا استخفاف وتساهل لنقل العدوى وسط تكتم مريب لا مبرر له ، و قد يقوده هذا التصرف الى فعل جريمة بحق أسرته ومجتمعه.
هل الجهلاء وغير المتعلمين والبسطاء هم من يتكتمون على الإصابة بالفيروس؟
بالطبع لا ، فهناك شريحة من المتعلمين سقطوا في هذا الفخ المتردي وساهموا في نشر الفيروس بتكتمهم خشية أن يقال عنه ( هذا الشخص مصاب بكورونا ) .
احد النشطاء الاجتماعيين في مدينة الدمام ارسل الى كافة القروبات المشترك فيها بجواله بأنه ثبتت إصابته بفيروس كورونا فعلى من خالطه قبل ٥ ايام أن يسجل موعداً لأخذ مسحة لاختبار الإصابة بالفيروس ، هذا الشجاع الواعي اللبق استحق وسام الرفعة واستحق أن يكون انموذجا ومثالاً حياً للوعي و لمن يمنع أذية الناس ، على عكس ما أسلفنا ذكرهم لقيامهم بممارسة حياتهم الطبيعية بالرغم من إصابتهم وتكتمهم .
الإصابة بالفيروس احبتي ليس عيباً أو عاراً ، العار والعيب هو التكتم ومخالطة الناس ونقل الفيروس لهم في الوقت الذي يجب أن يكون المصاب في منأى عن أسرته ومجتمعه بحجر نفسه لمدة ١٤ يوماً حتى زوال المرض.
انت ايها المصاب بالفيروس بفضل الله لم تظهر عليك الأعراض لقدرة الجهاز المناعي لديك أو أن أعراض المرض كانت بسيطة بالنسبة لك ، لكن هناك من لا يستطيعون تحمل الإصابة بالفيروس لقلة المناعة لديهم وذلك لإصابتهم بأمراض مزمنة كالضغط والسكر والربو والقلب والمتلازمات بأنواعها ، مما قد تنتهي حياتهم لا سمح الله بمجرد إصابتهم .
انتبه يا من تصاب بالفيروس ، فنقلك المرض لشخص آخر والتسبب في وفاته هو جريمة بحق الإنسانية ، فلا تتكتم وكن شجاعاً ، فأي شخص منا ممكن أن يصاب وإبلاغك لأحبائك ومن خالطتهم هو دليل رُقيك ووعيك ، و تكون قد ساهمت في دفع أذى مؤكد لأي فرد من عائلتك أو مجتمعك .
رحم الله من فقدنا من أحباء لنا بسبب هذا الوباء ونسأل الله أن يعافي ويشافي من أصيب ، إنه سميع مجيب .
نسأل من الله العلي القدير أن يحمينا ويحميكم من هذا الوباء ويجعلنا ويجعلكم في درعه الحصينة التي يجعل فيها من يريد .
التعليقات 3
3 pings
بومحمد
2020-07-21 في 11:25 ص[3] رابط التعليق
احسنت كلام جميل نتمنى من الجميع الالتزام به
محزونه بسبب الكورونا
2020-07-21 في 12:44 م[3] رابط التعليق
كلام ينقش بماء الذهب ، و اخييرًا احد تكلم بصوتنا تعبنا و احنا نفهم الكورونا مو مرض جاي عن طريق حرام ، فـ عادي انك تقول و ما تكتم بس اذا العقول قفلت خلاص ما في مجال للتعامل معاها ?
بدر عبدالله السالم
2020-07-22 في 3:35 م[3] رابط التعليق
طبيعة النفس الإنسانية السوية ، ترفض مبدأ الإيذاء لجنسها أو التسبب فيه ..
ما يحدث عند البعض شافاهم الله يكون لديهم مرضًا مزدوجا ، فإضافة لكونهم مصابين بهذا الفايروس
أصيبوا بمرض الحسد أو حب سلب العافية من الأصحاء بطريق غير مباشر .
وهذا أمر خطير ترفضه الفطرة السليمة .
هذا مرض ليس بقاتل وباستطاعة الشخص الواثق المتوكل على الله أن يتخطاه بسهولة لو أصيب ..
ومن أجمل وأنبل الخطوات التي يبادر بها هي الإخبار عن نفسه .. فبذلك يقدم خدمة عظيمة لإخوانه في الدين .
_______________________
شكراً لك أستاذنا العزيز : أبا أحمد ، على هذا الشعور وهذه التوصيات وهذه الوقفة المهمة .
لك التحايا