تاقت الأرواح والأنفس إلى الزحام الذي اعتادت عليه في الشوارع والمجمعات والأسواق، وعلى شواطئ البحر ولكل مكان.
واشتاقت إلى التجمعات الأسرية وإسقاطات الحموات وزوجات الأخوة، وعراك الأطفال وصراخهم، وضجيج أطباق السفرة وكاسات الشاي وحلويات ما بعد الغداء في عصر الجمعة.
وأسقطت بعض بنود دورات الذكاء العاطفي، ودورات التواصل الاجتماعي مؤقتاً إلى موعد لا يعلم متى تستأنف، وتعود كأهم بنود امتيازات الحياة الاجتماعية الكريمة والمستقرة.
فالأحضان التي حرص عليها علماء النفس وخبراء الدورات الأسرية والاجتماعية، ضاعت في أيامك يا "كورونا" فمنذ وقت لم نعد نشم رائحة جلباب الأمهات، وعطر الصغار، ومسك الآباء، واحتبست تلك الروائح، بين طيات ذكرياتنا التي لا نريد أن تتنصل عن عقولنا الباطنية شيئاً فشيئاً، فنتحسر عليها ونقول "كان يا ما كان"
فمتى يا فيروس "كورونا" تحررنا من هذا الجفاء، الذي لازمنا منذ أن خرجت أنت للحياة، ومتى ترحل عنا وتفكك شفراتك الوراثية ولا تتلون ولا تتبدل بين الحين والآخر، وتعقد العلماء وتحير حواضن المختبرات، وتربك الناس وتخنقهم بالكمامات، متى ستكشف لنا أسرارك لنتعرف عليك أكثر، ونسقطك من قائمة معارفنا في هذه الحياة، فأنت ضيف أثقل علينا أيامنا، وأوردنا موارد الألم والحزن، حين أفقدنا الأحبة والأهل والأصدقاء.
نشترط عليك الاستسلام ... ولك منا ألا نعيدك إلى تجارب العلماء، وأجهزة المختبرات، فقط متى ما التزمت "بالفناء".
التعليقات 2
2 pings
رحاب حسن
2020-07-21 في 9:56 م[3] رابط التعليق
لامست شغاف قلبي لعل الفرج قريب ?
سهام البوشاجع
2020-07-22 في 12:31 م[3] رابط التعليق
يكفي وجودك بين أحرفها … لك ودي