بعد ان بينا الفروق وبعض الخصائص في ثلاثية تكوين الانسان نتمنى ان نكون ثبتنا بعض الأسس المتينة في هذا الجانب الغامض ورفعنا الالتباس والخلط بين التعاريف والمصطلحات المعروضة في الساحة العلمية والإنسانية وعلى اثر هذه الأسس والمعطيات سوف تبنى وتصحح الكثير من المعاني في المستقبل ان شاء الله ...
وبدورنا نحن سوف نغوص اكثر في كيان الانسان لنستكشف اسراره بحسب المباني الجديدة او تطوير وتوضيح ما هو متداول في الأوساط البحثية وحل الكثير من الغموض المزمن .
دأب الناس بالإشارة الى الدماغ في الرأس كإشارة لموقع العقل والتفكير وهذا ما اشرنا اليه في الحلقات السابقة ويعد هذا المعنى صحيح لحد ما لكن غير دقيق لأنه يعتمد على ان الانسان مجرد كيان مادي بحت لا يعترف بوجود الروح والنفس ووظيفتهما.. إلا اننا ادخلنا بعض التعديلات والاضافات الهامة بعد ان اسهبنا في تعريف ثلاثية تركيبة الانسان ووضحنا بعض الخصائص لنصل لنتيجة مفادها :
"ان التفكير عملية يقوم بها العقل (القلب) معتمدا على الذاكرة (الفؤاد) وان العقل والذاكرة هما المكون الأساسي للنفس وان النفس ذات طبيعة ترددية عالية لا يمكن رصدها تسكن البدن وتتشكل بحيزه كجسم ذبذبي آخر غير مرئي ولا وزن لها او لون وعلامة وجودها هو حضور نفس مكوناتها العقل والذاكرة (الوعي) وبخروجها من البدن تسبت قوى الجسد كما في النوم او الاغماء او التخدير.. والنفس تستمد طاقتها التشغيلية من الروح والتي بطبيعتها تمثل جسم آخر ذات تردد طاقي عالي لا يمكن رصده وعلامة وجودها هي وجود الحياة في البدن والنفس وبخروجها من جسم الانسان يحصل الموت المادي الدنيوي للبدن وتكون الروح بمعية النفس في عالم البرزخ بكامل طاقتها ووعيها المتكون دنيويا..
تبدأ العملية التفكيرية عبر النوايا والرغبات التي تتولد أولا في النفس وبالتحديد في العقل باستشارة من خبرات الذاكرة المخزنة ثم يتم ارسال الأوامر البيانية لذاكرة الجسد الحركية عبر إشارات وومضات كهربية للجهاز العصبي في الدماغ والذي بدوره يرسل اشاراته وطاقته للجزء المراد تحريكه في الجسد كالأرجل للمشي او الفم للكلام .
مثال :
عند مشاهدة مشهد شعوري إيجابي من خلال حاسة البصر على اثره يقوم العقل بعد المرور على الذاكرة بترجمة هذا الشعور وإرسال اشاراته للدماغ آمراً الغدة النخامية بإفراز هرمون السيروتونين للشعور بالسعادة ..
كل هذه العمليات تتم خلال أجزاء من الثانية الواحدة .. وفي الشكل التالي نوضح آليه مراحل انتقال الأوامر النفسية الى الجسد :
وما نريد التركيز عليه ونتبناه في هذه النظرية هو ان منطلق أي قول او فعل او شعور قام بتنفيذه الدماغ تكون قد سبقته نية او رغبة او إرادة في النفس لأن الدماغ مجرد وسيط مستقبل لإرادة النفس ونواياها ثم مُنفذا آليا وليس مفكرا ولا مختارا كما هو سائد الآن في الأوساط العلمية الغربية إلا ان انطباق العقل والذاكرة على حيز الدماغ جعلهم يشيرون اليه وهنا مكمن الخطأ.. نوضح محتويات الرأس (الصدر) في الشكل الآتي :
وفي الجدول التالي نوضح المصطلحات التي استنتجناها من خلال بحثنا هذا :
والنفس تتكون من العقل المفكر ومجموعة الذاكرة ...