وبدأنا بالأسرة لأنها الأساس والركيزة في تكوين شخصية الطفل ومعالم سلوكياته وتوجهاته وميوله، فمتى ما نجحت في احتواء الطفل واجتهدت في رعايته ووفرت له متطلبات العيش الكريم والبيئة الجاذبة
للتعلم، تحقق لها ما تفخر به وتباهي وترفع الهامة والقامة.
والمدرسة تكمل دور الأسرة في صقل الطفل وتنشئته وتعليمه، إذ يتصل الطفل بأقرانه ويكوّن علاقاته ويأخذ من هذا ويتأثر بذاك، وبذلك يتغير سلوكه ويتشكل إما بالإيجاب أو السلب.
وإذا درج الطفل في المجتمع سيتعرف على مجاميع كثيرة، وسلوكيات متنوعة سيتأثر بها من خلال المشاهدة والاحتكاك بأصدقائه ورفاقه، من الجيران وأبناء الحي.
من هنا يجب أن نولي الاهتمام بهذا الطفل حتى يعبر هذه المحطات محملًا بالعلم والمعرفة، متزودًا بالسلوك القويم والصفات الحميدة، التي تجعله عنصرًا فاعلًا في مجتمعه، اشترك في صقله ورعايته الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وهنا أشير إلى أهمية دور الأسرة، حيث تتحمل الجزء الأكبر في رسم معالم شخصية الطفل، وتعتبر الركن القوي الذي يهيئ الطفل للمدرسة ويزج به داخل مجتمعه، وجميل أن تبذر الأسرة بذور الخير ليثمر في أوساط الناس، فيشار لتلك الأسرة بأنها تعبت واجتهدت في إعداد جيل جمّ العطاء ويعوّل عليه في البناء، بخلاف تلك التي أهملت أبناءها ولم تعتنِ بهم.
إن رعاية الموهوبين مسؤولية يشترك فيها الجميع بتعدد أدوارهم، وهي مهمة لا تتوقف إذ تحتاج لتأسيس ورعاية ومتابعة وتقويم وإبراز.
يجب أن نؤسس لكيان يرعى الموهوبين بالتواصل مع البيوت والمدارس، فمنطقتنا حبلى بالنشء المبدع في مجالات كثيرة، إن لم نساهم في إشعال جذوة طاقاتهم فستختفي وتموت مواهبهم، وسنضطر مجبرين للاستعانة بالغير وبين أيدينا من هم أولى وأهم.