الشهيد حياته متصلة بعالم الدنيا وروحه ترفرف على الأرض تشهد شهادة ملكوتية يشهد ما عليه الناس .
ما حدث في قرية الدالوة جريمة بشعة طائفية بامتياز لايمكن التستر عليها مدانه قانونا وشرعا وفي القيم الانسانية .
كان حديث سماحة السيد منير الخباز ليلة البارحة الحادية عشر من ليالي محرم المخصصة لمواساة العقيلة زينب عليها السلام باستشهاد اخيها الحسين وجملة من اولاده واصحابه في حسينية الناصر بسيهات يتحدث عن الشهادة وأقسامها في محوره الأول وعن الشهادة بالمنظور القانوني والقرآني في محوره الثانيحيث قسم الشهادة بالمنظور الفلسفي الى شهادتين حسية ووجدانية ومن منظور قانوني الى شهادة أداء او لفظ وعبر عن الشهادة اللفظية بأنها أقوى أنواع الشهادات في القانون لضعف التعبير بالكتابة او التصوير وأما ما جاءت به الايات الكريمة في نفس السياق فقد قسمت الشهادة الى ملكية مادية وملكوتية روحية فشهادة الجوارح على اعمال العباد شهادة ملكية بينما شهادة الانبياء على قلوب وارواح العباد شهادة ملكوتية
وفي حديث ( السيد الخباز ) عن الشهادة بالمنظور الفلسفي
قسم الحياة بالحياة الحيوانية والنباتية والانسانية وهي الحياة الأرقى اذ هي حياة العقل والتفكير وهي ايضا على قسمين أما امرية أو خلقية وحياتنا مرتبطة بالخلق اما مابعد الموت فهي الحياة الامرية وهي اما انفصالية اذ ينفصل الناس بعد موتهم عن عالم الدنيا ولا يتصل الا بإذن من الله كأن يزور الميت اهله كل جمعه تفرحه حسناتهم وتحزنه سيئاتهم أواتصاليه وهي حياة الشهداء فكل شخص قتل في سبيل الله وفي اي طريق فيه طاعة الله تظل روحه مرفرفة على الارض يشهد ماعليه الناس ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) فهم شهداء بشهادة ملكوتية تشهد ارواحهم اعمال الناس
وختم حديثه سماحة (السيد منير )عن حادثة الدالوة
بدأ حديثه عن هذا الامر بتعزية صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه والعلماء
ثم هنئهم لانهم عرجت ارواحهم ليلة ذكرى عروج الحسين واصحاب الحسين عليهم السلام ولانهم سيحشرون مع الحسين وستختلط دمائهم بدمه الزكي واصحابه كذلك قال انها جريمة بشعة طائفية بامتياز لايمكن التستر عليها مدانه قانونا وشرعا وفي القيم الانسانية وخطورة هذه الجريمة في انها اشعال لشرارة الفتنة
وقال ايضا ان هذه الحادثة استدراج يجب ان نكون فيها حذرين ولا نلقي المسئولية على جماعة معينة او اشخاص معينة وعلينا ان نكون اذكى منهم اي علينا ضبط النفس ونستفيد من حكمة المرجعية في العراق التي اوصت بعدم المواجهه والقتال لا لضعف فيهم انما من اجل حفظ المجتمع الاسلامي ووحدة الامة الاسلامية وان نمثل أئمتنا اذ لم يكونوا رموز حرب ومواجهات طائفية بل يقابلون الاساءة بالاحسان ليبقى المجتمع متلاحما امنا
وعن علاج ما حدث فصل ( سماحته ) في هذا الأمر وقال يجب أن يعالج معالجة اجتماعية أي ان يجتمع العقلاء من كلا الطرفين ويقررون ان يجتثوا اصول الفتنة الطائفية
ونعالجة بخطوة ثقافية فالفكر التكفيري هو الذي انتج هولاء يحتاج الى اجتثثاث الفكرة التكفيرية من اصلولهاوهي ضرورة ملحة والا لن ينتهي هذا الامر
يذكر أن الدالوة قرية صغيرة من قرى الأحساء الشرقية تقع شرق الهفوف وتقع على السفح الجنوب الغربي لجبل القارة .