يزخر المجتمع المنيزلاوي بالعديد من المواهب التي سطرت اسماءها في ذاكرته، في هذا المقال المختصر سنحاول التركيز على مجموعة هامة وثقت تاريخ المنيزلة القديم والمعاصر من خلال التصوير المرئي بالصوت والصورة (الفيديو) .
لا شك ان التصوير الفوتوغرافي كان سبّاقا في التوثيق لتوفر ادواته ورخصها مقارنة بالتصوير المرئي الذي بدأ تقريبا في حقبة السبعينات الميلادية بعدد قليل جدا لأفراد استطاعوا ان يملكوا تلك الالة العجيبة من أمثال الحاج علي جواد الأحمد والمرحوم صالح احمد الموسى والحاج علي احمد العيسى وقد أجرينا مع (ابوعارف) هذا الحوار القصير إذ قال فيه :
(بدأت بالتصوير الفوتوغرافي سنة 1976 ثم بدأت بتصوير الفيديو عام 1980 وكانت آنذاك كاميرات الفيديو غالية الثمن نوعا ما وبإمكانات بسيطة وذات اشرطة كبيرة الحجم (VHS) ومازلت احتفظ ببعضها فقد كنت اصور في المناسبات الاجتماعية كالزواجات والمناسبات الدينية بالإضافة الى تصوير الذكريات العائلية وحتى اليوم لم أنسى عالم التصوير ولي شغف بالكاميرات الرقمية الحالية فقد كنت اول من اقتناها آنذاك)
في الثمانينات ومع التقدم التكنولوجي النسبي لآلات التصوير برز عدد آخر من المهتمين بالتصوير المرئي أحدثوا نقلة نوعا ما في أسلوب التصوير والتوثيق كأمثال المرحوم سامي حجي البوشاجع والحاج عبد الوهاب حسين الأحمد والمخرج علي حمزة العيد والدكتور عبد العزيز هاني الأحمد والمخرج احمد عبد الله السلطان ..
وبهذا الصدد يقول الحاج عبد الوهاب حسين الأحمد :
(كانت بدايتي مع تصوير الفيديو حوالي عام 1982 وقد شجعني المرحوم سامي حجي البوشاجع عندما قمت بتصوير مشاركة نادي المنيزلة في أسبوع المرور وبعدها وثقت الكثير من المناسبات الاجتماعية كالزواجات والمناسبات الدينية وكذلك المناسبات الرياضية كالمباريات والمسرحيات ومشاركات النادي في الاحداث الرياضية .
عاصرت في بدايتي كلا من الحاج علي احمد العيسى والمرحوم صالح احمد العيسى وأتذكر أني اقتنيت العديد من الكاميرات من شركة ناشيونال وجي في سي ذات الأشرطة الكبيرة وقد كنت استمتع بالتصوير ومدى تقبل الناس لي الى ان توقفت عن التصوير في عام 1995 بسبب ظروف العمل، متمنيا من الجيل الحالي مواصلة هذه الهواية الجميلة فقد تطورت الكاميرات وتسهلت طرق تعلم التصوير)
اما المخرج علي حمزة العيد فقد كان متميزا بكاميراته التي وصل بها الى الشهرة والتلفزيون فيقول :
(بدأت مذ كان عمري تقريبا 16 سنة حيثدكنت اشتريت اول كاميرا من مال فسحتي الذي كنت اجمعه رغم معارضة الوالد لي في البداية إلا انه اقتنع فيما بعد، وقد تعلمت التصوير من خالي المرحوم صالح احمد الموسى والحاج على جواد الأحمد .
صورت العديد من المناسبات الدينية والإنشادية والاجتماعية وبالخصوص اعمال الدراما التي أجد شغفي فيها ولي اعمال في التلفزيون كالمسلسلات والأفلام مصورا او مخرجا على المستوى المحلي والخليجي ومازلت امارس هذه المهنة بكل حب واحترام وتعاون مع طاقم العمل طامحا للمزيد من الرقي مع تقدم التكنولوجيا التي سهلت عمليات التصوير والمونتاج والاخراج.
من المواقف التي لا انساها كنت مصورا في مباراة الهلال والاتفاق حين اقتربت من الأمير رئيس نادي الهلال في كابينة الاحتياط لأخذ مشاهد من انفعالاته فدفعني للخلف كدت أسقط لولا الحاجز فقد كاد قلبي يخرج من صدري خوفا من سقوط الكاميرا ذات القيمة 100 ألف ريال .
ومن هواياتي أيضا تصميم الجرافيك وتصميم الأثاث ومن حسن حظي أنى الان اعمل مصمما في شركة لتصنيع الاثاث )
وفي لقائنا هذا نصل للمبدع المخرج احمد عبدالله السلطان يحدثنا عن تاريخه الجميل فيقول :
(عام 1987 كانت انطلاقتي مع كاميرا سوني بتشجيع من زملائي الأخ علي حمزة العيد والاخ عبدالعزيز هاني الأحمد وكذلك والدي رحمه الله كان له دور كبير في تشجيعي حيث كان يهوى التمثيل من هنا بدأت بتصوير اعمال فنية مع مجموعة من الشباب، وقد عاصرت في التصوير كلا من الأخ عبدالوهاب الأحمد والحاج على جواد الأحمد والمرحوم سامي بوشاجع والحاج على العيسى أبو عارف.
صورت مناسبات كثيرة منذ امتلاكي للكاميرا، مناسبات الزواج كمهرجان المصطفى للزواج الجماعي والزواجات الفردية، الاحتفالات الدينية كالمواليد والعزاء من عام 1407 حتى عامنا هذا .
اقوم بكل ما أهواه من تصوير ومونتاج وتنفيذ واخراج في الاعمال الفنية وكذلك لدي مواهب وهوايات كثيرة منها (كهربائي - نجار - سباك - مصمم مجسمات - ممثل - مُمنتج - مبتكر للمجسمات التالفة وإعادة التدوير – خطاط - قارئ للقرآن الكريم - منشد مبتدئ) .
أتذكر موقف عندما كنا نصور برنامج وثائقي لبلدة المنيزلة أنا مع الزميل على حمزة فاكتشفتنا إحدى الدوريات القائمة على حفظ الأمن ونحن نصور بدون إذن مسبق وتم أخذنا مع الكاميرات الى إدارة سجن الأحساء وتم انهاء الإشكال بتفهم الطرفين وبأن التصوير الخارجي لابد من أخذ إذن للسماح بالتصوير حفاظاً على الأمن والأمان .
في الحقيقة لم أتوقف عن التصوير توقفت فقط عن تصوير المناسبات وتركنا المجال للشباب الصاعد لازلت أمارس مهنة التصوير ولدي الكاميرات والعدد لذلك فقد أحلتها الى اعداد برامج منيزلاوية مثل برنامج ماض له حنين وبرنامج شخصية من بلدي تبث من خلال اليوتيوب .
عالم تصوير الفيديو اليوم يفوق الخيال وليس له حدود ولا أستطيع اتخذ أي رأي حياله ووسائل التصوير الحديثة قفزة نوعية والكل أصبح من خلالها يغني على ليلاه ففيه المفيد وفيه المسلي وفيه وفيه الكثير...
أتمنى من كل هاوي تصوير في بلدتنا الحبيبة ألا يعتمد على المامه بهذه الهواية وأن يصقل موهبته بالتعلم وحضور الدورات والمحاضرات المتعلقة بالتصوير والإخراج والتمثيل نحن اعتمدنا على ما لدينا وللأسف لم نصل الى النجومية والاحتراف ولم يتغير شيء في حياتنا، الصورة تتكرر في كل اعمالنا)
ومن جيل ما بعد الالفين نختم مقالنا هذا مع محدثكم عبد الله حسين البراهيم الذي اكمل بدوره ما بدأه الرواد الأوائل وأعطى قفزة نوعية في نمط التصوير المرئي فيقول :
( في البداية تصعب الشهادة على نفسي إلا انه لا مفر منها لتحقيق الامل المنشود من هذه المقالة التوثيقية التأريخية .
بدايتي كانت مع التصوير الفوتوغرافي حوالي عام 1989 عندما حصلت على اول كاميرا من جدتي رحمها الله كهدية من الحج، اما عن التصوير المرئي فقد كانت الكاميرا الاولى سوني (Digital 8) اشتريتها عام 2001 ومارست التصوير بشكل ابتدائي ثم كاميرا سامسونج (MiniDV) وفي عام 2006 اقتنيت كاميرا سوني شبه احترافية (Z1) ذات جودة عالية فقمت بأول عمل احترافي كفيلم وثائقي بعنوان (المنيزلة درة الاحساء بين الماضي والحاضر) من تصوير وهندسة صوتية ومونتاج وإخراج لاقى استحسان الأهالي آنذاك ثم توالت الاعمال مثل تصوير وإنتاج الزواجات الجماعية لعدة سنوات حيث تحسنت الصورة والصوت والإخراج النهائي لمهرجان المصطفى للزواج الجماعي بالمنيزلة وكذلك قمت بعمل سلسلة الوعد القادم كبرنامج ديني ثقافي من ثلاثة إصدارات (2006-2007-2008).
لي بعض الاعمال والمشاركات في الدراما الهادفة للصغار مثل فيلم (مكائد الشياطين) والمناسبات الدينية مثل (مهرجان الذاكرين الرابع، مهرجان الانوار الرابع) وكذلك الاعمال الاجتماعية مثل (مهرجان التكريم الأول للجنة الابداع والتطوير) وعددا من الكليبات والادعية الإسلامية بعضها عرض في التلفزيون وأيضا قمت بتصميم فيديو ثلاثي الابعاد تحت عنوان (اعادة تصميم وتطوير قصر اجود بن زامل الجبري بمنيزلة الاحساء) وعمل آخر بعنوان (حلم في المحشر) اغلب هذه الاعمال موجودة على منصة اليوتيوب بالخصوص على قناة (يوتيوب المنيزلة) وكذلك على قناتي (intuition invention).
في الحقيقة كنت دائما اعتمد على نفسي بعد الله وتوفيقه في التشجيع مستمسكا بدوافع الاجر والثواب من الله سبحانه في الدارين وخدمة البلد والناس وتقديم رسالة مفيدة يكون لها أثر صالح في النفوس .
نعم حصل لي موقف مرة كنت في حالة تصوير فيديو لمعالم الاحساء السياحية والاثرية لعمل مشاهد توثيقية وعندما كنت أقوم بتصوير قصر إبراهيم الاثري بالهفوف استوقفتني دورية فسألني عن التصوير فأجبته وبعد ان تأكد من اسمي انصرف .. في ذلك الوقت كان التصوير العام فيه صعوبة وغير متاح للكل الا بتصريح رسمي اما اليوم فقد تسهلت الأمور وتعاظمت وسائل التصوير وأصبح الكل يصور حتى الأطفال وتوفرت القنوات الشخصية والبث المباشر في أي زمكان في ظل تقدم التكنلوجيا الرقمية وهذا من سنة الحياة وتطورها.
ونصيحتي لمصوري اليوم استغلال هذه الطفرة الرقمية فيما يخدم المجتمع بالأعمال الهادفة واستغلال الوقت في تطوير مواهبهم وهواياتهم لتوافر المعلومات اليوم فبضغطة زر تأتي بخلاصة مائة عام من الخبرات المتراكمة وهذا لم يكن متوفرا في الزمن السابق حيث صعوبة المعلومة وبخل اصحابها.
لطالما اجد نفسي مدفوعا لتعلم المزيد والجديد وبالخصوص في الاعمال الفنية التي تميز الفرد عن الاخرين فأكون متنقلا بين الهوايات ففيها ما تركته وفيها مازلت أمارسه بين الفينة والأخرى عند الحاجة فمنذ الصغر ولليوم لا اجد في نفسي أي فراغ او ملل بل دائما جدولي اليومي ممتلئ بما يشغلني لتعدد اتجاهاتي وافكاري فمن هواياتي بالإضافة الى مهنتي الرسمية - فني كهرباء - التصوير الفوتوغرافي والفيديو والمونتاج والرسم والخط وتصميم الزخارف والديكور والهندسة الصوتية والفوتوشوب والتصميم ثلاثي الابعاد والطباعة والابتكار والابداع والاهتمام بالتنمية الذاتية والكتابة الإبداعية ...
عاصرت كل من الزملاء الأخ احمد السلطان والاخ علي حمزة من الجيل السابق اما من الجيل الحالي فيوجد الكثير من الزملاء سأذكرهم من باب الذكر الحسن ومساهماتهم في التصوير المرئي في البلد مثل ناجي احمد العطافي، جعفر خليفة الدليم، باقر حسين الدليم، يوسف احمد الحسن، أ. عبدالمنعم يوسف الشهيب واخيه عمار، محمد احمد الأحمد، مسلم يوسف الأحمد، احمد عبد الله السالم، حسن العليان، احمد البراهيم) .
وأخيرا ان شاء الله قمنا بتغطية ما تيسر لنا من معلومات بسيطة لتكون تاريخا جزئيا من ذاكرة بلدة المنيزلة الكلية وبمثابة (تكريم من بُعد) لعدد من رواد التصوير المرئي وذلك بجمعهم في صفحة واحدة تكون لهم ذكرى حسنة ولمجتمعهم قدوة في البذل والعطاء المستمر، رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين .
التعليقات 3
3 pings
عدسة الحر
2020-05-11 في 4:49 م[3] رابط التعليق
شخصيا
اتوجه بالشكر الجزيل للحاج عبدالوهاب الاحمد . ابو عيسى على ما بذل من مجهود كبير في توثيق و نقل صورة الماضي فقد تميز عن غيره في (تسجيل و نشر) الكثير من المناسبات الدينية و الثقافية و الاجتماعية خاصة فترة الثمانينات و أنا شخصيا استفدت منه بتحويل تلك الافلام من الاشرطة التقليدية الى الوضعية الرقمية . وكذلك لا ننسى استاذنا الكبير الحاج احمد السلطان ابو محمد . فقد تميز (بتصوير ونشر) الكثير من الافلام و البرامج المسلية و الهادفة و الكوميدية والى الان لايزال يتحفنا بإبداعاته . فهاذان الشخصان يستحقان الشكر و التقدير من الجميع لما يتميزان به عن غيرهما في التواضع و السماحة و العطاء الغير مسبوق
عبدالعزيز الاحمد
2020-05-12 في 1:49 ص[3] رابط التعليق
تحية طيبة أ.عبدالله .. ويعطيك العافية على الذاكرة الجميلة
ولكن اعتقد انتي سقطت سهواً من ذاكرتكم لرواد الاعلام المرئي ..
بدأت التصوير للمناسبات والاحداث في البلد من عام ١٤٠٣ ولدي ارشيف رائع فأنا من الجيل الثاني من جيل الرواد وملازم للفذين الرائعين احمد السلطان وحمزة البن عيد .
للتوضيح مع الشكر
اخوكم / عبدالعزيز هاني الاحمد
عبدالله حسين البراهيم
2020-05-12 في 5:01 م[3] رابط التعليق
اهلا بالدكتور عبدالعزيز ..
ومعذرة فعلا غفلت عنك ولكن اضافتك في التعليقات هذه ان شاء الله تكمل المقال السريع الذي لا يفي بحقكم .. وايضا نتمنى ان نرى شيئا جديدا من ارشيفكم المميز لم نره من قبل ليكون شاهدا على حقبة من تاريخ المنيزلة ..
تحياتي لك .. وبالتوفيق .