أولا - القلب :
تزخر الساحة العلمية بالعديد من الأبحاث التي تطرقت لمفهوم القلب في القرآن الكريم حيث مازالت المساعي المستميتة لأثبات دور (القلب الجسماني) في العملية التفكيرية والمشاعرية فقد حاول البعض اثبات اعجازية ذلك بالقول انه ثبت طبيا بان القلب يحمل الكثير من الخلايا العصبية مستشهدين بقصة الرجل الذي تم استبدال قلبه المريض بقلب آخر سليم فتبدلت أحواله الى نفس سلوك وهوايات صاحب القلب السليم !!
هذا التفسير والتحليل غير صحيح وفيه ملابسات واهمة وغير مثبتة علميا حتى مع وجود عدد40 ألف خلية عصبية في القلب فهذا عدد قليل ولا يقارن بحوالي 100 مليار خلية عصبية توجد في الدماغ .
ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى هذه الملابسات هو سوء الفهم للألفاظ القرآنية عامة ولمفهوم القلب خاصة ..
اذن ما هو الصحيح ؟
الصحيح ان القلب في القرآن يشير لمعني (العقل) ولعدم الخلط بينه وبين القلب الجسدي المادي فلنسمي العقل بـ (القلب النفسي) المعنوي.
وكيف نثبت ذلك ؟
- في اللغة العربية يعبر عن القلب بالعقل قال الفراء في قوله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ } (سورة ق 37) أي ذكرى لمن له (عقل) وجائز في العربية القول: ما لك قلب وما قلبك معك وتقول أيضا: ما عقلك معك وأين ذهب قلبك؟ أي اين ذهب عقلك ؟ وقال البعض: لمن كان له قلب أي له تفهم وتدبر .
- لغويا أيضا سمي (القلب) قلبا لكثرة تقلبه { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } (سورة الحج 11)
- وتقلب احواله وتفكيره وتغيره من حال الى حال { أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } (سورة آل عمران 144)
- ومرادف القلب هو (العقل) { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ (عقل) } (سورة ق 37)
- ومعنى العقل هو (الفهم) { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (تفهمون) } (سورة يوسف 2)
- ومعنى العقل كذلك هو (الوعي) { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } (سورة الحاقة 12)
- وصفة فعله هي (التعقل والتفهم) { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } (سورة الأنبياء 79)
- ومرادف التعقل هو (التفكر) { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ } (سورة الروم 8)
- والتفكر صفة فعله هي (التفكير) أي التقليب والتقدير للأمور والاختيار { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } (سورة المدثر 18)
- والقلب هو مركز التفقه والتفكر والتعلم { لَهُمْ قُلُوبٌ (عقول) لَا يَفْقَهُونَ بِهَا } (سورة الأَعراف 179)
- ويأتي القلب بمعنى الخالص المحض { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ (بعقل) سَلِيمٍ } (سورة الشعراء 88 - 89)
- القلب هو الاسم والفعل منه العقل والتعقل أي ربط ووزن الأمور للتمييز بينها { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ (عقول) يَعْقِلُونَ بِهَا } (سورة الحج 46)
- وسمي بالقلب كذلك لأنه يقلب الأمور وعواقبها { وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ } (سورة التوبة 48)
- وان الله يعلم ما يفكر به عقل الانسان { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ (عقله) وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (سورة الأَنْفال 24)
- ويأتي القلب أيضا بمعنى خلاصة الشيء ولبه ومحضه كما في الحديث ( وإن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس )
وللقلب النفسي (العقل) انفعالات وتصرفات إيجابية وسلبية تصدر منه تؤثر على النفس ونذكر منها ما تيسر :
السكينة { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ (عقول) الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } (سورة الفتح 4)
الصدأ والغشاوة { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ (عقولهم) مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (سورة المطففين 14)
الاضطراب والخوف { قُلُوبٌ (عقول) يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } (سورة النازعات 8)
التقوى { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (العقول) } (سورة الحج 32)
الصغو والميل { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا (عقولكما) } (سورة التحريم 4)
الغل والحقد { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا (عقولنا) غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (سورة الحشر 10)
التدبر والتفكر { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ (عقول) أَقْفَالُهَا } (سورة محمد 24)
الطهر والنقاء { فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ (لعقولكم) وَقُلُوبِهِنَّ (عقولهن) } (سورة الأحزاب 53)
المرض والضغينة { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ (عقولهم) مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ } (سورة محمد 29)
الغفلة { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ (عقله) عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } (سورة الكهف 28)
الخشية والانابة { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ (بعقل) مُنِيبٍ } (سورة ق 33)
الغلظة والشدة { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ (العقل) لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } (سورة آل عمران 159)
الاطمئنان { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (عقلي) } (سورة البقرة 260)
الذاكرة والتذكر { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ (عقل) أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } (سورة ق 37)
الكتمان { كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا (عقلها) لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص 10)
الختم والطبع { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ (عقلك) وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } (سورة الشورى 24)
التفكير { مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ (عقلين) فِي جَوْفِهِ } (سورة الأحزاب 4)
الاطمئنان { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ (عقولهم) بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (العقول) } (سورة الرعد 28)
الرعب والخوف { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ (عقولهم) الرُّعْبَ } (سورة الأحزاب 26)
الطبع والختم { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ (عقل) مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } (سورة غافر 35)
الزيغ والميل { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا (عقولنا) بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } (سورة آل عمران 8)
الاشمئزاز والاستبشار { وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ (عقول) الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } (سورة الزمر 45)
الرأفة والرحمة { وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ (عقول) الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً } (سورة الحديد 27)
العمى { لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ (العقول) } (سورة الحج 46)
الخوف والتقلب { يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ (العقول) وَالْأَبْصَارُ } (سورة النور 37)
التشابه في العقول والتفكير { كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ (عقولهم) } (سورة البقرة 118)
التحسر والندامة { لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ (عقولهم) } (سورة آل عمران 156)
القساوة { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ (عقولهم) قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } (سورة المائدة 13)
الوجل والخوف { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (عقولهم) } (سورة الأَنْفال 2)
مرض النفاق { إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ (عقولهم) مَرَضٌ } (سورة الأَنْفال 49)
التآلف { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (عقولهم) } (سورة الأَنْفال 63)
مرض الطمع { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ (عقله) مَرَضٌ } (سورة الأحزاب 32)
الريبة والتردد { وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ (عقولهم) فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } (سورة التوبة 45)
القذارة والنجاسة { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ (عقولهم) مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ } (سورة التوبة 125)
الغضب والعصبية { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ (عقولهم) الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } (سورة الفتح 26)
الهداية { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (عقله) وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة التغابن 11)
الخشوع { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ (عقولهم) لِذِكْرِ اللهِ } (سورة الحديد 16)
الايمان { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ (عقولهم) الْإِيمَانَ } (سورة المجادلة 22)
وبعد ان استشهدنا بمفهوم القلب النفسي (العقل) من القرآن الكريم نعرج الى اقوال النبي محمد (ص) المعتبرة حول القلب ومفهومه لنستشعر أهميته العليا بالنسبة للإنسان حيث قال :
- الايمان والاستقامة - لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه (عقله) ولا يستقيم قلبه (عقله) حتى يستقيم لسانه.
- سرعة العقل وتقلبه - إنما القلب من تقلبه إنما مثل القلب (العقل) كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن.
- كثرة الكلام والقسوة - لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب (العقل) إن أبعد الناس من الله القلب (العقل) القاسي.
- النظر الالهي - إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى لا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكم ولا إلَى أمْوَالِكُم وَلكِنْ يَنظُرُ إلى قُلوبِكُم (عقولكم) وأعْمَالِكُم.
- التقلب والثبات - يا مقلب القلوب (العقول) ثبت قلبي (عقلي) على دينك.
- النور والانشراح - فإنَّ النُّورَ إذَا وَقَع فِي القَلْبِ (العقل) انْشَرَحَ وانْفَسَح.
- الطمع والحرص - إيَّاكُم واسْتِشْعَار الطَّمَع فإنَّه يَشوبُ القَلْبُ (العقل) شِدَّة الحِرْصِ ويَخْتمُ عَلَى القُلُوبِ (العقول) بِطَابِع حُبِّ الدُّنيَا.
- اللهو والقسوة - ثَلاثٌ يُقَسِّيْنَ القَلْبَ (العقل) اِسْتِمَاعِ اللَّهْو وطَلَبِ الصَّيدِ وإِتْيَانِ بَاب السُّلْطَان.
- الخصومة والنفاق - إيَّاكُمْ والمِرَاء والخُصُومَة فإنَّهُمَا يمرضَانِ القُلُوب (العقول) عَلَى الإخْوَانِ وَينبتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ.
- الذنب والترف - أربع يُمِتْنَ القَلبَ (العقل) الذَّنبُ عَلى الذَّنبِ وكثْرَة مُناقَشة النساء ومُمَارَاة الأحْمَق تَقولُ ويَقولُ ولا يَرجَعُ إلى خَير ومُجَالَسَة المَوتَى فقيل يا رسول الله وما الموتى ؟ فقال كُلُّ غَنيٍّ مُترَفٍ.
- كثرة الضحك - إيَّاكَ وكثْرَة الضِّحْكِ فإنَّهُ يُمِيتُ القَلْبَ (العقل).
- الوعي - لا يعذب الله قلبا (عقلا) وعى القرآن.
- الرقة والتفكر - عَوِّدُوا قُلوبَكُم (عقولكم) الرِّقَّة وأكْثِروا مِنْ التفكُّرِ والبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ.
- اللين - إذا أرَدْتَ أنْ يَلِينَ قَلبَكَ (عقلك) فأطْعِمْ المِسْكِينَ وامْسَحْ رَأسَ اليَتِيمِ.
- الصدأ والرين - إنَّ هَذِهِ القلوبُ (العقول) تَصْدأُ كَمَا يَصْدأُ الحَديدُ إذا أصَابَهُ المَاءُ.
- الذنب والتوبة - إنَّ المُؤمنَ إذا أذْنَبَ كَانَتْ نكتَة سَودَاء في قَلْبِه (عقله) فإنْ تَابَ ونزعَ واسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلبُه (عقله) مِنْها وإنْ ازْدَادَ زَادَتْ.
- الصفاء والرقة - إنَّ للهِ آنية في الأرْضِ فأحَبُّها إلى اللهِ مَا صَفَا مِنْهَا وَرَقَّ وصَلبَ وهيَ القُلوب (العقول) فأمَّا مَا رقَّ فَالرِّقَّة عَلَى الإخوان وأمَّا مَا صَلبَ منها فَقولُ الرَّجُل في الحقِّ لا يَخَافُ في الله لَوْمَةَ لائِمٍ وأمَّا مَا صَفَا مَا صَفَتْ مِن الذُّنوبِ.
- الصلاح والفساد - ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (العقل).
لنتوقف قليلا عند الحديث الأخير حديث المضغة الذي تمسك فيه الكثير بفهم ان المضغة يقصد بها القلب الجسدي فإذن هو المسؤول عن صلاح وفساد الانسان !
نقول ينبغي ان نبين معنى المضغة في اللغة فهي تعني اللقمة ومضغ الطعام تعني لاكه بلسانه واسنانه وأيضا المضغة تعني الجنين في اول شهرين من بعد النطفة والعلقة كما في قوله تعالى { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (سورة المؤمنون 14)
اذن النبي محمد ص شبه القلب بالمضغة اللينة الممضوغة التي ارتسمت عليها اثار المضغ بالأسنان وهكذا يكون حال وشكل الجنين في مرحلة المضغة احدى المراحل الاولية التي يمر بها تكون الجنين كما ذكرها القرآن الكريم .. فنستقرأ ونستنبط من ذلك ان شكل هذا القلب الموصوف وصاحب الوظائف الهامة في الحديث المذكور يأخذ شكل المضغة فيا ترى ايهم أقرب للوصف والتشبيه والاهمية فهل هو شكل القلب الجسماني ؟ ام شكل الدماغ ؟ انظر الصورة للتوضيح أكثر واحكم بنفسك..
لاحظ التشابه في التشكيل والتجاعيد بين العلكة والمضغة والدماغ واختلاف شكل وتجاعيد القلب عنهم .. فيتضح ان المقصود بالقلب (المضغة) هو الدماغ وليس القلب مما يدل على موقع القلب النفسي (العقل) في الدماغ فشبهه النبي (ص) بالمضغة التي ارتسمت عليها آثار المضغ وهذا من مصاديق النبوة التي اكدها العلم الحديث مع التقدم في التصوير وعلم التشريح مع ملاحظة ان القلب النفسي (العقل) أحد مكونات النفس ومركزه في منطقة الرأس وكذلك الدماغ في الرأس حيث يتلقى أوامره من النفس عبر نواياها واوامرها وسنوضح ذلك لاحقا ..
وبعد ان استشهدنا بمفهوم القلب النفسي (العقل) من اقوال النبي محمد (ص) نعرج الى اقوال الامام علي بن ابي طالب (ع) حول القلب ومفهومه لنستشعر أهميته العليا بالنسبة للإنسان حيث قال في بعض حكمه ومواعظه المعتبرة :
- إنَّ هَذهِ القُلوب (العقول) أوْعِيَة فَخَيْرُهَا أوْعَاهُا.
- مُعَاشَرَةُ ذَوِي الفَضَائِلِ حَيَاةُ القُلوبِ (العقول).
- كثرة المال مفْسدَةٌ للدِّينِ مقْساةٌ للقَلْبِ (للعقل) .
- طَهِّرُوا قُلوبَكُم (عقولكم) مِنَ الحِقْدِ فَإنَّه دَاءٌ مُوبي.
- النَّظَرُ إلَى البَخِيلِ يُقَسِّي القَلْبَ (العقل).
- ذِكْرُ اللهِ جَلاءُ الصُّدورِ وطُمَأنِينَة القَلْبِ (العقل).
- إذَا أرادَ اللهُ بِعبْدٍ خَيراً رَزَقهُ قَلباً (عقلا) سَليماً وخُلُقاً قَوِيماً.
- عَلَيْكُم بالفِكْرِ فإنَّهُ حَيَاة قَلْبِ (عقل) البَصِير ومَفَاتِيحِ أبْوَابِ الحِكْمَةِ.
- مَا جَفَّتِ الدُّمُوعُ إلاَّ لِقَسْوَةِ القُلُوبِ (العقول) ومَا قَسَتِ القُلُوبُ (العقول) إلاَّ لِكَثْرَةِ الذُّنوب.
- قُلوبُ العِبَادِ الطَّاهِرَة مَواضِع نَظَر الله سُبحَانَه فَمَنْ طَهرَ قَلبُه (عقله) نَظَر اللهُ إلَيهِ.
- اِعْلَمُوا أنَّ اللهَ سُبحانَه لمْ يمْدَح مِنَ القلوبِ (العقول) إلاَّ أوْعَاها للحِكْمة ومن الناس إلاَّ أسْرَعهم إلى الحَقِّ إجَابَةً إنَّ هَذهِ القُلوب (العقول).
- المُؤْمِنُ هُوَ الكَيِّسُ الفَطِنُ بِشْرُهُ في وَجْهِهِ وحُزْنُهُ في قَلْبِهِ (عقله) أوْسَعُ شَيءٍ صَدْراً وأذَلُّ شَيءٍ نَفْساً ولا ينكى الطَّمعُ قَلْبِه (عقله) خَاشِعاً قَلبُهُ (عقله).
- طوبى للمنكسرة قلوبهم (عقولهم) من أجل الله إنَّ هَذهِ القُلوب (العقول).
- لا يسلم لك قلبك (عقلك) حتى تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك.
- لا خير في قلب (عقل) لا يخشع وعين لا تدمع وعلم لا ينفع.
- القلب (العقل) خازن اللسان.
- الايمان معرفةٌ بالقلب (بالعقل) وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
- القلب (العقل) ينبوع الحكمة والأذن مغيضها.
- أصل قوة القلب (العقل) التوكل على الله.
- عمارة القلوب (العقول) في معاشرة ذوي العقول.
- لا وجع أوجع للقلوب (للعقول) من الذنوب.
- محادثة النساء تدعو الى البلاء وتزيغ القلوب (العقول).
- قلب (عقل) الكافر أقسى من الحجر.
- إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا (عقولنا) بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب (العقول) حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك.
- القلب (العقل) مصحف البصر.
- عظم الجسد وطوله لا ينفع إذا كان القلب (العقل) خاويا.
- أعجب ما في الإنسان قلبه (عقله).
- أفضل القلوب (العقول) قلب (عقل) حشي بالفهم.
- لا يصدر عن القلب (العقل) السليم إلا المعنى المستقيم.
- إن للقلوب (للعقول) إقبالا وإدبارا فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض.
- إن هذه القلوب (العقول) تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم.
- طهروا قلوبكم (عقولكم) من الحقد فإنه داء موبئ.
- ما كل ذي قلب (عقل) بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ناظر ببصير.
- إنما قلب (عقل) الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته.
- من يأمل أن يعيش غدا فإنه يأمل أن يعيش أبدا ومن يأمل أن يعيش أبدا يقسو قلبه (عقله) ويرغب في دنياه.
- إن من البلاء الفاقة وأشد من ذلك مرض البدن وأشد من ذلك مرض القلب (العقل) وإن من النعم سعة المال وأفضل من ذلك صحة البدن وأفضل من ذلك تقوى القلوب (العقول).
- شر ما ألقي في القلوب (العقول) الغلول.
- مَنْ عَشقَ شَيئاً أعْشَى بَصَره وأمْرَضَ قَلْبَه (عقله).
- إن تقوى الله دواء داء قلوبكم (عقولكم).
- من قل ورعه مات قلبه (عقله) ومن مات قلبه دخل النار.
- أحي قلبك (عقلك) بالموعظة وأمته بالزهادة.
- لقاء أهل المعرفة عمارة القلوب (العقول) ومستفاد الحكمة.
- إن الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن .. وما للقلب (للعقل) جلاء غيره.
- أصل قوة القلب (العقل) التوكل على الله.
- لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه وذلك القلب (العقل) وله موادّ من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرّجاء أذلّه الطّمع وإن هاج به الطّمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ وإن أسعده الرّضا نسى التّحفّظ وإن ناله الخوف شغله الحذر وإن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة وإن أفاد مالا أطغاه الغنى وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع وإن عضّته الفاقة شغله البلاء وإن جهده الجوع قعد به الضّعف وإن أفرط به الشّبع كظّته البطنة فكلّ تقصير به مضرّ وكلّ إفراط له مفسد.
نعم انه العقل صاحب الحكمة واضدادها مترنحا ومتقلبا بين وساوس الخير والشر وبين ارادة الايجاب والسلب بين رغبات الافراط والتفريط فالعقل سريع التفكر والتردد فسرعان ما يقرر ويعزم وسرعان ما يفسخ قراره فتبطل عزيمته وهمته كما قال الامام علي (ع) ( عرفت الله بفسخ العزائم وحل العقود ونقض الهمم ) ولذلك حذرنا النبي محمد (ص) من هذا التقلب السيئ خصوصا في الاعتقادات الأساسية كالدين والتوحيد وعدم الثبات عليها فعلمنا ان نردد على الدوام ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فالعقل سريع التقلب والتفكر ( لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً ) والله يعلم ما يدور في هذا العقل من أفكار ونوايا { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (سورة الأَنْفال 24) فالويل لمن كان عقله قاسيا { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (سورة الزمر 22) فينبغي تنقية العقل من أي أفكار وقناعات او اعتقادات خاطئة والايمان بالله واتباع صراطه المستقيم وخشيته { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } (سورة ق 33) وذلك للفوز بالجنة عبر سلامة العقل { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } (سورة الشعراء 88 - 89)
لقد وردت كلمة (قلب) في القرآن بمشتقاتها المختلفة 61 مرة في 168 موضع وآية ولم نجد أي ذكر او ربط بين القلب وضخ الدم للجسد وتنقيته ؟! هذا فيما لو كان هو المقصود بالقلب الجسدي وعلى العكس نجد قرائن مستفيضة عند ذكر القلب النفسي (العقل) وربطه بأفعال ووظائف هامة ومفصلية مثل التفكير والتعقل والتذكر والايمان والكفر والرحمة والطمع والقساوة والخوف والالفة والنفاق والخشوع والريبة والغضب والاطمئنان والندامة والعمى والسكينة والغفلة والطهارة والغلظة والهداية .... وغيرها مما سبق ذكره !!
وفي الحقيقة انه عندما يقوم الانسان بأي من العمليات العقلية فسيشعر بوقع التفكير او التذكر او التخيل او الغضب في منطقة الرأس ولا يشعر بأي من هذا القبيل في قلبه الجسماني او في مناطق اخرى من الجسد.. ولعل الشعور بازدياد معدل دقات القلب الجسدي عند الانفعالات ضُن هذا دليلا على وقع التفكير والشعور فيه ! وهذا غير صحيح .
والصحيح ان سرعة ضربات القلب تزداد في حالة الانفعال نتيجة افراز هرمون الأدرينالين عند الشعور بحالات نفسية انفعالية قوية عندها يضطرب القلب الجسماني نتيجة ردة فعل ثانوية وليست أولية فهو لا يصدر من ذاته أي مشاعر او أفكار بل يتلقى الأوامر من الشعور النفسي بحسب نوع الحالة الشعورية المسيطرة على العقل والتفكير اللحظي بمعنى انعكاس الحالة النفسية على الجسد فهناك ترابط وتزامن بين النفس والجسد والعكس فكل يؤثر على الآخر فالجسد آلة (ربوت) للنفس تحركه حيث تشاء برغباتها وارادتها ونواياها .
واذا ما اردنا طرح مثال بسيط عندما رأى شخص فجأة اسد أمامه اخذ قلبه الجسماني ينبض بشدة فليس معناه ان القلب هو الذي شعر وفكر وخاف من الأسد بل ان العقل (القلب النفسي) هو من فكر وقرر ان وجود هذا الأسد امامه فيه خطر كبير على حياته بحسب الخبرات المخزنة في ذاكرته فانتقلت هذه النية والإرادة من النفس الى الدماغ الذي بدوره ارسل هذه الإشارات عبر الاعصاب الى القلب الجسماني في اجزاء من الثانية لضخ المزيد من الدم لأعضاء الحركة والأطراف في الجسم استعدادا للهروب من الأسد والنجاة من الخطر .
كذلك يمكننا ان نشخص دور القلب بشكل ادق وأعمق عندما نقول ان القلب والعقل في بوتقة واحدة وفي نفس الحيز من المكان فكل منهما يحرك الآخر ويكمل دوره في مسائل التعقل والتمييز وليس لهما أي علاقة بالقلب الجسماني من الناحية التفكيرية او الشعورية سوى انعكاسهما عليه لضخ المزيد من الدم وقت بروز نوع من المشاعر او المواقف التفاعلية فيقول النبي محمد (ص) : (مثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت) ويكمل الامام علي بن ابي طالب (ع) فيقول : (العقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة القلوب) ويؤكد الامام محمد الباقر (ع) فيقول : (العقل مسكنه القلب) ...هذا والله اعلم .
اذن.. ان كان القلب هو العقل وفي نفس الحيز المكاني فأين يقع بالتحديد ؟
ملاحظات:
أولا - بالنسبة لمصادر الأحاديث والروايات يصعب ذكرها هنا لكثرتها فبالإمكان نسخ النص المطلوب ولصقه في محركات البحث وإيجاد مصدره لمن يريد ذلك .
ثانيا – لسنا هنا بصدد محاكمة الروايات من حيث صحتها وضعفها فلها متخصصوها وانما اعتمدنا على الروايات المعتبرة والصحيحة المتداولة في التراث الإسلامي .
التعليقات 2
2 pings
همام
2021-12-05 في 4:05 ص[3] رابط التعليق
اعجبني المقال جدا …
ما مدى ارتباط المقال مع الاحاديث النبوبية الصحيحة التي تتحدث عن شق صدر النبي صلى الله عليه و سلم و نزع العلقة منها بشكل مادي؟
ارجو الرد و شكرا
عبدالله حسين البراهيم
2021-12-08 في 4:57 م[3] رابط التعليق
اخي همام .. شكرا لاعجابك بالمقال وجزاك الله خير..
الاحاديث التي ذكرتها عن شق صدر النبي (ص) اطلعت عليها ..
يوجد من يؤكدها من علماء المسلمين ومن ينفيها بأختلافهم.. وفيها سجالات واستدلالات روائية وعقلية كثيرة يمكن الرجوع اليها في الشبكة ..
الاحاديث المذكورة ربما تكون صحيحة السند ولكن يبقى المتن هو المشكلة وقال البعض بأنها موضوعة او من الاسرائيليات للتشويه او تم الزيادة فيها ..
رغم محاولة البعض ربطها بالاعجاز او ربطها بالاية (الم نشرح لك صدرك) …
فقد قال البعض ان النبي لا يحتاج الى عمليات شق قلبية بين فترة واخرى لتطهيره من حظ الشيطان واخرى لزيادة معدل الحكمة والايمان فهو طاهر ومطهر ونبي كامل معصوم قبل ان يخلق الله آدم وهو بين الطين والماء والله يقول (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)
فقد سأل نبي الله موسى ربه (ع) .. رب اشرح لي صدري …. فهل معناه عمليه جراحية قلبية لطهيره من الشيطان بغسله بالماء ؟ وهل الماء يزيل حظ الشيطان من الانبياء ؟ وهل بعد هذه العملية يبقى الانسان حيا ؟ وهل جبرائيل ع يقوم بصرع الانبياء بالقوة لينتزع قلوبهم ويغسلها ثم يرجعها ويخيط شق الصدر ؟ ولماذا لم يرى هذا الشق لاحقا في النبي ص بكثرى ولم يشر اليه اي حديث او صحابي عنه لاحقا او احدى زوجاته .. سوى رواية انس ؟
اعتقد ان الفكرة في هذه الاحاديث بالمجمل صحيحة ولكن ليس بالتفاصيل والتفاسير المذكور ..
المشكلة تكمن في تفسير موقع ومعنى الصدر الخاطئ لذلك يستميت البعض في تصحيح الاحاديث ولو كانت معارضة للمتن والنقل وللحقيقة والعلم والعقل والمنطق ..
حل لغز هذه الاحاديث سهل عندما نعرف معنى وموقع الصدر والقلب في الانسان فهناك الصدر والقلب الجسدي والصدر والقلب النفسي وايهما المسؤول عن الانشراح والايمان والحكمة وموطن المعرفة والتفكير ..
اقرأ هذا المقال ضمن سلسلة الجاسئ الفكرية للتفاصيل اكثر حول حقيقة الصدر .. ولك حق الاختيار والاقتناع .
سلسلة الجاسئ الفكرية [ 9 ] : الصدر
https://www.aldeereh.com/articles/50847.html
سلسلة الجاسئ الفكرية [ 12 ] : النفس والوساوس
https://www.aldeereh.com/articles/52318.html
سلسلة الجاسئ الفكريّة [ 2 ] : هل الإنسان كائن أحادي أم ثنائي أم ثلاثي ؟!
https://www.aldeereh.com/articles/48362.html
سلسلة الجاسئ الفكرية [ 10 ] : كيف يعمل كيان الإنسان
https://www.aldeereh.com/articles/51326.html