المنيزلة نيوز - سهام طاهر
[caption id="attachment_4835" align="alignleft" width="250"] تصوير ناصر الأحمد[/caption]
ان كان الخلد عدم الموت فالمهدي يموت كالبشر لانه بشر جاءت هذه الكلمات ردا على من يدعي خيالية القضية المهدوية ويستدل باستدلالات ضعيفة غير مقروءة قراءة صحيحة وكانت هذه الجملة من جمل كثيرة بينها سماحة السيد منير الخباز ليلة البارحة في اثبات ان لا تعارض بين القضية المهدوية وسنن الكون كما يفكر بعض النقاد والكتاب المحترمين أمثال الدكتورعدنان ابراهيم .
بدأ حديثه بهذه الاية المباركة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ثم بين كيف قسم علماء الاجتماع الظواهر الى طبيعية و اجتماعية وكلاهما تخضع الى سنن وقوانين كحركة الكواكب يتحكم في حركاها الجاذبية الأرضية وحركة النمو في الكائن الحي يحكمه قوانين معينه وهكذا وعليه فالتاريخ يحكمه قوانين فهوالمسيرة الاجتماعية المتشكلة من ظواهر اختيارية اي خاضعة للارادة والاختيار وهذا بخلاف الظواهر الطبيعية كاقامة الحضارات والدول والمجتمعات والحروب وغيرها وبالرغم من ذلك فهي محكومة بقوانين تسمى بسنن التاريخ مثل الموت والحياة في المجتمعات (ولكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون )كذلك التغير في المجتمع يحدث بسنن وليس دفعة واحدة او فجأة قال الله تعالى (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )فالتغير الحضاري يسبقه التغير الثقافي وضرب سماحة السيد منير ليلة البارحه في حديثه المخصص بليلة التاسع من محرم مثالا آخر وهو موت الإقتصاد وذلك بذكر بعض آيات من القرآن الكريم كمثل قوله تعالى ( ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ...) اذا أن انهيار الحضارة الاقتصادية سببه عدم التكافئ بين وسائل الانتاج وموارد التوزيع وبذلك أنهى ( سماحته ) حديثه في المحور الأل في بيان سنن التاريخ والقضية المهدوية وذلك في حسينية الناصر بسيهات
ثم عرج الى المحور الثاني من الحديث وهو في بيان أن لا تصادم بين المهدوية، وسُنن التّاريخ.
وسأل سؤال هل القضية المهدوية تتقاطع مع سنن التاريخ ام تنسجم معها اذ قيل عنها لدى البعض انها خيالية ولا تنسجم مع سنن التاريخ وأجاب ( السيد منير ) بزاويتين فالزاوية الولى كانت في استقراء التاريخ لدى بعض الباحثين اذ يقولون ان استقراء قوانين التاريخ يرى ان اي حضارة تقوم بالامكانات البشرية وبطاقاتها ومواهبها ولم تقوم على رجل واحد خارق للطبيعة يقوم بحضارة بذاتها وهذه الفكرة يسجل عليها ملاحظتان الاولى انه هناك فرق بين سنن التاريخ وبين الضرورة العقلية فسنن التاريخ لا تعارض الضرورة العقلية اي اذا قرأنا المجتمع بظروفه الاعتيادية فسنن التاريخ تحكمة وممكن ان تتغير احدى السنن اذا اقتضت الضرورة العقلية بذلك كالايمان الخاضع لقناعة البشر ولا للسماء دخل في ديانتهم وهذا ظرف اعتيادي الا ان الضرورة العقليه لهذا الاعتقاد تقتضي ذلك بوجود بنبي ذو معجزة خارقة للعادة
وذكر ( سماحته ) بضرورة احتياج المجتمع الى نظام عادل فالله تعالى يبعث هذا النظام العادل للمجتمع وان لن يبعثه فالله غير عادل او عاجز او عالم وقادرا ولكن عبثا منه لا يرسل هذا النظام وحاشى لله تعالى ذك فمقتضى الحكمة والعدل والحكمة ان يبعث هذا النظام
فالمجتمع على قسميه النخبة وهم العقلاء والعامة تختلف في درجة الاعتقاد فالنخبة لا تحتاج الى دليل مادي بينما العامة هي من تحتاج الى دليل مادي محسوس لذا اقتضت الضرورة الى ارسال النبي بالمعجزة الخارقة للعادة فاصبحت الضرورة حاكمة للسنن التاريخية
كذلك في القضية المهدوية المجتمع هو من يؤسس حضارة والسنن لا تبعث رجل واحد فقط يقوم بحضارة كاملة الا ان الضرورة العقلائية تقتضي ذلك
وقد بين ( السيدالخباز ) أنه لم يمر زمن طبق فيه الاسلام بكامل قوانيه وتشريعاته والضرورة العقلية تقتضي ان يطبق هذا الدين بكامل تشريعاته بموجب الاية ( ليظهره على الدين كله) وأنه من العبثية عدم تحقق ذلك وهذا وعد القرآن الكريم للبشرية جمعاء ولن يكون ذلك الا بظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه ذلك الرجل الذي يحمل امكانت وطاقات خارقة للعادة والسنن التاريخية كما غيرانشتاين وارسطوا في المجتمعات والتاريخ فكيف بالامام المهدي سلام الله عليه
وأما تبيانه في الزاوية الثانية أن القضية المهدوية هل تنسجم مع سنن التاريخ أشار الى ما ادعاه (الناقد الدكتورعدنان ابراهيم) وبينه ان لا انسجام بين القضية المهدوية وسنن التاريح ورد علة هذا النقد ( السيد الخباز ) بعدة أمور بان بين الفرق بين الناقد ذو الخبرة الذي ينقد بعد البحث والتدوين وبين الناقد الارتجالي عديم الخبرة وسأله عن مفردة الخلود هل هي تعني عدم الموت فان كانت كذلك فالامام المهدي يموت وان كانت تعني العمر الطويل فهذا يتنافى مع القران نفسه عندما ذكر ان نوح عليه السلام عاش طويلا
ورد عليه ايضا في محور الحديث الثالث وهو جملة من الأسئلة حول الامام المهدي سأل فيه الدكتور الناقد عن المنهج الصحيح هل ياتي بالاستدلال قبل الاعتقاد أم بالاعتقاد ثم الاستدلال وهذا ما ذهب اليه عامة الناس وأجابه ان الاستدلال بعد الاعتقاد ليس خارج عن المنهج العلمي لان المهم ان يكون الاستدلال على طبق الموازين العلمية حتى لو بعد الاعتقاد وذكر بعدها عدة أسئلة واجابات حول نفس الفكرة وعرض ما جاء في الكافي من ذكر 31 رواية استعرض بعضها في اثبات ولادة الامام المهدي وأنه ليس بعقيما كما صوره البعض أو كما استدل البعض بالصحيحين ان لا توجد رواية عن الامام المهدي وقارنها بأن لا توجد رواية فيه ايضا عن حكم اللواط والسحاق رغم تواتر عقابهما في الكتب الاخرى فليس كل ما لم يكن في الصحيحين يكون بحجة وبذلك يكون رد على الدكتور ابراهيم وغيره في قضية وجود القضية المهدوية وظهور الامام المهدي المبارك
واختتم حديثه بقول أن يوم المهدي امتداد ليوم وثورة الحسين وانما شعار ( يالثارات الحسين ) المقصود به تحقيق قيم الحسين عليه السلام وهي الراية التي يحملها المهدي عليه السلام حين يظهر وهذا ما جسده علي الأكبر في يوم العاشر من محرم حين خرج للموت مستبسلا غير خائف أوقع على الموت أم وقع عليه الموت ما دام على الحق .