أسبوعان مفصليان يحددان مدى انتشار فايروس كورونا في المملكة خاصة بعد أن تجاوزنا بحمد الله مرحلة دخول الفيروس عن طريق المغتربين والوافدين والمسافرين ، ومرحلة الحضانة التي انتهت منذ يومين.
حيث عملت وزارة الصحة في المرحلتين الأوليتين بكل إمكانياتها وطاقاتها للحد من انتشار الوباء من خلال تقصي وإحصاء عدد المصابين ومتابعة علاجهم ، حيث شفيت (29) حالة ، وأقامت الحجر الصحي على المشتبهين فيهم ، بالإضافة إلى عمل آلاف من عينات الفحص ، وإعداد الخطط الاستباقية الوقائية لجميع السيناريوهات المحتملة لاقدر الله .
ومع بلوغ عدد المصابين في المملكة إلى (900) أغلبهم من حالات الاختلاط مع المصابين ، فهذا يحتم علينا تحمل المسؤولية بالبعد عن أي تجمع أياً كان نوعه أو حجمه ، واجتناب الذهاب إلى المراكز الغذائية وقت الازدحام ، خاصة إذا علمنا أن مصاباً واحداً يمكنه أن ينقل العدوى إلى (1000) شخص في ظرف ساعات !! ، وإن (80%) من المصابين بالفايروس لا تظهر عليهم أي أعراض !!.
كذلك نحن بحاجة إلى تعاون مع الجهات المعنية والأمنية في تطبيق القرارات - حتى إن أستدعى الأمر التبليغ عن المخالفين ، والالتزام بالحجر الصحي ، والبقاء في المنازل إلا في حالات الضرورة ، والتعاطي مع الحالات المرضية الطارئة من خلال الأرقام التي وفرتها وزارة الصحة للاستشارة الطبية ، أو بالتواصل مع الهلال الأحمر.
ولنعلم أن الصين أول دولة في العالم تفشى فيها الوباء ، حيث كان متوقعاً أن يصيب الوباء الملايين من سكانها ، لكن المفاجأة أنها أول دولة نجحت في السيطرة عليه ، والحد من انتشاره في وقت قياسي !! فإحصائيات المصابين فيها بلغ (81218) ، وعدد الوفيات (3281) ، وهي نسبة ضئيلة من الإصابات والوفيات مقارنة بعدد السكان الذي يربو على (1.5) مليار !! .
بينما دولة كإيطاليا بلغ عدد الإصابات فيها(69176) ، وعدد الوفيات (6820) ، وهي نسبة مرتفعة من الإصابات والوفيات مقارنة بعدد السكان الذي يبلغ (60) مليون!!.
إن السبب الذي جعل إيطاليا تفقد السيطرة على انتشار الوباء ، وبين قدرة الصين على احتوائه هو النظرة للمصلحة الكبرى التي احتاجت إلى جناح صانعي قرارات حكيمة ، وجناح الرهان على وعي (1.5) مليار صيني التزموا جميعاً بالحجر المنزلي!!.
وبحمد الله فإن كل القرارات والإجراءات الحكيمة التي اتخذتها الدولة منذ بداية هذه الأزمة حتى الساعة ، وآخرها قرار حظر التجوال ، أو ما نسميه قرار الحفاظ على الأرواح ، وقرار الحجر الصحي على عدة مدن في المملكة ، والدعوة إلى لزوم المنازل ، والعمل على توفير كل المتطلبات الضرورية والغذائية ، كلها جاءت للحد من انتشار الوباء بين السكان ، والمحافظة على حياة كل قاطن على أرض هذا البلد المعطاء.
بقيت أمامنا المرحلة الأخطر مع هذا الوباء الخطير ، وهي مرحلة انتقال العدوى بكثافة حيث يكون الفايروس في هذه المرحلة سريع الانتشار ، وتمتد هذه المرحلة إلى قرابة الأسبوعين ، فإما انحسار واحتواء أو انتشار لا قدر الله.
إن العنصر الأهم الذي يضمن انتصارنا في الجولة الحاسمة مع هذا الوباء بعد التوكل على الله مرهوناً بوعي الناس ، ومدى تطبيقهم لقرارات الدولة ، والتزامهم بالحجر المنزلي ، والبقاء في المنازل ، وهذا لا يتم إلا أن نعي كالصينيين .. ولا نستهتر كالإيطاليين ، حينها نسلم على أنفسنا ، ويأمن وطننا الغالي بإذن الله تعالى .