المنيزلة نيوز - سهام طاهر
الليلة الرابعة: رمز الكرامة: الدُّين، أم الإنسانيّة؟
في محاور ثلاث بين سماحة السيد منير الخباز ليلة الرابع من محرم أن تبني الفكر الداعشي حرام وقراءة كتب الضلال والالحاد مفسدة وذلك لصيانة العقل والفكر والثقافة الانسانية وكان حديثه هذا في حسينية الناصر بسيهات اذ كان الحديث يتمحور عن تصنيفات الدين والتميز في محوره الأول وعن الدين هل يفرق بين الطهارة والقذراة وهذا محور الحديث الثاني وعن التشريعات الاسلامية وغاياتها وكان هذا في المحور الثالث وانطلق سماحة السيد بالاية الكريمة { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } - الإسراء، 70
وقد شبه ( سماحته ) الحركة الانسانية بأنها تكاملية تنتقل من طاقة الحركة الى طاقة الفعل كما تتحول البذرة الى شجرة فكل البشر تحمل طاقات تؤهله للتكامل وفي استحقاق الكمالات من العلم والحياة والعطاء واستشهد بالاية السابقة في بيان كرامة الانسانية وان تصنيفات الشريعة الاسلامية للبشر بين كافر ومسلم ونجس وطاهر وغيرها انما تصنيفات لغايات متعددة فقد يراد بهذه التصنيفات الامتياز والتصنيف الواقعي كمن عمر الارض او سقى او جاهد في سلبيل الله هذا لايستوي مع غيره ممن لم يجاهد او لم يعمر الارض وأخبر بأن هذه تصنيفات واقعية اخبر عنها القرآن وعن التصنيف الثاني انما هو في اعطاء الحق لصاحب الحق كالصدقات المخصصة للفقراء والعاملين عليها وغيرهم وهذا التصنيف الغرض منه بيان اصحاب الحق في الزكاة وبين انه هناك تصنيف ثالث لإعفاء بعض الاصناف من الوظيفة وتصنيف الرابع الهدف منه المصلحة العامة والتكامل كالتصنيف بين العادل والغير عادل اذا لا يتضمن التصيف تمييزا انما له هدف يمكن اكتشافة من خلال النصوص الشريفة
ثم انتقل (سماحته ) الى المحور الثاني وعرض فيه شبهة حول الدين الاسلامي انه دين تمييز وطائفي وقد اخذ عليه ذلك من خلال نصوص القرآن الكريم التي نصت على عدم تزويج المسلم بكافرة او الكافر بمسلة أو نجاسة الكافر وطهارة المسلم وغيرها من تلك النصوص وللرد على هذه الشبه وضح ( السيد الخباز ) أن هناك فرق بين الدين الواقعي والظاهري في جميع التخصصات يوجد واقع وله ظاهر كالطب مثل الحقائق الطبية المتفق عليها تعتبرا واقعا اما النظريات الطبية طبا ظاهريا لانها محل خلاف وتقريرات الطبيب حول المرض كما ان هناك حقائق مسلمة في الدين ماثبت بالتواتر كالصلاة والصوم وطهارة الصلاة هذا واقعي اما وجوب الجمعه هذا دين ظاهري وهذا ما استنبطه الفقيه الحاذق الخبير ولذا يختلف الفقهاء في كثير من الفتاوى وبما ان الانسان ليس بفقيه فوظيفته ان يرجع للفقيه فغيرالخبير يرجع للخبير ومن هنا لا يصح لنا من ان ننسب كل شي للدين الواقعي
وعن حرمة الزواج من الكافر فهذا واقعي لانه نطق به القران (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )أما الزواج من الكتابيات فهذا خلاف عند المراجع وعن نجاسة الكافر غير الكتابي كما اخبر عنه الخوئي الذي يعتبر أن ملامسة الكافر من المسلمات اما بعض تلاميذه كالسيد باقر الصدر لم يجزم بنجاسة الكافر والفقيه السيد تقي القمي حيث قال انه ليس هناك دليل على نجاسة الكافرولكن تسائل عن الاية التي تقول (انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ) وعن تفسيرها في هذا السياق