كثرت الأحاديث وما زالت تتصاعد وتيرة حدتها وأثر مناقشتها بين عامة الناس ومثقفيهم، بين المسئولين والاختصاصين، بين الشباب والشيوخ، وحتى بين الأطفال في معقل ملاعبهم، آخذة طرفي يحلو التجاذب فيه ما بين (الإشاعة والحقيقة)
ومع هذا كله ما تزال الدول تصدر لائحة احترازات لتمنع أو لتقلل من انتشار هذا الفيروس بالقدر المستطاع بين أفراد شعوبها تاركة تلك الأحاديث تأخذ مجرها تدور مدار القهوة في الفناجين. ليأتي بعد ذلك كله ويسأل أحدهم هل هذه نهاية العالم؟ هل سنموت؟ هل هي زوبعة تثير غبارها علينا وستزول هل يجب أن نتفاءل؟ أم نحن متشائمون؟
كل هذه التساؤلات الآن لا أعتقد أن أحد ما سيعطيك الإجابة الصحيحة عليها لأنها كلها مثار الشكوك فلا أحد يملك الإجابة الدقيقة التي تطمئن لها وتثق فيها فما زالت تحت دائرة الظنون والشكوك.
لو عادت بنا ذاكرة التاريخ إلى الوراء قليلا لوجدنا بين صفحاته الكثير من الأوبئة والأمراض التي انتشرت وأثارت الهلع والخوف بين الناس وحصدت في طريقها كل ابتسامات المتفائلين وقناعاتهم بزوالها
وكل خوف المتشائمين وقلقهم بسيطرتها على الكثير من الأرواح ومن ثم مضت، نعم مضت وتركت كل شيء وراءها للتحليل والتفسير الذيربما وجد وربما لم يوجد بل أرشف وكفى.
ففي عام 2009 انتشرت إنفلونزا الخنازير وقد اكتشف أولا في المكسيك في أبريل من ذات العام، قبل أن ينتشر في العديد من دول العالم وعربيا وصل عدد الوفيات، حتى 31 يناير 2010، في 22 دولة إلى 1014 حالة وفاة حسب منظمة الصحة العالمية
وفي عام 2013 ظهر وباء أيبولا في غينيا وبدأ بطفل صغير أثار ضجة إعلامية كبيرة وانتهى بأكثر من 2200 شخص فقدوا حياتهم من بين 3300 إصابة مؤكدة
ويعتبر وباء "زيكا" من الأوبئة التي انتشرت وتفشى الفيروس المسبب له مرتين في العقد الماضي، الأولى في بولينيزيا الفرنسية في العام2013، والثانية في البرازيل عام 2015، وفي عام 2016، تم الإعلان أنه لا يوجد علاج أو تطعيم وقائي ضد فيروس زيكا، الذي ينتشر بواسطة بعوضة الحمى الصفراء.
وفي مرحلة تفشي المرض في المرة الثانية، بدأ انتشار فيروس زيكا في أبريل من العام 2015، وفي أوائل العام 2016 وصل انتشار الفيروس لأعلى مستوياته في تاريخ الأميركيتين، حيث انتقل بعد ذلك لبلدان أخرى من أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، وفي1 فبراير 2016، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على المستوى العالمي بسبب هذا الفيروس
ليأتي لاحقا فيروس "كورونا" والذي أطلق عليه "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو الالتهاب الرئوي الحاد والذي ظهر في مطلع العام 2012 وحصد في عام 2014 حياة ما يقارب من 92 شخص حتى أعلن أنه "كورونا" الشرق الأوسط المنتشر في 21 دولة في يوليو 2015
إذن بعد كل ذلك أما زال أحدهم يتساءل هل نحن متشائمون حين ننقل أخبار كورونا بين أواسط المجتمع وهل هناك من يتهمنا بإثارة الخوفبين الناس حين نستعرض أوبئه وأمراض أصابت وانتشرت في العالم سابقآ حصدت أرواح وأبقت على آخرين واستمرت الحياة إلى ساعتنا هذه.
حفظ الله الجميع من هذا الوباء وحصن الله البلاد من كل داء.