نتقدم بالعزاء الخالص الى كل أحباء وعشاق سماحة الشيخ الفقيد وكل ابناء بلدته ومن سكن قلبه حب سماحة الفقيد السعيد فنقول : عظم الله اجركم وجعل الجنة مثوى شيخنا الجليل ( سماحة الشيخ عيسى الحبارة ).
ومن مصائب الدنيا موت العلماء فإنها تحدث في الاسلام ثلمة لا يسدها الا عالم مثله لقد فارق الشيخ الدنيا ومافارق الحياة حيث غرس حبه في قلوبنا ونور بعلمه حياتنا فكان المربي الفاضل والناصح المخلص احب الخير للناس فاعطاه الله له "ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا " فقدنا فيه الوالد العطوف والمؤنس الظريف اخر ماسمعت منه اللهم احفظنا من الغرور فهو حي في قلوبنا مابقينا
الجدير بالذكر ان الفقيد كان خادما مخلصا لمنبر سيد الشهداء الامام الحسين "عليه السلام" ومحباً عاشقاً للزهراء وذلك من خلال تلك العلاقة الوطيده معهم عليهم السلام بتلك الصفات التي يتسم بها العشاق حيث صهر ذاته الطيبه بكل الإخلاص إلى أن إلتحق بالرفيق الأعلى سعيداً حيث أنه كان على خطى السيدة الزهراء كان مثالا للخطيب اللامع أعطى من خلال خطابته ذات اللمسات الطيبيه وهو مثال للعامل العالم بعلمه عبر منبره وعبر خطبه والتي تحاكي مايحتاجه الناس والذي تلقى المعارف وجسدها من الناحية العمليه بين أبناء مجتمعه وإيصال المعرفه عبر النصيحه والوعظ والإرشاد سواء خدمة الناس هنا في الاحساء أو في مواسم الحج والعمرة وزيارة الرسول الاكرم صلوات الله عليه وأله وسلم ذلك كان ذلك في سبيل الله
إن سماحة الشيخ عيسى الحبارة نموذج يحتذى وعلامة من علامات الاحساء حيث أنه كان وسطياً في أموره ومتعدل في أفكاره صنع الفارق القياسي في زمن الصعاب تخطى الحدود ليرقى على عرش القلوب فكان في كل مجلس وميدان وبيت حاضر نعم تلك إشرقات ولكنها كانت بمثابة البلسم الناعم الذي يدغدغ المشاعر ويحفز القلوب كي تكون على المنهاج السليم وهي تعبر عن ماكان يحتوي على قلب الفقيد من تلمس لأحتياحات أبناء مجتمعه حيث نرى في اشراقاته المتمثلة في الصدق والأمانة، وارتباط الصدق والورع بالفقيد وما يحمله قلبه من خير واهتمام بهموم الناس والتي إنما تنم عن تصوره للواقع الذي كان يتنماه في مجتمعه وهذا بشهادة الشهود وهو امر يسجل انموذج من الشخصيه الفاعله في المجتمع
هنا يمكن القول إن بعض الراحلين يزدادون حضورا مع الغياب فلا تمر مناسبة من مناسبات إلا وتألقهم حاضرين حيث تمردوا على الغياب الجسدي ليصبحوا اكثر حضورا في النفوس والوجدان كذلك هو سماحة الشيخ فبما أعطى وقدم لأبناء المجتمع فهو بذلك استحق وسام الحضور في كل مناسبه وميدان يتطلب الاستماع له أو الاقتداء بكلامه .
الجدير بالذكر أن سماحة الشيخ الجليل لم يترك فرصة و لم يتوان للحظة في مساعدة زملائه و أصحابه و أهله و كل من طلب المساعدة ولذلك خسرناه ضحكة ترتسم على وجوه أبناء الاحساء
نعم الاحساء الكلمة الدائمة التي رسمت عمل شيخنا العزيز فهو المحب الصادق لهذه الأرض الطيبه العاشق لترابها الطيب ونفسها العطر المتمثل بمجتمعها المتلاحم بالود والحب والتعايش الاخوي فيما بينهم فهو رحمة الله عليه كان بينهم ومن ضمنهم وكان لايتوانى في التداخل بين أبناء مجتمعه وحضور المناسبات الاجتماعية ممثلاً في ذلك أروع صور الاخاء في المجتمع الاحسائي
أخيرًا أقول أبا سجاد غادرت سريعا فما زال فينا نبع حزن تستطيع استخراجه ودمعة تفتش عن صوتك إن الاحساء فقدت برحيلك ابنًا بارًا من خيرة ما أنجبت حمل دوما هموم الناس ولم يستكن يوما ولم يضعف نعم لقد أثار نعيه على منبر سيد الشهداء لعارفيه الآخذين عنه الأسف والسقام، إذ كان رحمه الله مليئ بالعلم الغزير وعبقرياً حيث كان في منطقه يحمل نبلاً وفضلاً وفهماً لقد كان مصلحاً صادقاً في توعية أبناء المجتمع بجميع ماكان تحت يديه من وسائل استفاد منها في نقل المعرفة والتي سوف تكون مصداق للحديث الشريف وصدقة جارية حيث نرجو ان تتحول ذكراه الى ذكر لله ولرسوله وأهل بيته وذلك على مر الزمان بمااستفادت به النفوس وأنارت به العقول
التعليقات 1
1 pings
بومحمد
2020-02-28 في 2:22 م[3] رابط التعليق
احسنتم كثير ي أستاذ بوعبدالله
جزاك الله تعالى خير
رحة الله تعالى الواسعه عليه وعلى والدنيا والديكم والمؤمنين والمؤمنات أجمعين يارب العالمين