تعرف من خلال هذه السطور على قصة أول شخص مبتعث للدراسة في الخارج من المنيزلة
هو الحاج / عبدالله حسين بوشاجع أبو أحمد من مواليد بلدة المنيزلة عام 1361 هـ ، بدأ حياته الدراسية في مدرسة المنيزلة الابتدائية ( المعتصم بالله ) سنة 1376 هـ وهو في سن الخامسة عشر من العمر ، وكانت المدرسة فقط عبارة عن ستة فصول وإدارة ، التحق بالدراسة فيها رغم الظروف التي كانت تعيقه في ذلك الزمان لكن إصراره وعزيمته وحبه للتعلم جعلته يتغلب عليها ، حتى أجتاز السنوات الست فيها من الصف الأول إلى الصف السادس بتقدير ممتاز وكان ذلك سنة 1381 هـ حيث كان مكباً على الدروس ومجداً فيها تفوق من خلالها على زملائه ممن كانوا يدرسون معه وكذلك من سبقوه وكان ينال الدرجات العليا ويحصد المراكز الأولى .
وكان أول مدير للمدرسة آنذاك هو الأستاذ محمد الضويحي ( سعودي ) ثم خلفه الأستاذ نبيل الباجوري (مصري ) ثم من بعده الأستاذ مقرن المقيرن (سعودي ) ، أما الأساتذة الذين قاموا بتدريس الحاج أبو أحمد فهم :
1 ــ الأستاذ محمد الشيحة في مادة العربي (مصري )
2 ــ الأستاذ عبدالله الجبان في مادة الحساب (سعودي )
3 ــ الأستاذ عبدالله البريك في مادة الدين (سعودي )
4 ــ الأستاذ سعد القطري في مادة العربي (سعودي )
5 ــ الأستاذ عبدالله المانع في مادة العربي (سعودي )
6 ــ الأستاذ شريدة المضحي قرآن كريم ( من المنيزلة )
وبعد أن أنهى الدراسة الابتدائية تم قبوله للدراسة في ( المدرسة الزراعية بالهفوف ) لمدة أربع سنوات لحين تخرج منها في عام 1386 هـ ، وحصل خلالها على شهادة تخصص دبلوم زراعي منها بتقدير ممتاز .
تخرج الحاج أبوأحمد وأصبح يملك في حوزته شهادة تعتبر في ذلك الزمان الشيء الكثير لندرتها وحاجة المحافظة إليها ، لأن أغلب الشعب الأحسائي مهتم ويزاول مهنة الزراعة كذلك كانت الدولة مهتمة بذلك وترغب في ابتعاث مجموعة من الأشخاص للدراسة في هذا المجال نظراً لم تملكه المحافظة من أرض زراعية شاسعة تعتبر مخزون طبيعي في هذا المجال ، فقامت بالإعلان عن ذلك في الصحف المحلية وسرعان ما تم ترشيح هذه المجموعة التي تخرجت من المعهد الزراعي للابتعاث إلى الأردن ، للدرسة في معهد الشبوك الثانوي الزراعي في العاصمة (عمان ) ، وكان ذلك سنة 1387 هـ ولمدة سنتين درس خلالها كل ما يخص الزراعة والمزارعين وكل ما يتعلق بأمورهما ، وبعد أن أنهى الدراسة هناك عاد إلى الوطن في عام 1388 هـ حاملاً معه شهادته التي نالها بجد واجتهاد ، بعدها مباشرة تم توظيفه في وزارة الزراعة في نفس العام ، وكان العدد الكلي للمبتعثين من المملكة ( 72 شخصاً ) وكان نصيب الأحساء منها ( 21 شخصاً ) ومن بين هؤلاء الأشخاص :
1ــ محمد جلال البحراني
2 ــ عبدالله علي الغزال
3 ــ عبدالوهاب فايز العمار
4 ــ عبدالله فايز العمار
5 ــ مهدي كاظم المطر
6 ــ أحمد عبدالعزيز النعيم
7 ــ راشد عبدالله الصويغ
8 ــ عبدالوهاب البراك
(الصورة في دولة الأردن)
وخلال هذه المدة الدراسية في الأردن كان المعهد بعد كل فصل (3 شهور ) يمنح الطلبة أجازة لمدة عشرة أيام ، يتنقل خلالها الطلبة إلى الدول المجاورة للأردن كسوريا ولبنان وفلسطين ، ومن الصدف العجيبة أن حرب (عام 1967 ) على فلسطين من قبل إسرائيل ، كان الطلبة متواجدون هناك في رحلة إلى القدس نظمها المعهد الأردني لهم وكانوا قد وصلوها بالحافلة (الباص ) مروراً بالخليل ورام الله ثم إلى نابلس وطولكرم وصولاً إلى القدس ، فزاروا المسجد الأقصى وصلوا فيه عدد من الصلوات واطلعوا على مقدساته وأثاره وتنقلوا بين أركانه ، وبعد قضاء أيام قلية هناك عادوا إلى الوطن بعد أن اشتدت الحرب أوزارها ، عن طريق جمرك المدورة ثم إلى تبوك ثم المدينة المنورة ثم إلى العاصمة الرياض وصولاً إلى الأحساء عن طريق القطار .
دخل أبوأحمد الحياة الوظيفية في تاريخ 17 / 11 / 1388 هـ وتوظف في وزارة الزراعة في مدينة الدمام ، حيث تم تعيينه هناك وتدرج فيها حتى أصبح مدير المحجر الزراعي ، وأستمر في وظيفته بمدينة الدمام (12 سنة ) ، حتى نقل إلى الأحساء عام 1400 هـ وعين نائب رئيس قسم الأراضي بالمديرية ، ثم بعدها بعدة سنوات أصبح رئيساً لقسم الأراضي بالأحساء ، ودار هذا القسم على أكمل وجه ونظمه أحسن تنظيم ، حتى بلغ السن القانوني للتقاعد وتقاعد عام 1421 هـ بالمرتبة السابعة ، حينها ترجل هذا المناضل عن وظيفته العملية ، والتي أتقن فيها العمل والمنافع للناس وحسن السلوك والسيرة فيها إلى أعلى المستويات ، وأصبح مثال يشار ِإليه بالبنان في التعامل والأخلاق والسمعة الطيبة .
وأثناء حياته الوظيفية ورئاسته لهذا القسم المهم كان أيضاً رئيساً لنادي المنيزلة الرياضي لعدة سنوات حيث شغل هذا المنصب وهو خير من يشغله ، كان من خلالها نموذج للرئيس الناجح ومثال يقتدى به في التعامل مع الاداريين واللاعبين على حد سواء ، حيث أنه يملك مخزون ومعلومات وخلفية رياضية جيدة ساعدته على تمطي هذا المنصب بكل جدارة واقتدار .
فنحن أهالي المنيزلة نفتخر بمثل هذه الشخصيات العاملة التي سطرت صفحات في المجال العلمي والعملي منذ نعومة أظفارها ، كذلك لم تألوا جهداً في خدمة المجتمع من خلال عملها التطوعي دون تضجر ومنة ، وندعو من الله أن يكثر من أمثالها .
في 11 / 4 / 1441 هـ
التعليقات 1
1 pings
ناصر المحمد
2019-12-10 في 6:08 م[3] رابط التعليق
ونعم الرجل… ابو احمد عزيز علينا الله يحفظه ويطول في عمره