حين ينبت في وسط الواحة فرع أخضر مزهر قوي بقوة الكلمة ورصانة الحرف وموسيقى الأبيات الشعرية
يكون حديثنا عن أحد شعرائها الذين سقوا واحة الأحساء وما حولها جمالا حتى أينعت وربت
الأستاذ والشاعر الكبير باسم العيثان معنا في صحيفة المنيزلة نيوز و حوار صحفي خفيف:
بداية أرحب بك بين دفة أسئلة لقائي وإياك فأهلا وسهلا بك ضيفا وأخا أنرت صحيفتنا المتواضعة
شكراً لك بالذات أخت سهام ولصحيفتكم الرائعة .
من هو باسم العيثان؟
الاسم: باسم محمد احمد العيثان
من مواليد 24/11/1964م في مدينة الحلة في محافظة بابل- العراق .
متزوج وله خمسة أبناء .
حاصل على شهادة الماجستير في الرياضيات التربوية .
عمل مدرساً لمادة الرياضيات في إحدى المدارس الثانوية بالدمام .
• أهم أعماله :-
1- صدر له ديوان مطبوع بعنوان (غمضة جرح)
2- صدر له ديوان صوتي بعنوان (الدمعة الصدى)
3- ديوانان معدان للطبع .
4- يعمل على إصدار الديوان الصوتي الثاني والثالث .
5- كتب النص الشعري وسيناريو أبريت الإمام المهدي المقام في الدمام لمدة أربع سنوات على التوالي منذ سنة 2001 وحتى 2004م وسيناريو الأوبريت الخامس 2005م .
6- كتب نص أوبريت (المهدي في عين طفلة) لعام 1428هـ (أوبريت طفلة العراق).
7- كتب نص أوبريت الزهراء عليها السلام لعام 1428هـ .
8- كتب نص وسيناريو أوبريت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأربعة أعوام متتالية بداية من عام 1428هـ حتى 1431هـ وشارك في كتابة نص وسيناريو هذا الأوبريت لعام 1432هـ .
9- مشاركات عديدة في المنطقة الشرقية والخليج .
10- تنشر له كل من صحيفتي عشتار والفيحاء البابليتين العديد من قصائده .
11- مؤسس ورئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام في دورته الأولى .
12- أمين عام مسابقة الكساء الأدبية التي أسسها ويشرف عليها ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام .
13- حكم القسم الشعبي في الكثير من المسابقات الشعرية في المنطقة الخليج .
من هو باسم العيثان الإنسان؟
باسم من مواليد محافظة بابل مدينة الحلة بالعراق - استطاع أن يبتسم داخلياً وإن لم يشي محيّاه بذلك . ورغم ولادته في بلاد الرافدين ولكنه نما فسيلة أحسائية حتى استوت قامته نخلة فارعة.
فالنهر والنخلة والشعر كان الصلصال الأول لباسم الإنسان.
هل كان الشعر لديك موهبة أم سعيت لأن تكتسبه فتصبح شاعرا؟
لم أتعمد كتابة الشعر في بداياتي وإنما كتبته على السليقة ، كان لتنشئتي في بيئة شعرية بين أخوالي ( بني سالة ) وبين أعمامي ( آل عيثان ) الدور الكبير في موهبتي أولاً وصقلها ثانياً . وباحتكاكي وقراءاتي صقلت تجربتي وما زلت أتعلم الكثير مما أجهله عن عالم الشعر الأوسع.
منذ متى وأنت تكتب الشعر؟
كتبت الشعر منذ بدايات المرحلة الثانوية
حينما كنت أحاول تقليد جدي لأمي والذي كان بدوره يكتب الشعر .. كانت البدايات عبارة عن أبيات وجدانية وغزلية لا أذكرها تماما ، ومع الأسف لم أسجلها ولكن ما أذكره منها :
عيوني تشبح هايمه تربه اليجون
بلكي منكم جيّة يالناسينا
شوقنا النازل دمع من العيون
يسقي درب القالوا يحبونا
هناك مقارنة ومقاربة لطيفة دائما تذكر بأن أساتذة الرياضيات يكونون غالبا متذوقون الأدب والشعر وأنت معلم رياضيات وشاعر فهل أنت مع هذه المقاربة؟
في الحقيقة لا علم لي بهذه المقاربة كما تفضلت أن تسميها ولكن من تتبعي للشعراء فأن الكثير منهم تخصصاتهم الأكاديمية وتعليمهم الجامعي لا تمت للأدب أو الشعر بصلة أكاديمية بل في معظمهم كانوا متخصصين تخصصات علمية من بينها تخصص الرياضيات، لعل ذلك يعود إلى أن الشعر موهبة تنشأ مع الشخص منذ الولادة والشاعر يصقلها وينميها بغض النظر عن اهتماماته وتخصصاته الأخرى، والشواهد كثيرة تجل عن الحصر.
كيف توفق بين جمود المادة التي تدرسها وبين تدفق الشعر بين يديك؟
قد نظلم الرياضيات حينما نقول أنها جامدة فأنا أجد مادة الرياضيات مملؤة بالحياة فلولاها لما استطعنا تسخير الأشياء لخدمتنا في الحياة، بل قد يكون هناك قواسم مشتركة بين الرياضات والشعر والتي من ضمنها استخدام الرمز في القصيدة للدلالة عمّا يضمره الشاعر في النص، والرمز الذي تستخدمه الرياضات للدلالة على متغير ما في المعادلة و عليه لا أجد صعوبة بين التعامل مع معادلات الرياضية والنصوص الشعرية، وقد يكون كذلك لكون الشعر موهبة فممارسته غالباً ما تأتي عفوية، عكس استخدام الرياضيات فاستخدامها قصدي بالضرورة.
في الشعر بحور وأوزان وقوافي كثيرة لا يعرف كنهها إلا الراسخون في الشعر والعاملون فيه وقد كنت أسمع بعضهم يتغنون ب (فعيل ومفاعيل ومستفعل) وغيرها وكإنسان لا بحر له فيها ولا وزن غير أنه فقط يتذوقها فأي البحور هو بحرك الشعري؟
الشاعر حينما يكتب القصيدة في غالب الأحيان وقد يكون في كلها لا يختار البحر الذي يكتب عليه إن كانت القصيدة مكتوبة على البحور الخليلية سواء عمودية كانت أم تفعيلة.
فلا وزن شعري لدي أفضله على الآخر فالقصيدة حينما تفتح شراعها تمخر بحرها الخاص بها حينما تأتي اللحظة الشعرية.
هل تكتب الشعر الواقعي؟ أم المستوحى من خيال الصورة؟
لا يمكن للشعر أن تبرأ من الخيال فالشعر مولود المخيلة الشرعي ؛ وإنما الواقعية موضع الشعر بشتى أبعادها.
بين العامية والفصحى أين تجد شعرك أقوى؟
الشعر الشعبي أو الشعر المكتوب باللغة المحكية (العامية كما تسمينه) هو اللون الذي تعرف جمهور الشعر من خلاله على باسم العيثان، القوة في الشعر أو الإبداع بشكل أدق هو حكم يطلقه المتلقي المختص على تجربة شاعر ما حينما يريد أن يحكم على الجوانب أو الألوان الشعرية التي يكتب بها الشاعر وأيها أكثر تميّزاً وإبداعاً من الأخرى، وليس الشاعر، بينما قد يكون للشاعر ميلاً خاصاً في الكتابة نحو لون أكثر من الآخر، كما هو ميلي للكتابة بالشعبي أكثر من الفصيح .
في ديوانك المطبوع "غمضة جرح" الكثير من القصائد التي خصصت بها الثقافة العراقية وأنت من مواليد العراق هل كان لمحل الولادة أثر مترتب عليه هذا الديوان؟
ديوان (غمضة جرح ) هو ديواني المطبوع الأول والوحيد لحد الآن ، وصدر بعده بفترة ديواني الصوتي ( الدمعة الصدى )، وقد احتوى ديوان غمضة جرح الكثير من القصائد الوجدانية والأخوانيات وغيرها وهو طبعا كان ديوان شعرٍ شعبيّ ولأن لهجتي متأثرة بشكل كبير بلهجة أهلنا العراقيين بسبب الولادة والتنشئة هناك ، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس الذي يشعر من خلاله القارئ للديوان أنه يحمل من الثقافة العراقية إذا صح القول الشيء الكثير.
للقضية الحسينية مكان خط قلمك فيها الكثير من الأشعار فهل تعطينا بعض منها؟
نعم للقضية الحسينية أثر كبير على الأمة بشكل عام وعلى مواليّ أهل البيت بشكل خاص ولست أنا بالخارج عن هذه القاعدة
فحب الحسين ونهجه هو الجذوة التي أشعلت شرارة الشعر الحسيني في داخلي وكان لي في الحسين ع وشهداء الطفّ الكثير من القصائد
منها :
ماهي الدواوين التي خصصت بها القضية الحسينية؟
الديوان الصوتي ( الدمعة الصدى ) كل ديواناً مخصصاً للحسين ع .
هل تكتب خصيصا للرواديد أم الرواديد تأخذ منك القصائد؟
في فترة من الفترات السابقة كنت أكتب للبعض من الرواديد وبشكل خاص، وعادتي أن أكتب القصائد الحسينية بعفوية وإلحاح من القصيدة ذاتها ومن رغب من الرواديد الأخذ بها فلهم الخيار.
هل تلهمك الفكرة لتكتب الشعر أم تكتبه أولا ثم توظفه حسب الأفكار الموجودة؟
كما ذكرت سابقاً لا يكون الشعر شعراً حتى تأتيك اللحظة الملهمة الملحّة فتكتب، وأثناء الكتابة تتوالد الصور الشعرية الخادمة للفكرة الملهمة الأولى.
خضت الكثير من المحافل المحلية واستطردت بشعرك فيها فهل تخص "صحيفة المنيزلة" بأبيات لم تقلها بعد في أي محفل ذهبت إليه"
من دواعي سروري أن أخص صحيفة المنيزلة وقرّائها الأعزاء بنص : (أمي والحسين ع) وهو النص الذي لم أقرأه إلا مرّة واحدة بعد وفاة والدتي رحمها الله :
مشاركاتك الكثيرة في الأوبريتات كأوبريت (المهدي في عين طفلة) وأوبريت (طفلة العراق) وكذلك (السيدة الزهراء) وغيرها هل وجدت فارق بينها كونك تكتب لأكثر من صوت وطبقة من الرواديد وبين فقط كتابة قصيدة لرادود معين ومحدد؟
فن الأوبريت فن مستقل ومختلف عن الكتابة للرواديد أو الإنشاد العادي ويعتمد بشكل كبير على السيناريو والحبكة الدرامية التي تعالچ فكرة الأوبريت الأساسية. والنصوص الشعرية التي يتضمنها السيناريو تخدم الفكرة بالدرجة الأولى ولا تلاحظ قدرة وكفاءة المنشدين الذين سيؤدون الجزء الإنشادي فيه وهي مهمة أخرى ليس على الشاعر التكفل بها إلا بصفة ثانوية.
أنت من مؤسسي ملتقى ابن المقرب الأدبي في مدينة الدمام إلى أي مدى أضاف هذا الملتقى الأدبي على الشعر والشعراء في المنطقة؟
نعم أنا صاحب فكرة تأسيس ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام ومن مؤسسيه، وهو لم يكن الأول في المنطقة كملتقى يهتم بالأدب، ولكنه اختلف عن الكثير منها بحركته الدؤوب وبرامجه المتنوعة والنوعية في آن واحد مما جعل له الأثر الكبير في الحراك الثقافي والأدبي في المنطقة وعلى المستوى الرسمي لما حققته قنوات التواصل التي أوجدها بينه وبين المؤسسات الثقافية الرسمية على مستوى الوطن وليس على مستوى المنطقة فحسب..
وقد جعل ذلك من تجربة ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام من التجارب الجديرة بالاحتذاء بشهادة الكثير من الأدباء الكبار على مستوى المملكة.
هل لك خطط شعرية مستقبلية تريد الإفصاح عنها؟
نعم هناك اشتغال على ديوان صوتي وديوان مقروء لعلهما يكونان بيد المتلقي قريبا.
أكرر شكري لكم.
ولك منا خالص الشكر.