? مقدمة:
لقد تطرقت في الجزء الأول أن شيخنا الأستاذ عبد الجليل البن سعد حفظه الله من الباحثين الذين يتناولون المواضيع التي قلّما تطرق غيره لها ويعطيها زوم فكره ستلاحظ معي في إجاباته على الأسئلة التي صغناها لمن يريد المتابعة وتعمدت أن أضع نهاية كل سؤال الوقت الذي تمت الإجابة عليه من قبل الشيخ مراعاة لمن يحب أن يسمع أكثر من أن يقرأ مع صياغة الإجابة حسب فهمي المتواضع والسؤال الكبير الذي ستجيب عليه مجموع تلك الأسئلة القادمة هو
?ماهي العلاقة الحقيقية والارتباط النوعي الذي ينبغي أن يصل إليه أتباع أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الحياة ؟
ستجد حجم وحدود وصفات تلك العلاقات منثورة في طيات الأسئلة المجابة من قبل الشيخ حفظه الله .
?س: هل ارتباطنا بأهل البيت عليهم السلام هو تكليف أو وظيفة أم أن ارتباطنا بهم طاعة أو مهمة من مهام مشروع الحياة الكبير ؟د٤
?الجواب : لمعرفة الجواب نحتاج ان نتعرف على معنى كلمة التكليف ومعنى كلمة الوظيفة
التكليف : تعليمات يخاطب فيها الفرد .
الوظيفة : يتحمل فيها الإنسان مسؤولية تجاه غيره
فإذا كان الارتباط بأهل البيت عليهم السلام طاعة وتكليف فأقامة الاحتفالات والأهازيج والمآتم ونشر فضائلهم كفيلة لتحقيق ذلك الارتباط أما إذا كان الارتباط بأهل البيت عليهم السلام وظيفة فسيكون مداه أكبر لأنه يُعبر عن مهمة على طريق تحقيق المشروع الكبير وهو حياة الإنسان فلو كان التعامل مع مشروع أهل البيت عليهم السلام بالنحو الأول وإن كان حسناً في حد ذاته إلا أنه يشكل جموداً على أسلوب واحد في الارتباط بهم عليهم السلام وقد يسبب هذا وأداً لمشاريعهم وتلف الكثير من مقاصدهم التي نادوا بها في الحياة وللحياة عليهم السلام .
?س: هل اجتزنا بمودتنا لأهل البيت عليهم السلام مراحل في الحياة وتميّزنا عن غيرنا أم لا ؟
الجواب :
الاجتياز المطلوب والمأمول في سلم الرقي وفي تطور وتطوير الحياة هي العلاقة التي هدفها الاجتياز لكن هل العلاقة بين المعصوم والمكلف ثنائية أم احادية طرفية ؟ بمعنى آخر هل ولايتنا لعلي عليه السلام من مسؤوليته عليه السلام ؟ وبمعنى آخر هل ولايتنا لعلي عليه السلام كراكب المركبة لا يكون لك أنت المكلف دور في الحركة وإنما قائد المركبة هو من له حق الحركة فيوجهك نحو المطلوب ؟
بهذا التصور ستكون العلاقة طرفية وأحادية. ولكن لو قلنا أن عملية الاجتياز والسير هي الثنائية ستكون المسؤولية المناطة بأمير المؤمنين عليه السلام غير المسؤولية التي ترتبط بك . فمسؤولية القادة والرّادة هي التشريع والتخطيط والتقعيد للحركة بمعنى أن الإمام عليه السلام يضع لهذه الحركة قواعد وثوابت. ويمثل هذا وجه من المسؤولية المناطة بهم عليهم السلام تجاه الأمة ، ثم يترك البناء على تلك القواعد معتمداً على ذكاء الفرد والمجتمع وبتعبير أدق يتركها لأمانة الفرد والمجتمع لأن هذا التشريع والتخطيط نحن مستأمنين عليه .
أما الوجه الآخر وهو مسؤولية التنفيذ والاستجابة والاستعداد هذا الوجه يتحمله الموالون والمرتبطين بالإمام علي عليه السلام بشكل خاص .
وكل ما ذكر من مقدمة للجواب على معنى كلمة الاجتياز
والإجتياز يعتبر لقاح للثمرة أما نمو هذه الثمرة ينتظر منا دور لا يمكن أن يقوم به أحد عن أحد ولذا يجب أن يكون لنا دور فاعل مع هذه الحركة .
⬅ تعليق : وكأن سماحة الشيخ يشير إلى علاقة تحمل طابع يكون طرفها مسؤول عن نشر التعاليم بأبلغ حجة والطرف الثاني عليه أن يستلم هذه التعاليم بنحو الأمانة المودعة وأن تؤدى حقها بالقول والعمل .
?س: هناك قيادتين للدين قيادة تهب للروح حريتها وهناك قيادة تشكل قيداً خانقاً لحريتها فأين نجدها في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ د ١٣
الجواب : هنا سماحة الشيخ سيتطرق لثلاثة أشكال من المقاربة كل واحد منها سيكشف جانب يوضح الذي بعده وهي ( مقارنة الديانات مع الدين الإسلامي و مقارنة المذاهب الإسلامية مع المذهب الإمامي و مقارنة المدارس الشيعية في المذهب الواحد ) الغرض من ذلك للكشف عن دور الريادة والقيادة في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته الطيبين الطاهرين من خلال الممارسات العملية والتعاطي مع مصاعب الحياة وظروفها الخاصة والعامة
?الشكل الأول من المقارنة في الأطروحة المقدمة
قد يكون الإرتباط العقدي خانقاً وقد يكون مصدراً للتنفس ، الارتباط بدين أو ريادة لا بد له من أثر من أثرين وهما إما أن يكون متنفساً منعشا بالنسبة للإنسان أو يكون خانقاً له
فالتحرر النفسي والفكري إذا حققه الدين في ذات الإنسان سيكون هو أساس الإبداع والانطلاق واستطاع أن يجتاز بك المعوقات وحل المشكلات وغيرها . لكن لو كان الفرد مخنوق فكرياً ونفسياً لا يمكن أن يُبدع .
ونستطيع أن نقول أن برمجيّة هذا الدين تستطيع التعرف على متطلبات الحياة. برمجيّته تستطيع الاندماج مع الروح والفطرة ، فتعطيك تشريعات تخدم فِطرتك كما تخدمُها فِطرتك ، وتعطيك تشريعات تنعش روحك وتستوعب متطلبات العصر الذي تعيشه هذه الأطروحة المنشودة التي نطلبها وننشدها .
وهناك خط مقابل لذلك توجد ديانة أو جهة توجب الخنق للروح فتكون من آثرها أنها ستزيد المشكلة ولا تحل المشكلة
?الخلاصة: هناك نمطين أوصورتين للقيادة.
قيادة تزيد الروح تحرراً وقيادة تزيد الروح تقيُّداً خانقاً.
?س: المقابلة المثيرة بين القيادة عند المسيحية وعند الإسلامية أيهما مشوش وماذا صنع هذا التشويش في المجتمع الأوربي ؟د ١٥
?الجواب :
حينما استلمت الكنيسة القيادة لمئات السنين بعد ما وقع عليها الانتخاب كقيادة لدين الناس استطاعت أن تجعل العقل الأوربي يعيش في سجن مظلم مع وجود الإرادة الداخلية التي ترفض هذا الظلام ، لأن البشر بطبيعته يحمل تلك الإرادة . حصلت كثيراً من المصاعب التي لم تتمكن الكنيسة التعامل معها فخرجت الأصوات التي تعارضها لماذا؟ لأن التابعين كانوا يحملون إرادة ولا يوجد عندهم قيادة تستوعب متغيرات العصر الزمانية والمكانية فماذا حصل ؟ ثار التابعين على نظام الكنيسة . مع وجود قراءة تقول أن هذه الثورة كانت هويتها مسيحية . ومن أسباب هذه الثورة كان الدين المسيحي قائم على التأليف بمعنى أنه لم يكن خالص من كل جهة .
?س: ماهي هوية الثورة على الكنيسة وما هي هوية الثورة التي خرجت منها العلمانية وماهي هوية المسيحي اليوم حسب حاجته ؟ مراجعة الكتاب سسيلوجيا المثقفين ص ٣١ و٣٢ .
? الجواب :
هوية الثورة هناك دلائل تؤكد أنها مسيحية الهوية. بل أكثر من ذلك العلمانية بذرتها مسيحية ولذا لو تسأل أي مسيحي ما هو كتابك المقدس الذي تأخذ منه معالم دينك ؟
يقول لك : كتابي مزيج بين اليهودية والمسيحية هذا المزج يمثل نواة المسيحية ، فساعده هذا المزج أن يقوم الرجل المسيحي اليوم بالتأليف والتركيب حسب حاجته . وهذا التأليف والتركيب اليوم يسمى العلمانية.
للمزيد
https://t.me/zaher000