عندما تمر علينا كلمة " غيظ " تاخذنا الروح المواليه الى ذلك الامام الصابر الذي اتصف بها منذ ان تولى امامته وهو مولانا الامام موسى بن جعفر عليه السلام بل انه لقب بالكاظم لشدة كظم غيظه وهي صفه قل ان تجدها في شخص عاصر الضغوط السياسيه وعاش في ابشع عصر مر في عصور الاسلام كان من المعهود في ذلك العصر ان الجبابره يمارسون اقسى انواع الظلم التي استقبلها مولانا الكاظم بكل الم صابر شاكر مسلم امره الى الله تعالى وقابل الاساءه بالاحسان
- جود الامام موسى بن جعفر عليه السلام
كان الإمام الكاظم من أندى الناس كَفاً ، ومن أكثرهم عطاء للبائسين والمحرومين والى يومنا هذا عطاءه ممتد حيث الناس تلقبه بباب الحوائج لانه لايرد محتاج ولا يرد من توسل اليه
ومن الجدير بالذكر ان مولانا الكاظم كان كتوم بما يقدم لايحب ان يراه احد حتى انه يخرج في ظلام الليل ليصل الى الفقراء ويعطيهم بدون ان يعلموا من الذي قدم لهم طالبا الاجر من الله تعالى
- في انه كان فصيح
لابد ان يكون الامام متصف بالبلاغه والفصاحه وهذا شي ليس بغريب عند ساداتنا الكرام ، كان الامام فصيح بليغ وكل مايصدر منه من وصايا وشعر كان في سبيل نشر الدين الصحيح
من ماكتب في مناجاته لله عز وجل
أنت ربّي إذ ظمئت إلى الماء
وقوّتي إذا أردت الطعام
- الجاريه والامام الكاظم عليه السلام
كان هارون يريد ان يعذب الامام باي طريقه كانت وبما انه عصر قد كثرت فيه الذنوب سهل الطريق للوصول الى المعصيه
امر باحضار مغنية بغداد الى الامام الكاظم في داخل السجون فلما حضرت قال لها ادخلي السجن وافعلي ماشئتي لاغراء موسى بن جعفر ، دخلت الجاريه على الامام فوجدته ساجدا يقول : (اللهم اني اسألك الراحه عند الموت والمغفره بعد الموت والعفو عند الحساب ) استمر ساعه على هذا الوضع
فقامت هذه الجاريه بفعل كل الطرق لاغواء امامنا الكريم
لكن !
بعد مرور ساعات جاء السجان يتفقد الامر ليخبر هارون بماحصل ، وجد الجاريه تبكي وهي ساجده وتردد الهي عفوك الهي عفوك
امر هارون يسجنها لكي لاتروي ماحصل فقضت ماتبقي من حياتها تناجي الله وتطلب المغفره حتى لاقت مصرعها
فكان الامام سلام الله سبب لهدايه الجاريه
لكم ان تتخيلوا اعزائي المواليين ان امامنا الذي بذل كل مابوسعه لنشر الدين الصحيح وليبين الحق كان مقيد في رجليه بثلاثين رطل من الحديد في طاموره لا يعرف فيها الليل من النهار من شدة ضيقها كان يضيق نفس مولانا عليه السلام ، كان هناك فتحه في الطاموره يخرج فيها الامام وجهه ليستنشق الهواء فاذا رآه السندي المعادي لاهل البيت عليهم السلام لطم الامام في وجهه حتى يدخل الى داخل الطاموره
فسلام الله عليك يا ابن رسول الله وعلى تلك الروح الطاهره وعلى ذلك الجسد الذي رض من القيود والضرب