بدأ عبدالله التفكير في الزواج وتكوين الأسرة، فبحث عن زوجة تكون له شريكة وعضيدة، وعندما وقع اختياره على الفتاة اصطدم بالشروط والتكاليف الباهظة،
فالمهر 60 ألف ريال، ومثلها لقاعة الاحتفال بالزفاف، وقيمة العشاء 30 ألفاً، ومستلزمات الزواج تجاوزت 20 ألفاً، وإيجار الشقة 20 ألفاً، وتأثيثها 20 ألفاً، وهكذا وجد عبدالله نفسه مطالباً بتوفير ما لا يقل عن 200 ألف ريال وراتبه لا يتجاوز سبعة آلاف ريال. «اليوم» استعرضت الآثار السلبية اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا لتكاليف الزواج، والتقت بشبان وشابات ومهتمين بشؤون الأسرة.
التزامات وديون يتحملها العريس
يقول بندر الحمدي: «للأسف أن الكثير من الشبان يتحمل ديونا بسبب مظاهر وعادات وتقاليد لا تفيده في حياته بعد الزواج خصوصا إذا كان الشاب من ذوي الدخل البسيط، فهي تؤدي لإجهاده ماديا ونفسيا، ويتضح ذلك بعد حفل الزواج ومع كل استقطاع من الراتب، وكثير ممن نعرفهم يدخل في نفق مظلم جراء هذه التكاليف التي يجبر عليها نتيجة لمطالب أهل الزوجة أو العادات والتقاليد».
» مظاهر وخسائر
وروى الحمدي قصة زميل له قضى عشرة أعوام بعد الزواج يسدد التزامات وديون الزواج، والإسلام سن الزواج لتكوين أسرة صالحة والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة».
وأضاف: «إنني أستغرب ممن يطالب بحفلات كبيرة بحجة ما يسمى ليلة العمر، أتمنى من الجميع نشر ثقافة الزواج الميسر والمختصر فالحياة لم تعد بسيطة والشاب يحتاج لمن يساعده على الزواج،
ونحن نعلم أن نسبة كبيرة من الخلافات الزوجية سببها الظروف المادية، حيث إن تكاليف الزواج الباهظة تشكل كابوسا مزعجا لذوي الدخل المحدود، ويصعب على الشاب تحملها وحده، بداية من المهر وتكاليف حفل الزفاف وصولا إلى شهر العسل، وهو ما ينعكس سلبا على الحياة الزوجية مستقبلا من حيث المشكلات المادية والاقتصادية».
وعي مجتمعي محدود
أوضحت زهراء آل قريش «أن تكاليف الزواج جدا مكلفة إلا أن بعض الفتيات أصبحت تعي جيدا لاقتصاد المجتمع وغلاء الأسعار، وأصبحت تقتصد في حفلة عائلية بسيطة لا تحتاج إلى تكاليف عالية، كما أنه مع الشروط المستجدة توجد الفتاة القنوعة التي لا يكون همها شكل حفل الزفاف بل تهمها حياتها المستقرة».
» رفع الضرائب
وأوضحت فاطمة فتحي أن الضرائب أول عامل أثر على تكاليف الزواج بارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الكهرباء، ما أثر على محلات الفساتين وقاعات الزواج والصالونات، كما أن العادات والتقاليد لا تزال حاضرة إلى الآن، فالبعض يجذبه نوع الحفلات البسيطة غير المكلفة، والبعض لا يقبل بإتمام فرحه إلا في أفخم القاعات.
» بيع الذهب
وبينت لولوة الغانم أنها عندما قامت بتزويج ابنها اضطرت أن تبيع جزءا كبيرا من ذهبها لتغطية باقي تكاليف الزواج، فأصبحت الآن تكاليف الزواج تكسر الظهر من كثرة مصاريفها. وأوضحت الغانم أنها ستحاول أن يكون زواج ابنها القادم مقتصدا جدا لما عانته في زواج ابنها الأول.
الشروط المستجدة.. هموم إضافية
ذكرت رحمة آل جعفر أن أكثر العوامل المؤثرة على تكاليف الزواج يتمثل في الأخذ برأي الناس والمحيط الاجتماعي، كما أن تطور التكاليف بين فترة وأخرى والتقليد غير الواعي زاد من أعباء الزواج بالإضافة إلى عادات وتقاليد أسهمت في ارتفاع التكاليف.
وأضافت: «وبالمقارنة مع زواجات الماضي فإن أكثرها كان يتسم بالبساطة، فالتكاليف أقل بعكس ما نحن عليه الآن من تكاليف باهظة جدا وقاعات احتفالات زادت من رفع أسعار الإيجار على ليلة واحدة فقط، كما أن الشروط المستجدة لعقود النكاح كشراء سيارة أو المطالبة بمؤخر كبير أصبحت عبئا إضافيا من أعباء الزواج».
وأردفت: «إن السن والوظيفة لهما تأثيرهما على القبول بالزوج، ونحن في هذا الزمن نجد أن الكثير من الشباب لا يتحملون مسؤولية أنفسهم فكيف لهم بحمل هذه المسؤولية، حيث إن هناك إقبالا من بعض الفتيات على تخفيض تكاليف الزواج والاستفادة من توفير هذه المبالغ للسفر، ولكن الأغلبية يفضلون إقامة حفلة زواج لما تحمله من مشاعر وذكريات جميلة، والبعض لمطالبة الأهل بذلك ورغبتهم الشديدة للفرح بأبنائهم».
عوامل مؤثرة وراء الغلاء
قالت زينب خزعل: «إن غلاء المهور في مجتمعنا الحالي هو أساس التكاليف الزوجية، فأصبح الآن الشاب لا يستطيع الزواج والسبب هو الارتفاع الهائل في أسعار المهور». وأضافت: «إن ارتفاعها ليس بالمبلغ البسيط والآن متوسط المهور 80 ألف ريال، والعامل الثاني المؤثر على تكاليف الزواج هو حفل الزفاف، وارتفاع إيجارات قاعات الزواج وما يتبعها من تفاصيل أخرى مندرجة في الزفاف».
» تباين الأسعار
ذكرت مي هادي: «أريد أن يكون زواجي بسيطا هادئا بعيدا عن ضجة التكاليف العالية، حيث إن المشكلة في التكاليف العالية هي المصروفات التي تثقل كاهلنا في الصالونات التجميلية، واختلاف الأسعار فعلى سبيل المثال: تعديل العروس يختلف سعره عن سعر المرافقة، وهذا ما يجعلنا نصرف كثيرا في الزواج».
صحيفة اليوم