الجزء الثالث والأخير
⭕ إن سيرة السائرين على تعاليم أئمة أهل البيت (ع) بعيدون كل البعد عن هذه الآفة الاجتماعية ، بحيث ينظرون للناس بصورة واحدة لاتختلف من شخص لآخر ، ولا تتغير حقيقتها في حياتهم أو بعد مماتهم ؟ .
⭕ إن حالة من الصفاء الروحي والنقاء النفسي ، والجهاد المستمر مع الذات ، والتفكر الدائم ، وحب الخير للبشر ، والسعي لمرضاة الله في الأفعال والأخلاق ، هي ماجعلت السائرين على تعاليم أهل البيت (ع) بعدين كل البعد عن هذه الآفة الاجتماعية بحيث اعطتهم توازناً عجيباً في انصافهم للآخرين ، ونظرتهم الإيجابية الواحدة لكافة البشر.
⭕ أعلم أن الدنيا فرصتك السانحة لتحمل صوراً ناصعة للناس ، لأنك إذا لم تحملها عنهم في حياتهم ، فلن يفيدك ولا ينفعهم تغييرها بعد مماتك أو مماتهم.
⭕ أعلم أن تجميل صور الناس في نفسك بعد مماتهم ، لايجدي نفعاً لهم ، لأنهم لن يروها في عينك ، أو يستشعروها في تعاملك.
⭕ أكبر خدعة أن تمني نفسك بطول الزمن في تجميل صور الناس في نفسك أثناء حياتهم ، فإن خطفك أو خطفهم الموت ، فأعلم أنك فوت الفرصة الكبرى التي لا تتكرر لك بعد ذلك .
⭕ بادر بتجميل صور البشر في نفسك قبل رحيلك أو رحيلهم ، وإلا سيحتويك الندم على التسويف والتفريط ، فبئس الموقف يوم المحشر .... إذا نظر كل منكم لصورته البشعة في قلب الآخر ، لذلك قال أمير المؤمنين (ع) : لو تكاشفتم ما تدافنتم.
⭕ بادر بشطب سواد الحسد والغل والشر من صور البشر في نفسك ، وجملها ببياض الغبطة والحب والخير ، فلا تكون مرهوناً لهوى ذاتك ، ومكائد شيطانك ، حينها ترتقي بملكة نفسك ، وتكسب مودة غيرك .
⭕ احرص على رسم صوراً جميلة عن الناس في ذاتك ، وجملها بألوان أخلاقك ، لأنك لاتعرف من سيطرق الفراق بابه قبل غيره منك .
⭕ احرص على حمل صوراً ناصعة للبشر ترافقك في كل لحظات حياتك وحياتهم ، لأنك لاتعرف من سيتقدم للموت ، ليترك كل واحد منا جميع الصور قبل غيره من دنيا فانية ويرحل إلى أخرى باقية .