من منا ينساه؟ من منا يستطيع أن ينسي وجهه المضئ وهو يطل علينا مساء كل يوم في محرابة بصوته الهادئ الخاشع ومن منا ينسى مع رؤية كل هلال أسمه المبارك .
فجأه يتوقف عن الحديث بسبب المرض ويحمر وجهه وهو يحاول ان يتماسك مكملا الحديث فتدعو له القلوب بالشفاء نعم فقدت الاحساء علما من أعلامها وهو يقول لمن عشقها وهي الاحساء انني لاابتغي ورداً بقبري اوزهور ولكن ان تلقى على قبري مأساة الحسين
عشق العلامة آية الله السيد طاهرالسلمان العلم والشعر وعرف ببلاغة كلماته مع بساطته في الأسلوب، وجماله في التعبير فكانت كلماته البسيطة كانت تخرج من القلب.. فتصل إلى قلوب الناس سريعاً لقد مضى آية الله العلامة السيد طاهر السلمان نقياً طيباً ثقيل الميزان بما أدّى من أعمالٍ صالحة نعم إن تواضع السيد وشفافيته وأريحيته هو ما أكسبه حب الجميع فلله درُّه وعلى الله أجرُه وألحقه الله تعالى بأجداده المعصومين عليهم السلام .
من العوامل المؤثرة في صياغة شخصية السيد هو عامل المجتمع الذي عاصره فالسيد ابن الاحساء الحبيبة نشأ في محيطها تربية وتعليما وفي اعرق البيئات الثقافية أنهم سادة السلمان الكرام المعروفون بقاماتهم الثقافية والعلمية لذلك كانت رافداً مهماً في حياته حيث انبثق من صميم هذه البيئة المملوءة بالعلماء حتى أصبح فقيهاً يمتاز بهذه الشخصية الثرية بالعلم والأدب والخطابة من هنا كان السيد من أشهر موضحي الاحكام الشرعية في العصر الحديث حيث كانت لديه القدرة على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر. لقد التزم البساطة وعدم التكلف الامر الذي جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات
وفي سياق متصل رأينا السيد مرحباً به بكل خلق رفيع فكان بيته المبارك مقام تقديم الضيف واحترامه ويقدم له حق الضيافة إن جاز التعبير بيده الشريفة بتواضع وخلقٍ عالٍ ويتجلى ذلك في تواضعه من خلال معاشرته للناس وتواضعه من خلال ملبسه و تواضعه من خلال مأكله و تواضعه من خلال خطواته في المسير
الجدير بالذكر تركيزه على النقاط الإيمانية في الاحكام الشرعية وكل هذا يدل على أنه كان ذا همّة عالية وشعور كبير بالمسؤولية ولم يكتف في عطائه بعمره في الدنيا الذي ناهز الثمانين، بل أضاف له عمراً ثانياً ممتداً بإذن الله تعالى حين طبّق الحديث النبوي الشريف (إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ من ثلاث) فترك لنا علماً نافعاً ومؤسسات مثمرة وأنجالاً صالحين لتكون له صدقات جارية.
تغمد الله سماحة السيد بواسع رحمته وأسكنه الفسيح من جناته وحشره مع أجداده الكرام إنه سميع الدعاء وهو على كل شيء قدير...
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله العيد
2018-12-08 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
الى روحه الطيب الفاتحه
بومحمد
2018-12-08 في 10:49 ص[3] رابط التعليق
وكان المرحوم بعد عنده بسط نبوي يحب يضحك ويبتسم شحلاته احسه متواضع جدا وبسيط على هيبته المباركه ?
بومحمد
2018-12-08 في 10:50 ص[3] رابط التعليق
احسنت جزاك الله تعالى خير بوعبدالله
رحمة ألله الواسعه عليه وعلى والدينا والديكم والمؤمنين والمؤمنات أجمعين يارب العالمين
بومحمد .
2018-12-08 في 10:51 ص[3] رابط التعليق
احسنت جزاك الله تعالى خير بوعبدالله
رحمة ألله الواسعه عليه وعلى والدينا والديكم والمؤمنين والمؤمنات أجمعين يارب العالمين
مهدي الصالح
2018-12-08 في 2:09 م[3] رابط التعليق
بفقد السيد المنيزلة فقدت شخصيه لها من التواضع مايكون قدوة للجميع
رحمة الله عليه وحشره مع الابرار
جعفر عبدالملك
2018-12-29 في 12:41 ص[3] رابط التعليق
الله يتقبل منكم والسيد رحيله عزيز علينا إلا أننا نعزي أنفسنا بما أبقاه ذخيرة لنا من مؤسسات ثقافية وأبناء تشهد الاحساء بثقافتهم ومكانتهم العملية اخيراً اقول العلامة السيد طاهر في حاضر الاحساء قبل ماضيها ألق ينير شمسها المشرقة