مجالس الأهل والأصدقاء العامرة بروادها من كبار السن تشكل
ملتقى ومدرسة اجتماعية، هذه المجالس
مورد لزيادة الثقافة الاجتماعية والأخلاقية والفضيلة والكرم والشهامة وغيرها
من شؤون الحياة. وقد أثمرت هذه المجالس المنتشرة جيلًا بعد جيل في
إنتاج رجال يحملون سمات اجتماعية وحب مبادرة وتعاون
وتكاتف دعى إليها الدين الحنيف ومعززة للعلاقات الإنسانية.
في الآونة الأخيرة أخذت مجالس الكبار تفقد قيمتها ومكانتها الاجتماعية شيئاً فشيئاً،
ما يعطل عملية نقل خبرات كبار السن إلى الصغار حتى باتتشبه معدومة، وهذا التراجع
يعود بالدرجة الأولى إلى عزوف صغار السن عن حضور مثل هذه المجالس
وهذه المدارس الاجتماعية، وإن حضروا على مضض بأجسادهم فعقولهم سلبها غرام
الواتساب وغيره من تطبيقات الهواتف المحمولة، ما يسبب استياء لدى كبار السن ومن
يطمح لحضورهذه المجالس لتبادل الأحاديث والأخبار المفيدة والنقاش الهادف ومستجدات الحياة،
مرحلة الشباب بصفة عامة بالغة الأهمية في تشكيل شخصيةالفرد، حيث يكتسب الشباب فيها
أنماطاً من السلوك والعادات والخبرات والمعارف وأساليب التفكير ومهارات بناء وصياغة شخصيته.
يمتاز صغار السن بسرعة التقبل لما يسمعون وما يرون وما يألفون حولهم، كما يمتاز الفرد في هذه المرحلة العمرية
بسرعة الاستقبال والقبول والتقليد وتعلم كل ما يدور حوله وتخزين مشاعره وأحاسيسه وكل ما يتعلمه
من عادات وتقاليد ويبني عليها منهجه ويضبط تكوينه الذاتي، وعليه يجب على الكبار
النزول قليلاً إلى رغبة الشباب ومحاولة جذبهم ومجالستهم ونقل الخبرات والعادات والتقاليد الحميدة إليهم،
فهناك من يتربص و يتحين الفرصة إلى نقل أفكاره الفاسدة وعاداته البالية إلى عقول أفلاذ أكبادنا وجرهم إلى
مستنقعات الوحل ووديان الشبهات وبراثن الجريمة والضياع.
المجتمعات بصفة عامة تعاني أزمة قيم وأخلاق وتوعية، وذلك بسبب ميول الشباب إلى الاستقلالية وعدم الخضوع إلى
القيم الاجتماعية السائدة والهروب من سلطة كبار السن، ولو بقينا سنين عديدة
نرمي بالتبعة على رؤوس صغار السن فلن يتغير حالهم قيد أنملة، لذا يجب تقبل هذا الواقع المر ومحاولة رتق هذا الصداع
الاجتماعي بالنزول إلى رغبة صغار السن ومحاولة جذبهم ومجالستهم والارتقاء
بفكرهم وتمرير خبراتنا وكل ماتعلمناه في الحياة إليهم، وبذلك نستطيع سد هذه الثغرة التي من خلالها يتسلل أصحاب
النفوس الضعيفة لجرهم إلى براثن الجريمة حتى لانصبح علىما فعلنا نادمين.
التعليقات 1
1 pings
2018-11-20 في 5:55 ص[3] رابط التعليق
أحسنت يورك قلمك بالفعل الجيل الصاعد يحتاج الى الكثير من المداراه وفق التطورات العصرية .