من ذاكـرة التـاريخ
أحداث ومواقف لا تنسى
( الحلقة السادسة )
المرحومة الحاجة / سارة علي العجيل (1323 هـ - 1388 هـ )
إنه العشق انه الولاء انه الحب الذي دأب عليه عشاق ومحبي أهل البيت عليكم السلام ، ها نحن نتواصل معكم في سرد حلقاتنا المعنونة (من ذاكرة التاريخ ) لنسرد لكم قصصاٌ واقعية من الحياة كما عودناكم كل أسبوع ، وضيفتنا لهذا الأسبوع هي المرحومة الحاجة سارة علي العجيل أم المرحوم الحاج احمد محمد بلام رحمه الله ، وهو الرجل المؤمن الموالي الذي تعود على بر والديه والتودد لخدمتهم والفوز برضاهم ورضا الله أولاٌ .
ففي تاريخ 15 / 11 / 1387 هجرية عزم الحاج احمد على السفر إلى العراق لزيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام ، وكان قد اسر بذلك إلى أمه الحنون أن تعزم على الذهاب معه إلى العراق فما هي إلا هوينه وجاء الرد بالموفقة والقبول والدعاء له أن يطول عمره ولا يراه مكروه ، مرت أيام وأسابيع قليلة وإذا بالحاجة مع ابنها البار وحرمه قد ربطوا أمتعتهم وجهزوا وثائقهم التي سيعبرون بها الحدود مع الكويت والعراق ، أعلن للملتحقين بالقافلة ( إن يا أيتها العير أجهزوا إنا منطلقون )، أخذ كل فرداٌ مكانه المخصص له في الحافلة التي سوف تنقلهم ، ودعوا الأهالي والأحبة والدموع تملئ عيونهم من ألم الفراق .
انطلقت في حفظ الله كبر الزوار وصلوا على محمد وآل محمد ، ففي أثناء الطريق والقافلة تسير وكلما اهتزت أو انحنت الحافلة يرتفع أصوات الزوار بالتكبير والتهليل والصلاة على محمد وال محمد ، اجتازوا الحدود إلى العراق حطوا رحلهم عند أبي عبدالله الحسين ، قاموا بزيارته وبقية أهل البيت مرات ومرات ، ثم توجهوا إلى زيارة الإمام علي (ع) في النجف الأشرف ، ثم الإمام الكاظم (ع)، بعدها توجهوا لزيارة الإمامين العسكريين في سامراء على ساكنيها السلام بعدها عادوا إلى كربلاء وتشرفوا بالعيد الأضحى عند الإمام الحسين عليه السلام .
وما هي إلا أيام ودخل عليهم شهر محرم وبالتحديد في يوم السابع وهو يوم العباس ساقي عطاشى كربلاء قمر بني هاشم ، تمرضت الحاجة سارة وصارت طريحة الفراش لا تقوى على الحركة بعد أن أصابتها حمى وكحة شديدة ، فلما أحست بدنو أجلها أوصت لابنها الانتباه والمحافظة على عائلتها ، وما هي إلا سويعات وفاضت روحها إلى الرفيق الأعلى رحمها الله ، فالمعزى في ذلك اليوم هو ابنها الوحيد الذي تمنى أن يعود بها إلى بناتها سالمة معافاة ، حيث كن في انتظارها على أحر من الجمر ، يتمنون أن يحضوا ولوا بالغبار العالق على ملابسها بعد زيارتها الحسين وأهل بيته (ع) ، لكنه القدر الذي أقوى من كل شيء ، هدئ القوم نشيج الابن وسكنوا روعه وصبروه على ما فيه من مصيبة ، وقالوا له عزائك إنها توفيت في أفضل بقعة على الأرض وعند مواليها الأطهار ، بعد لحظات رضا بقضاء الله وقدره واخذ القوم الاستعداد لتجهيز المرحومة وبالفعل غسلت وكفنت وصلي عليها ثم توجهوا بها إلى مشهد الإمام الحسين مكان الدفن ومن ثم أدخلت في ملحودتها واهيل عليها التراب عند سيدنا إبراهيم المجاب محشورة مع محمد وآل محمد .
عدد أبناء الفقيدة أربعة المرحوم أحمد محمد بلام وعلي توفي في حياتها وبنتين الأولى المرحومة مريم أم صالح احمد الحسن بو زكريا والثانية أم موسي كاظم الجعفر أبو جعفر حفظها الله ،
رحم الله الفقيدة يواسع رحمته .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء – المنيزلة
23 / 11 / 1435 هـ
التعليقات 1
1 pings
2014-09-25 في 6:13 ص[3] رابط التعليق
رحمها الله واسكنها فسيح جناته