الجزء الثاني
? حينما تسجد على تراب عرفة وتبل ترابها بدموعك ، فثق بأنها الأرض التي ستبتلع ذنوبك وتخفيها في أعماقها ، لتصبح التاجر التي أُسقط عنه خسارته وُمنح الربح اﻹلهي الفرصة.
?أحرص كل الحرص في يوم عرفة أن يشملك دعاء مؤمن سواء كان واقفاً على صعيد عرفة أو مجاوراً لقبر الحسين (ع) ، فتكون داعياً بلسانك وبلسان غيرك .
?علاقة الإمام الحسين(ع) بأرض عرفة وزمانها ديمومة مستمرة تحوي مضامين إيمانية وروحية ومعنوية يتوجب على الواقفين بعرفة أو الزائرين لقبره البحث عن أسرار تلك العلاقة للوصول لبعض الكمائن الخفية التي تتضمنها تلك العلاقة المتميزة .
? أرض عرفة سفينة سنوية تبحر في غمرات الدنيا تتلقف الناجين من أهوالها ، فلا تتحير في اختيار الرباني الحسيني الذي لايرد من قصد سفينه .
?حينما تبين الروايات أن الله ينظر لزوار الإمام الحسين (ع) قبل أن ينظر إلى الواقفين بأرض عرفة لهو دليل قاطع لمدى ارتباط المؤمن المعنوي بالله عن طريق الإمام الحسين (ع) .
?لكي تحظى بنظرة حانية من ربك وتنال كنف حبه وعطفه ، فقس مستوى حبك وعلاقتك بالإمام الحسين(ع) واستحضر قول النبي(ع): أحب الله من أحب حسيناً .
?هنالك توافق زمني يُقرأ من روايات أهل البيت(ع) بين الواقف في أرض عرفة والزائر لقبر الإمام الحسين (ع) ، بحيث يتوافقان بالتوقيت والتوفيق الإلهي .
? الواقف بعرفة والواقف ع قبر اﻹمام الحسين (ع) يطلبان مرضاة الله ، فاقترنت فريضة الحج بتضحية الحسين(ع) وهذا مصداق لقول الإمام أبو عبدالله ( ع ) : من عرف عند قبر الحسين ( ع ) فقد شهد عرفة.
? أي عظمة وأي ثواب سيجنيه حاج وِفق للوقوف بأرض عرفة واستحضر معها عظمة وتضحية الإمام الحسين (ع) واستذكر مضامين دعائه وختمها بزيارته على أرضها، وتذكر مقولة الإمام الصادق (ع) : من زار الحسين (ع) يوم عرفة عارفاً بحقه ، كتب الله له ألف حجة مقبولة ، وألف عمرة مبرورة.
?عطاء الله في يوم عرفة بتمثل في وقوف كل الخلائق بكل مكوناتها صاغرة ومتضرعة بين يديه بحيث لا يطلب المؤمن في ذلك اليوم إلا خالقه ، وهذا ما أشار إليه الإمام زين العابدين (ع) حينما نظر يوم عرفة إلى قومٍ يسألون الناس ، فقال : ويحكم !.. أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم ، إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً .
? يحتاج المؤمن في يوم عرفة في المقام الأول استذكار الكتب الناطقة والأنفس الطاهرة التي جاءت بالشعائر وأبانتها وقدستها وكانت أفضل منها وهم محمد وآل محمد.
?قد لاتحتاج في يوم عرفة أن تكون في مستوى العالم والفقيه لكي تلامس مرضاة الله وتستشعر رحمته ورأفته، بقدر حاجتك تقبل لقلب وصفه الله بقوله : إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
?حينما ترفع يداك وينطلق صوتك في سماء عرفة أو كربلاء أو أي بقعة في اﻷرض تذكر: ألا تغفل شفتاك في كل لحظة ذلك اليوم عن ذكر الصلاة على محمد وآله.
? يتوجب على كل مؤمن في يوم عرفة لاسيما على الواقفين في أرضها أو المجاورين لقبر الإمام الحسين (ع) استشعار الصلة والحجة التي تربطه بالسماء كي يكون أمام زمانهم محمد بن الحسن (عج ) راضياً عنه ، وسبباً في استجابة دعائه.
?يوم عرفة أفضل توقيت لمعرفة مستوى الرقي والهبوط في نمط الشخصية باستخدام معيار التقوى ومدى تأثيره في سلوكياته وأخلاقياته .
?يوم عرفة حصيلة عمر إنساني وفرصة من فرص التغيير التي من الأجدر على كل مؤمن استغلاله بتوسيع دائرة وأفق التغيير والانطلاق في حياته الدنيوية .
?يوم عرفة هو اليوم الاستثنائي الذي سمح الله للمؤمنين أن يدعوه ويناجوه بشكل مباشر بشرط الاعتراف والإنابة وصفاء القلب ونقاء السريرة .
?يعتبر يوم عرفة يوم ولادة للحاج والمؤمن فإما أن يولد كاملاً مكملاً ، وإما أن يولد محملاً بذل الخذلان وعاهة النقصان.
?القراءة الواعية والمتأملة لأدعية يوم عرفة تضع قارئها على مضامين ومفاهيم تربوية وإيمانية وعقائدية ترتقي لطموح وهدفية خلق البشر ، وتمكنه من تلمس حقيقتها ومضامينها الجوهرية .
⬅ انتظرونا في الجزء الثالث والاخير