.
تهافتت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الخليجية والعرببة على توثيق لحظة انطلاق المرأة السعودية بسيارتها تطبيقآ للقرار الصادر في 26 سبتمبر 2017 بأمر من الملك سلمان عبد العزيز آل سعود والذي تضمن تمكين المرأة من القيادة بتاريخ 24يونيو 2018 والمصادف للعاشر من شهر شوال ١٤٣٩ هجريآ
وفي تمام الساعة الحادية عشر وتسع وخمسون دقيقة كانت عدسات الكاميرات ترصد عقرب الثواني حتى اكتمال ساعة منصف الليل وبداية تطبيق السماح بالقيادة من أول دقيقة في التاريخ المعلن لحظات كانت منتظرة لطالما ترقبها الجميع
ومن ثم أتت المقاطع تتوالى الواحدة تلو الأخرى توثق قيادة فتاة أو سيدة وتصفها بأنها أول من قاد في أول دقيقة من تاريخ السماح بالقيادة في الشارع الفلاني أو أول من قاد في الحي الفلاني أو المنطقة الفلانية من المملكة والكل اعتبر نفسه أول من قاد.
الجدير بالذكر أن التوثيق طال حتى قيادة النساء الخليجيات وهن في وسط مركباتهن يعبرن جسر الملك فهد من دولة البحرين الى المملكة العربية السعودية أو كالفنانة نوال الكويتية التي اعتبرت نفسها أول امرأة كويتيه تسوق في شوارع الرياض بعد أن أنهت حفلتها هناك.
كل هذه الأحداث وأكثر سجلت ورصدت من بعد الساعة الثانية عشر وفي أولى ساعات تاريخ ١٠/١٠
التاريخ الذي لطالما انتظره الكثيرون بشغف كشف عن سعادة وفرحة عمت البيوت السعودية كأفراد وأسر ومجتمعات عبرت عنها بطرق عديدة كإقامة الحفلات أو توزيع الحلويات وغيرها.
وقد خالط القرار توصيات قدمت قبل وبعد القرار من اخصائيين نفسيين واجتماعيين بل ورجال دين وعلم، حافظت المرأة السعودية على تطبيق تلك النصائح بحذر شديد وبإتقان كبير زاد من ثقة المجتمع الذكوري بقدرة المرأة السعودية على القيادة الآمنة وفق كل معطيات الظروف الزمانية والمكانية.
هرمونات السعادة التي انطلقت من مكامنها ليلة بدء تنفيذ القرار مازالت تتدفق وسط كل بيت فيه أنثى بحاجة ماسة الى القيادة ويقول الشاعر الانحليزي "جون ماسيفيلد" (الأيام التي تجعلنا سعداء تجعلنا حكماء).
وبالرغم من صرخات المحبطين بأن الأمر مبالغ فيه وقد تحدث فيه تجاوزات أخلاقية ودينية وغيرها، وبالرغم من ضحكات بقية الشعوب على تأخرنا في القيادة التي تعتبر لديهم من الأمور الإعتيادية، وبالرغم من كل ذلك رصدت الكاميرات فرحة الشعب التي عمت الأسر السعودية.
فدعوا الفرحة تنتشي بشئ من الأمل ودعوا المجتمع تنبض أوداجه فرحآ.