? حمامة الحي لاتطرب مثل شعبي قديم ينطبق على كثير من الحالات السلبية للإجحاف والاقصاء والتهميش التي تتعرض إليها الكثير من الكفاءات بشتى أنواعها في أروقة احيائهم .
? انطباق مثل حمامة الحي لاتطرب يظهر كظاهرة جمعية في بعض المجتمعات ، فيقصي ويهمش أهلها حمائم منتسبة إليه ، وتمجد وتنصف حمائم قادمة من خارجها !!.
? بالرغم من تساوي الحمائم المنتسبة للحي والحمائم القادمة من خارجه بالكفاءة والمكانة والإنجاز ، لكن آذان أهل الحي لا تطرب على إنجازات حمائم حيها ، وتطرب على إنجازات حمائم قادمة من خارجه ، مع أن إنجازات حمائم الحي قد تضاهي إنجازات حمائم قادمة من خارجه !!.
? العيب الحقيقي ليس في إنجازات حمائم الحي ، بل في آذان أهل الحي أنفسهم التي تستطيع أن تقيم أصوات حمائم قادمة من خارج حيهم ، ولا تستطيع أن تنصف أصوات حمائم تغرد داخله!!.
? من أهم الأسباب التي تجعل حمائم الحي لاتطرب ساكنيه : انحدار الوعي الثقافي الاجتماعي ، والتفكير الضيق والمحدود ، وتفشي ثقافة الاقصاء ، والتقليل من الإنجاز ، والتنافس المذموم ، ومرض الحسد والغيرة ، وسوء الظن بأن علوها سيقصي بعض أهالي الحي ، ويسلب بعضهم بعض الامتيازات .
? من أخطر الأمراض التي أدت إلى إقصاء حمائم الحي في كثير من المجتمعات هو الترسبات الفكرية خصوصاً في المجتمعات المنغلقة على نفسها التي لا تولي لحمائمها أي اهتمام بحيث لا يطربون على أصواتها مهما كان لأصواتها من تميز ، وما تحتويه إنجازاتها من كفاءة .
? انطباق مثل حمامة الحي لا تطرب كظاهرة جمعية يظهر في تهميش دور حمائم الحي في كل مناسباته ، لذلك يسعى أهالي الحي إلى التنكر لها ، وإظهار عيوبها ، والتنقيص من قدرها متى حانت لهم الفرصة لذلك .
? انطباق مثل حمامة الحي لاتطرب كظاهرة جمعية يظهر أيضاً في تعمد طمس حمائم الحي ، واستقطاب حمائم من خارجه لعقد جلسة أو نشاط بحيث لا يمنحون حمائم حيهم أي فرصة لذلك ، حتى مع وجود قناعة اجتماعية أنهم الأقدر والأجدر من حمائم يُؤتى بها من خارجه .
? بالرغم من إيمان بعض أهالي الحي أن حمائمهم هي الأكفأ والأجدر من غيرها لكنهم يتبنون فكرة (علي وعلى أعدائي ) ، فيقبلون بالخسارة في مقابل عدم ذكر تلك الحمائم وإقصائها.
? انطباق مثل حمامة الحي لاتطرب يظهر كظاهرة فردية في بعض الأحياء في إقصاء بعض حمائمها بناء على أمراض اجتماعية سلبية وغايات شخصية دنيئة تجعلهم يتعمدون إقصاء حمامة بذاتها دون غيرها .
? من دلائل انطباق مثل حمامة الحي لاتطرب كظاهرة فردية في بعض الأحياء تعمد أهل الحي إقصاء حمامة بذاتها بحيث لايطرب صوتها آذانهم ، بينما صوت حمامة أخرى منتسبة لنفس الحي تطرب آذانهم ، وهو يعرفون أن الحمامة المحتفى بها أقل كفاءة وتميزاً ممن همشوها!! .
? من دلائل انطباق مثل حمامة الحي لا تطرب كظاهرة فردية ما نلحظه في زوايا ونشاطات اجتماعية ودينية وثقافية عملت على إقصاء الكفاءات المتميزة في نفس المجال من أجل مصالح آنية وشخصية محدودة.
? انطباق مثل حمامة الحي لا تطرب كظاهرة جمعية يظهر عادة في كل أفراد الحي بغض النظر عن مستوى الفكر والثقافة والتدين ، بينما انطباقه كظاهرة فردية يظهر في أغلب الأحيان من صنف الحمائم المهمشة أو من الحمائم المعروفة اجتماعياً في ذلك الحي !! .
? ينكسر انطباق مثل حمامة الحي لاتطرب على بعض الحمائم المقصاة من أحيائها بتحول البوصلة تجاهها على خلاف ما كانوا يعتقد أهل أحيائهم ، فتلتفت الأحياء المجاورة إلى كفاءة تلك الحمائم وتميزها فتسعى إلى تلقفها واحتوائها .
? ينطبق مثل حمامة الحي لاتطرب على بعض الحمائم المقصاة في بعض الكفاءات العلمية التي تهاجر من أحياء العرب وتحط في أحياء الغرب التي تعرف قيمة إنجازاتها ومميزاتها.
? إن قدرات وميزات الحمائم المقصاة هي ما جذبت انتباه الأحياء الأخرى إليها ، بحيث تتولد لديهم أسئلة حول سمات هذه الحمائم ومدى كفاءتها ، وأكثر سؤال يتوقفون عنده : لماذا لا تطرب أصواتها أحياء كانوا بين ظهرانيها ؟ .
? قد لا يعي أهل الحي أن حيهم هو الخاسر الاكبر من نكران وتهميش كفاءات حمائمه ، وهذا لا يُعرف إلا بعد فوات الأوان ، خاصة بعد أن هجرت تلك الحمائم حيهم واستقرت بحي آخر ، أو عندما يسمعون بموتها حينها ستجد أهل حيها أول المتباكين عليها !! .
? إن كسر مثل حمامة الحي لا تطرب بشطب حرف لا من ألسنتنا ، وهذا لايتم إلا من خلال كسر جماح الأنا ، وبث روح التنافس المحمود ، والنظرة الاجتماعية الواعية بمصالح المجتمع التي تسعى إلى إبراز الكفاءات والمنجزات بعيداً عن أي توجه أو ميول أو اختلاف ، حينها نسعد أن يكون المثل الإيجابي الذي نردده : حمامة الحي تطرب ساكنيه .
التعليقات 1
1 pings
2018-04-10 في 5:28 ص[3] رابط التعليق
أحسنت شيخنا الفاضل كلام في الصميم يلامس الكثير من مجتمعاتنا الواقعية