من ذاكـرة التـاريخ
أحداث ومواقف لا تنسى
( الحلقة الثالثة )
[caption id="" align="alignleft" width="140"] المرحوم الحاج شريده عيسى الجابر رحمه الله[/caption]
المرحوم الحاج / شريدة عيسى الجابر ( 1348 هـ - 1400 هـ )
منذ الزمن القديم وإلى الآن وبلدتنا المنيزلة من ضمن البلدات التي يغادر منها كل عام عـدد ليس بقليل لزيارة الأئمة المعصومين الأطهار وأبنائهم من أهل البيت عليهم السلام وعباده الصالحين ، وليس هذا فخراٌ بل إن هذا حال أكثر المناطق الشيعية التي يسكنها محبي أهل البيت عليهم السلام .
فمن هنا أصبح لدينا عدداٌ من الأشخاص رجالاٌ و نساء توفوا خارج البلدة أثناء سفرهم و دفنوا في المكان الذي توفوا فيه سواء في العراق أو إيران أو سوريا أو المدينة فرحمهم الله جميعا رحمته واسعة .
ونحن الآن في صدد ذكر أحد هذه المجموعة والكوكبة الطيبة التي كتب لها أن تدفن بعيداٌ عن الأهل والخلان إلا أن عزانا في ذلك إنهم دفنوا في أفضل البقع التي على وجه الأرض وعند مواليهم أئمة أهل البيت عليهم السلام .
وضيفنا اليوم هو الحاج المرحوم شريدة عيسى أحمد الجابر أبو يوسف الجابر بوعيسى والابن الثاني شريدة الجابر بو محمد كما إن للمرحوم خمس من البنات ليكون عـدد من أنجبهم سبعة حفظهم الله جميعا .
ففي شهر رجب من سنة 1400 هجرية ، سارت القافلة المحروسة بعين الله تشق الهواء شقاٌ إلى الأراضي العراقية حاملة جماعة من خيرة أهالي البلدة رجالاٌ ونساء قاصدين زيارة الأنوار المضيئة موالينا أهل البيت عليهم السلام ، مع الحملداري المعروف أحمد خير الله من أهالي الهفوف فريق الشمالي وكان المسؤول عن أهالي البلدة الحاج سلمان حسين بن عيد بوجاسم ، كما كان معهم عـدد من الأهالي وهم :
الحاج أحمد محمد العلي بوعلي . الحاج إبراهيم سعد الصالح . الحاج المرحوم علي شهاب البراهيم بوحسين . الحاج حسين عبدالله البراهيم بوعيسى . الحاج إبراهيم عبدالله الموسى بوعلي . الحاج علي مسلم الموسى بوحسين .
وبعد سويعات حطة القافلة رحالها عند أبي عبدالله الحسين عليه السلام في كربلاء وبعد أن استقر الزوار فترة من جراء التعب الذي أصابهم في الطريق اغتسلوا متوجهين وملهوفين للسلام على ابي عبدالله الحسين ( ع) واستمر ذلك عدة أيام
ثم حمل القوم أمتعتهم إلى النجف الأشرف لزيارة أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبعد زيارتهم الإمام عادوا إلى مكان إقامتهم في المنزل الذي يسكنونه عند أميرالمؤمنين في النجف الأشرف .
وما هي إلا لحظات وإذا بالقوم يفتقدون زميلهم الحاج شريدة الجابر وبعد إن عثروا عليه بإحدى الغرف مسجى وممدد وقد فاضت روحه إلى باريها قد سلم الأمانة إلى خالقها ، فارتفعت الأصوات والصراخ من قبل ذويه وأهل بيته ورفقاء دربه ،
وأثناء ذلك وفي هذه الفترة العصيبة التي مرت على زوار أهل البيت انتدب جماعة من العراقيين ومن أهالي البلدة بتقدمهم الحاج عبد الزهرة العراقي يقال إنه من أصول أحسائية مقيم في العراق منذ فترة ونقلوه إلى المستشفى لاتخاذ الأجراء اللازم وتمهيد لنقله إلى مقبرة وادي السلام لتجهيزه ومن ثم مواراته ودفنه هناك , وبالفعل تم ذلك وجهز وكفن وصلي عليه و انزل إلى ملحودته واهيل عليه التراب ثم قرأ عليه الحضور الفاتحة و احتسبوه مغفورا له بإذن الله وكان ذلك في شعبان ( سنة 1400هـ ) رحمه الله واسكنه الفسيح من جناته عن عمر ناهز الثانية والخمسين عاما ٌ.
وعندما رجع القوم إلى مكان سكناهم في النجف قرر أهل المتوفي ( زوجته وابنتيها ) العودة إلى البلدة لعظم مصابهم وعمل فاتحة لروحه وعدم استطاعتهم إكمال الزيارة بفقدهم عميدهم وعائلهم ،
وبالفعل عادوا إلى أرض البلدة مع صهرهم الحاج علي مسلم الموسى أبو حسين وصهرهم الآخر الحاج إبراهيم عبدالله الموسى أبو علي في سيارته الخاصة وهي كرسيدا بيضاء ( مديل 1977 م ) والتي قد سافر بها إلى العراق ومعه والده الحاج مسلم الموسى بو أحمد ووالدته أم احمد رحمهما الله .
وبعد وصولهم البلدة بدأ الأهل والأقرباء بعمل فاتحة عزاء على روحه لمدة ثلاثة أيام في الحسينية الهاشمية حضرها أهالي البلدة ولفيف من خارج البلدة معزين ذويه في الفقيد المرحوم ،
وليس قريبا أن يحضر الفاتحة جمعاٌ غفيراٌ من الناس لأن الفقيد كان كريماٌ ومضيافاٌ لأهالي البلدة وخارجها وقد ضرب به المثل في الشهامة والجود ،
فكان يقدم ما يملك للضيف حتى إذا كان في حالة عسر ليس داخل البلدة بل كان هو المضياف لهم في دولة البحرين عندما كان عدد من الأهالي يعملون هناك طلباٌ الرزق ،
فكان المرحوم هو السند لهم بعد الله ومساعدتهم والاهتمام بأمورهم وقضاء حوائجهم حتى أن أماناتهم كان هو من يحفظها لهم كالجوازات والمبالغ المالية ،
ومع انه من ذوي الدخل المحدود إلا أنه يبذل ما عنده لوجه الله فهذه عادة تعود عليها ، فكان الفقيد يعمل في مزرعة الشيخ عبدالله آل خليفة عند زوجته الشيخة سهيلة النعيم من أهالي الأحساء وقد عرف عنه أمانته وتفانيه وإخلاصه في العمل ومحبة كل من يراه ،
كما أشتهر المرحوم بمهنة الفلاحة منذ كان صغيراٌ يعمل في مزرعته وبرع في حرث الأرض ( الندار ) وعرف عنه تحمل مشاق العمل وعدم تضجره منه وحبه لمصدر رزقه مهنة الفلاحة العاشق لها ، تقبله الله وغفر له وحشره مع محمد وآله الطاهرين .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء – المنيزلة 2 / 11 / 1435هـ
الأحساء ــ المنيزلة
التعليقات 3
3 pings
ناجي 09
2014-08-28 في 1:34 م[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويغفر له ويحشره مع محمد وآله محمد الطيبين الطاهرين
2014-08-28 في 1:58 م[3] رابط التعليق
رحمه الله وتقبله بقبول حسن مع محمد وال محمد
وهنيىئا له في وادي السلام
حسن
2014-08-30 في 6:28 ص[3] رابط التعليق
رحمت الله عليك ياجدي