تسبب المكيف، الأسبوع الماضي، في مصرع طالبة سعودية
(تسبب وضع التكيف على "الحار" في وفاة فتاة كانت تدرس في غرفتها في مدينة حائل، مما أدى الى اختناقها بعد أن أغلقت الباب وجميع نوافذ الغرفة، ما أسفر عن نقص الأكسيجين فيها.
وأفاد شقيق المتوفية، بأن شقيقته دخلت إلى غرفتها بعد إنهاء واجباتها المنزلية وكانت بصحة جيدة، إلا أنها تأخرت عن موعد استيقاظها، وفوجئوا عن فتح الباب بارتفاع حرارة هواء الغرفة بشكل غير عادي، وعند محاولة إيقاظ الفتاة لم تستجب، وتبين لهم تعرضها لحالة إغماء وتشنج وتغير لون جسدها، فتم نقلها على الفور إلى مستشفى حائل العام، وحجزها بالعناية المركزة ١٢ ساعة حتى أعلن الطبيب وفاتها.
وأوضح أن الطبيب المعالج أن الفتاة تعرضت لنقص حاد بالأكسيجين، ما أثر على خلايا الدماغ وأدى لوفاتها دماغيًا قبل وصولها للمستشفى، فيما نعت زميلات الطالبة بالمدرسة زميلتهن التي عرفت بحسن خلقها.)
هذا الخبر الذي نشر قبل أيام في بعض الصحف والوسائل الألكترونية المتعددة مما دفع بي الى القراءة أكثر عن مدى خطورة وضع التكيف على الحار حيث وجدت هذا المقال لأحد الكتاب ووجدت فيه تفاصيل جديرة بالقراءة.....
مع بداية كل شتاء، وعند انخفاض درجات الحرارة، نلجأ لوسائل مختلفة لتدفئة منازلنا، وأبرزها هي: المكيِّفات، التي تعوَّدنا على استخدامها للتبريد وتلطيف الجو الحار في فصل الصيف.
الأسباب التي تجعل من المكيِّف وسيلة شائعة للتدفئة: توفُّرُه في معظم البيوت، وسهولة استخدامه، إضافة لكونه وسيلة آمنة؛ لعدم حرقه أي نوع من الوقود.
يَنفث المكيف في الصيف الهواء البارد عبر الملف الداخلي (المبخِّر) إلى الغرفة، ويطرح الهواء الساخن عبر الملف الخارجي (المكثِّف) للمحيط الخارجي، وهذا يعني أن المكيِّف يتحول جهازًا للتدفئة لو نُزع مِن مكانه وركِّب بعد إدارته بمائة وثمانين درجة، وبما أن ذلك غير عمليٍّ لعدة أسباب فقد تمَّ تصميمه ليُصبح مضخة حرارية بمجرَّد إدارة مفتاح التحكُّم لوضع التدفئة، لينعكس اتجاه جريان الغاز العامل بداخله، ويأخذ المبخِّر دَور المكثِّف وبالعكس.
لا يتسبَّب عمل المكيف كمضخَّة حرارية في أيِّ نقص للأكسجين كما يشاع؛ لانتفاء حدوث أي شكل من أشكال الاحتراق التي تستهلك الأكسجين من داخل المنزل، ومع ذلك مِن أجل الأمان يُنصح عند التشغيل الحار للمكيِّف إبقاء نوع مِن التهوية للغرفة؛ كترك بابها أو نافذتها مفتوحة جزئيًّا لإتاحة تجديد الهواء؛ لأنه قد يَحصل أحيانًا انبِعاث للروائح الكريهة من المكيِّف خصوصًا مع بدايات التشغيل الحار بعد فترة همود سبقتها مدة طويلة من التشغيل البارد، وهذه نتيجة طبيعية لتراكُم الأوساخ على الملف الداخلي لتعرُّضه طوال فترة التشغيل الصيفي لدرجات حرارة منخفضة، مما يتيح للرطوبة الناتجة عن تكاثف بخار الماء مع الغبار وغير ذلك من العوالق أن تشكل طبقة من الأوساخ التي تلتصِقُ على السطوح الخارجية للملف، وتسد جزئيًّا المجاري الضيقة المحيطة به، مما يجعل منها مصدرًا للروائح مع الوضع الجديد للتشغيل الذي يرفع درجة حرارة الملف بدلًا من تخفيضها.
والحدُّ من هذه المشكلة يكون من خلال التنظيف الشامل للمكيِّف مع بداية فصل الشتاء، أو كإجراء احترازيٍّ بديل على الأقل، فالواجب تشغيله لفترة طويلة والنوافذ والأبواب مفتوحة بالكامل؛ حتى تتلاشى الرائحة، فإن لم يحدث فيجب أخذه لورشة الصيانة، أما أن نُحكم إغلاق النوافذ والأبواب قبل النوم والمكيِّفُ يعمل بوضع التشغيل الحار طوال الليل، فهذه ممارسة خاطئة لا تُحمد عواقبها؛ لأنها قد تؤدي فعلًا إلى خفض نسبة الأكسجين مع نقصان كثافة الهواء بارتفاع درجة الحرارة واستنزافه في عمليات التنفس، خصوصًا في وجود عدد من الأشخاص في حيِّز ضيق، إضافة لاحتمال أي عطل طارئ في الجهاز؛ كحدوث تسريب لغاز الفريون داخل الغرفة، مع تعرُّض الملف الداخلي لدرجات حرارة عالية وضغط مرتفع بسبب انعكاس دورة التشغيل.
بعض أنواع المكيِّفات تُوفِّر التدفئة من خلال سلك مقاوَمة يُستخدم كملفِّ تسخين كهربائي يدفع النفاخ (المروحة الداخلية) عبره الهواء للغرفة، وأنواع أخرى تَجمع تقنية التسخين الكهربائي والدورة المعكوسة لتعزيز قدرة الجهاز على العمل في الأجواء شديدة البرودة، وفي هذه التقنية أيضًا فإنه من المفترض ألا يحصل أي نوع من الاحتراق إن كان سلك التسخين مصنوعًا من سبيكة جيِّدة، وحالته سليمة، وعَزله كذلك، ولكن قد تَحصُل أحيانًا انبعاثات قوية ومؤذية للروائح عند اتساخ ملف التسخين أو اهتراء وتآكل أسلاكه أو عوازله، أو لتأكسُد سطحِه الناتج عن ارتفاع حرارته عن الحد التصميمي المسموح به بسبب ضعف دفع الهواء الناقل للحرارة، فالإجراء الصحيح عند رصد أي رائحة احتراق: أيقافُ المكيِّف فورًا، واستدعاء الصيانة.
مما يَجدر ذكره: أن التدفئة بالدَّورة المعكوسة تصبح غير فعالة في درجات حرارة خارجية دون الصفر المئوي؛ لأن ذلك يؤدي إلى تكوُّن الجليد على الملف الخارجي (المبخر)؛ مما يَحولُ دون مرور الهواء عبره لتَزويده بالحرارة (نزع برودته)، ويُمكن فكُّ التجلُّد بإعادة تشغيل المكيِّف لبعض الوقت على وضع التبريد المعتاد لإذابة الجليد عن الملف الخارجي؛ أي عكس ما نفعله في الصيف عند تجلُّد الملف الداخلي بتشغيله لفترة كافية على الوضع الحار أو وضع المروحة.
وأخيرًا: الواجب التنبُّه إلى أن الخطر الأكثر احتمالًا على الصحة والحياة هو مكيِّف السيارة عند تشغيله للتبريد أو التدفئة على حدٍّ سواء لفترة طويلة أثناء النوم مع إحكام إغلاق النوافذ والسيارة متوقِّفة عن الحرَكة؛ فقد يتسبَّب ذلك أحيانًا في سحبه لغازات خطرة من عادم السيارة إلى الداخل، خصوصًا عند وجود تسرُّب في الشكمان واحتوائه على غاز أول أكسيد الكربون كأحد نواتج الاحتراق غير المكتمل للوقود، الذي يُعرف بالقاتل الصامت عديم اللون والرائحة والطعم، فالأحوط عند الوقوف لفترةٍ: إبقاء وسيلة ولو محدودة للتهوية؛ كترك نافذة مفتوحة جزئيًّا، أمَّا في حالة الحركة السريعة للسيارة فإنه يتم تجديد الهواء داخل السيارة عبر التسرُّب في الاتجاهين؛ نتيجة لحركة الهواء المعاكسة لاتجاه السيارة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/96970/#ixzz51JEJQTKj