? حالة التبرير والتقاعس التي يعشيها بعض المؤمنين في عدم وجود الوقت الكافي لخلق العادات اليومية الحسنة هي حجة واهية لا حقيقة لها على الواقع .
?خلق العادات الحسنة في حياة المؤمن تحتاج إلى إرادة وعزيمة، ونية صادقة ، وطلب توفيق من الله في استغلال وقته في أي عمل حسن صغيراً كان أو كبيراً ، لأن نية المؤمن خير من عمله .
?أول مرحلة لخلق العادات الحسنة الاختيار الدقيق لنوعية تلك العادات التي تتفاوت نوعيتها وجدواها حسب مستوى تفكير المؤمن وطموحه ، ومن أهمها عِظم ثوابها وأثرها الكبير على تهذيب النفس ، والعلاقة مع الله و الناس ، حتى وإن أخذت طابعاً بسيطاً أو قليلاً من الوقت والجهد .
?ثاني مرحلة لخلق العادات الحسنة إحاطتها بالكتمان في أغلب الأوقات ، والنظر إلى الاحتياج النفسي والأسري والاجتماعي لها بحيث يكون الاختيار دقيقاً يحتاجه المؤمن في حياته وحياة غيره كصدقة ، أو دعاء لغيره ، أو ذكر معين ، أو رسالة لعزيز ، أو صلاة معينة ، أو زيارة للإمام الحسين(ع) ، أو كتابة نافعة ، أو قراءة في كتاب نافع ، أو صلة رحم ، أو زيارة مقبرة ، أو عمل للأموات وغيرها .
?ثالث مرحلة لخلق العادات الحسنة وجود الإرادة والعزم في صنع العادات الحسنة ، التي تحتاج إلى ثبات على العهد والميثاق في الإتيان بها حتى مع أحنك الظروف والصعاب .
?رابع مرحلة لخلق العادات الحسنة مناطة بالالتزام بالعادات الحسنة بشكل مستمر سواء كل ( سنة أو شهر أو يوم أو ساعة أو دقيقة ).
?خامس مرحلة لخلق العادات الحسنة تعهد المؤمن بالإتيان بتلك العادات في حالة النقص أو النسيان ، وهي ماتسمى بالمرحلة التعويضية .
?سادس مرحلة لخلق العادات الحسنة الالتزام الكامل بها في مواعيدها المحددة ، وهذا لايتم إلا بعد مدة طويلة من الجهد والعمل والإصرار والعزيمة .
? سابع مرحلة لخلق العادات الحسنة رغبة المؤمن في الازدياد بها ، وهذا مرتبط بشكل مباشر بإرادته وإصراره وانضباطه بها ، بحيث يطمح في زيادتها من أجل نيل أكبر قدر من الثواب والآثار والتوفيقات .
?من أفضل الأمثلة في خلق العادات الحسنة أن مؤمناً فكر في عادة يومية تتمثل في الصلاة على محمد وآل محمد ، فبالرغم من قِصرها لكنها كبيرة في المضمون والأثر ، بحيث عزم أن يهديها لروح والديه مثلاً .
?ربما أن المؤمن الذي تعاهد بالصلاة على محمد وآل محمد في كل يوم عشر مرات قد يلتزم بها يوماً وينساها يوماً آخر ، لكن مع وجود العزيمة والإصرار سيتعهد بتعويض مافاته أو نقص من تلك الصلوات في يوم آخر يليه ، وهذا ما سيدفعه في مراحل تقدمية للانضباط بها بشكل يومي .
?مع مرور الزمن سيرى ذلك المؤمن نفسه ملتزماً بعدد الصلاة على محمد وآل محمد بشكل يومي وتلقائي عفوي ، ومع علو الهمة عند البعض تجعله يطمح لزيادتها في سائر الأيام المستقبلية ، فبدل أن يأتي بعدد عشر صلوات في اليوم سيطمح أن يأتي بعشرين مثلاً ، وسيفكر في أن يشرك في ثوابها كل أموات المؤمنين والمؤمنات ومن ضمنهم والديه.
?بعد التزام المؤمن بزيادة عدد الصلاة على محمد وآل محمد بشكل يومي ، سيتدرج هذا العدد بشكل تصاعدي في حياته اليومية حسب الهمة والإصرار والاستمرار الذي يتمتع به كل شخص.
? إن علو الهمة ومستوى الإدراك عند بعض المؤمنين تعطيه إصراراً بإعطاء يوم الجمعة حالة استثنائية بعدد الصلاة على محمد وآل محمد ، بحيث يلزم نفسه بعدد مائة من الصلوات مثلاً لأنه يدرك عِظم أثرها وثوابها الاستثنائي في هذا اليوم .
?ستتصاعد عدد الصلوات على محمد وآل محمد عند ذلك المؤمن ، وتوزيع ثوابها شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى أعداد وتوزيعات كبيرة جداً لا حصر لها ، فتصبح هذه العادات الحسنة صنيعاً متكرراً في حياته اليومية توصله لحالة من التوفيق والسداد الإلهي المنقطع النظير .
? إن طلب الزيادة في الخيرات والبركات ، والطمع بنيل عظيم الثواب والجزاء ، وتلقف الآثار العظيمة تتمثل في كثير من الأوقات في الإصرار على خلق العادات الحسنة ، وهي بمثابة مضمار سباق لعمل الخيرات في هذه الدنيا التي عبر الله عنها : {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} .