? تتأطر طبيعة الديوانيات تبعاً لعادات وتقاليد كل مجتمع ، وتتنوع اهتماماتها باختلاف الغايات التي أُنشأت من أجلها ، وتختلف كثافتها حسب طبيعة القواسم المشتركة التي تجمع مرتاديها.
? يضم كل مجتمع صنف من الديوانيات الصحية التي نشجع الشرائح الاجتماعية على ارتيادها ، وصنف من الديوانيات الموبوءة التي نحذرهم من الاقتراب منها فضلاً عن مراودتها .
? النظرة الاجتماعية الإيجابية أو السلبية للديوانيات ليست مناطة بنشأتها والتردد عليها ؛ بقدر ارتباطها بصيت أصحابها وسمعة مرتاديها ، ومدى القبول أو التحفظ على طبيعة النشاط والاهتمام السائد في أروقتها.
? النظرة السلبية السائدة عن الديوانيات عملت على إغفال دورها الاجتماعي الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه تلك الديوانيات في مجتمعاتها لو وظفت في مسارها الصحيح .
? وجود الديوانيات في حياة الناس حالة صحية في مجملها ، تعكس حالة من حالات التواصل الاجتماعي المثمر ، وتمثل طريق عودة إلى الطبيعة البشرية التي تعشق الألفة والانخراط مع الناس.
? أغلب الديوانيات تهدف إلى إشباع الجانب الترفيهي وقضاء أوقات الفراغ ، والقلة منها هدفها التركيز على البعد الثقافي ، والاهتمام بالشأن الاجتماعي ، وندرة من الديوانيات هدفها الجمع بين البعد الثقافي والاجتماعي والترفيهي.
? القبول بطبيعة الديوانيات واهتمام مرتاديها ، هي نقطة الانطلاق الأولى لبداية التغيير والتطوير في أروقتها ، ورسم صورة اجتماعية إيجابية مغايرة عن مرتاديها .
? تغيير نمط الديوانيات -المقتصر في أغلب الأوقات على الجانب الترفيهي -لا يتم إلا من خلال الالتفات للدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه هذه الديوانيات في تحريك النشاط الاجتماعي والبعد الثقافي ، والإلمام بتأثيرها المباشر في بناء شخصيات مرتاديها ، وتوظيف قدراتهم.
? يمكن اعتبار الديوانيات معلماً اجتماعياً إذا أثرت في تعزيز قيم التواصل الاجتماعي بين أفراد وأرحام وجيران المجتمع الواحد ، وساهمت في تفقد أحوالهم وسد احتياجاتهم.
? إلزام أصحاب الديوانيات مرتاديها التقيد بأواصر التواصل وسمات الاحترام وآداب الحوار يساعد حتماً على صقل شخصياتهم ، وتنمية قدراتهم ، وتهذيب أخلاقهم ، وتقويم سلوكياتهم.
? من جماليات بعض الديوانيات ضمها لشخصيات ذات أعمار مختلفة ، وكفاءات علمية متنوعة تزخر بكثير من التجارب والخبرات الحياتية والعلمية والاجتماعية التي تساهم في تبادل وجهات النظر تجاه الهموم الاجتماعية المختلفة.
? وجود خليط اجتماعي متنوع في بعض الديوانيات حالة صحية تتيح لمرتاديها فرصة التعرف على أطراف علمائية وعلمية واجتماعية رائدة تجعل مستوى الحوار بينهم أكثر نضجاً وأهمية ، حتى مع وجود حالة الاختلاف تجاه القضايا الاجتماعية الواحدة.
? كسر حالة الجمود بين شباب الديوانيات من جهة ، ورجال الدين ورواد المؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى ، لا يتم إلا من خلال المبادرة العملية ، والشراكة الاجتماعية ، والزيارة التبادلية ، واستماع كل طرف لآراء وتطلعات الآخر .
?فتح قناة تواصل مستمر وحوار مباشر بين مرتادي الديوانيات من جهة ، ورواد المؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى يساعد على تلاشي الصورة المشوهة عن بعض الشخصيات ، ويعمل على هدم القناعات السلبية ، وتغيير المفاهيم المغلوطة عن المؤسسات الاجتماعية واللجان التطوعية ، والتحفيز على الانخراط فيها .
? فتح قناة تواصل مستمر وحوار مباشر بين مرتادي الديوانيات من جهة ، ورجال الدين من جهة أخرى يساعد على تلاشي الصورة الضبابية عن بعض الرموز الدينية ، فتحبب لهم مجالستهم ومحاورتهم ، وترغبهم في التردد على مساجدهم.
? إطلاق روح الحوار البناء بين مرتادي الديوانيات من جهة ، ورجال الدين ورواد المؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى يُعطي نكهة خاصة لحوارهم ، بحيث تجعلهم أكثر جرأة وجدية في طرح آرائهم وانتقاداتهم ، لأنهم يتحدثون بطابع العفوية والصراحة بعيداً عن حالة التكلف والرسمية.
? فتح قناة تواصل مستمر وحوار مباشر بين مرتادي الديوانيات يعمل على تبيان حقيقة الشخصيات ، وتوضيح الالتباسات ورد الشبهات ، وسرد الإنجازات والأعمال ، فتصبح الديوانيات مراكزاً إعلامية للإشادة بالكفاءات والمؤسسات ، والترويج للبرامج الاجتماعية والتطوعية بدل أن تكون مراكزاً للتشهير بها.
? بالإمكان أن تصبح الديوانيات متنفساً اجتماعياً للهموم الاجتماعية ، ومضماراً حيوياً لرفع مستوى الوعي وحس المسؤولية الاجتماعية بين مرتاديها ، من خلال تحفيزهم على الانخراط في العمل الاجتماعي والتطوعي ، كي يصبحوا رواداً متميزين ضمن نسيجهم الاجتماعي الواحد.
? يمكن أن تلعب الديوانيات دوراً اجتماعياً متميزاً من خلال توكيل مرتاديها بمهام النشاطات والفعاليات الاجتماعية والتطوعية -كل على حسب ميوله وقدراته ، أو توكيلهم بمهمة التواصل مع الدوائر الحكومية من أجل متابعة بعض الخدمات التي تحتاجها مجتمعاتهم.
? يمكن تحويل الديوانيات إلى صالونات ثقافية تُثرى داخل أروقتها مجموعة من الأفكار والحلول لبعض السلوكيات والمشاكل الاجتماعية السائدة ، وتقترح حزمة من المشاريع والأنشطة والبرامج الاجتماعية والتطوعية.
? تبني المؤسسات الاجتماعية أو الأهلية كلجان التنمية الأهلية ومجالس الأحياء إنشاء ديوانيات خطوة اجتماعية رائدة يمكن من خلالها جمع أكبر عدد من الرواد الاجتماعيين والكفاءات العلمية المتخصصة تحت سقف واحد ، يستطيعون من خلالها استعراض خبراتهم وتجاربهم ، ومناقشة همومهم الاجتماعية المشتركة من أجل تطوير مجتمعاتهم.