من ذاكـرة التـاريخ
أحداث ومواقف لا تنسى
الحلقة الثانية
[caption id="" align="alignleft" width="144"] المرحوم الحاج أحمد حسين البوشاجع رحمه الله[/caption]
المرحوم الحاج / حسين أحمد بوشاجع ( 1320 هـ - 1394 هـ)
لم يخطر يوماٌ في خلد ابن بلدتي الحاج المرحوم حسين احمد بوشاجع أبو أحمد عند مغادرته بلدة المنيزلة قبل ( 41 سنة ) انه سوف لن يعود إليها مرة أخرى وأن سفرته هذه هي الأخيرة لزيارته الأئمة الأطهار ( ع) وأن مرقد قبره سوف يكون في وادي السلام (الغرى ) في النجف الأشرف عند أمير المؤمنين عليه السلام .
كان ذلك في 28 / 5 / 1394 هـ و هو تاريخ انطلاق القافلة من البلدة مع مجموعة من المؤمنين من أهالي البلدة و من خارجها تحملهم العزيمة والإصرار وحب الأئمة الأطهار ومن ضمنهم أخوة الحاج مسلم احمد بوشاجع بو يوسف وحرمه والحاج حسين الموسى بو محمد وحرمه و ابنه علي حسين الموسى بورائد في سن السابعة من العمر وكان صاحب الحملة ( الحملداري ) هو الشيخ ياسين حبيب السلمان من أهالي المبرز حيث أن المرحوم الحاج حسين بوشاجع كان مندوباٌ له في البلدة لتسجيل من يرغب في أداء فريضة الحج أو الزيارة و التي كانت تكلف 150 ريالا فضة في ذلك الزمان .
فبعد سماع صوت البوري ( الهرن ) معلناٌ وصول الحافلة المرسيدي ( أبو طير ) إلى دروازة البلدة الشهيرة قادمة من مدينة المبرز تجمهر الناس والأحبة لتوديع ذويهم وأهل بلدتهم والدعاء لهم بالسلامة والتوفيق في مشوارهم الذي لا يخلوا من الخطورة وبعد سويعات سارت الحافلة في حفظ الباري متجهتاٌ إلى دولة الكويت والتي حين وصولها تم استبدال مركبتهم بمركبة ( بست) عراقية ذات صندوق خلفي من الخشب يقودها سائق عراقي أيضاٌ حينها اجتازوا الحدود العراقية بالحافلة الجديدة وأثناء مواصلتهم السير وعند وصولهم إلى تقاطع بجوار مدينة الناصرية هناك مرتفع خطير يمر من خلاله القطار والسيارات فتعجل السائق العراقي بالمرور قبل مجيء القطار فنحرفت الحافلة وتم انقلابها و تساقط الركاب و الأمتعة على الأرض و نجا الجميع بفضل الله ولم يصابوا إلا بإصابات خفيفة ما عدا الحاج المرحوم حسين بوشاجع سقط جانب من السيارة الخلفي على فخذه وأصيب إصابة بليغة تم إسعافه ونقله إلى مستشفى الناصرية وهو في حالة إغماء .
وبعد الكشف عليه من قبل الأطباء قرروا بتر فخذه وبالفعل تم ذلك وبعد أن أفاق بعد فترة وعلم أن فخذه قد بترت رضي بقضاء الله وقدره وبعد لحظات فاضت روحه إلى باريها رحمه الله رحمة واسعة ومن ثم نقل إلى مقبرة وادي السلام (الغرى ) ودفن هناك في أول المقبرة واسم الشيخ الذي قام بتجهيزه ودفنه الشيخ علي الجنابي وكان ذلك في يوم 1 / 6 / 1394 هـ .
أما حال الزوار الذين كانوا معه فأكملوا زيارتهم لمدة ثلاثة شهور تنقلوا خلالها بين كربلاء والنجف والكاظم وسامراء وإيران بعدها عادوا إلى أرض بلدتهم سالمين يتقدمهم السائق العراقي الذي قدم التعازي لأقارب المرحوم وأظهر حزنه أمامهم واعتذاره عن تسببه في الحادث .
أما حال عائلته وأهالي البلدة فبعد حصول الحادث بفترة وصلهم خبر الحادث ووفاة الحاج حسين بوشاجع فأقاموا له فاتحة عزاء على روحة لمدة ثلاثة أيام في الحسينية الهاشمية وصلوا عليه صلاة الغائب و احتسبوه عند الله ودعوا له بالمغفرة و الرحمة وان يحشره مع من يتولى محمد و آله الأطهار .
فحزن عليه الجميع حزناٌ عظيماٌ لما عرفوه من حسن أخلاقه وحبه لهم وللأعمال الخيرية في البلدة حيث انه كان رجلاٌ خدوماٌ يمتهن مهنة البناء والذبح والطبخ ماهراٌ فيها بما تعنيه الكلمة بل إنه من المتخصصين والبارعين في عمل الوجبات والبركات في الحسينيات وفي بيوتات البلدة في المناسبات وفي مسجد العباس بالمطيرفي وهذا سبب من الأسباب التي جعل ختام حياته إلى خير وهو في طريقه إلى زيارة شهيد كربلاء أبي عبدالله الحسين ومن ثم يحل ضيفاٌ مغفوراٌ له بأذن الله على أمير المؤمنين في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف رحمه الله رحمة واسعة وحشره الله مع محمد وآله الأطهار .
إبراهيم حسين البراهيم
24 / 10 / 1435 هـ
الأحساء ــ المنيزلة
التعليقات 3
3 pings
2014-08-22 في 1:18 ص[3] رابط التعليق
رحمة الله عليه
وهنيئا له الشهادة بالمرقد في وادي السلام بجوار امير المؤمنين علي عليه السلام
2014-08-22 في 10:07 ص[3] رابط التعليق
أول مرة أسمع بهذه المعلومة ….. رحمه الله وأسكن روحه الجنة وحشره مع محمد وآل محمد
أسير الصمت
2014-08-23 في 11:12 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته
وبصراحه اشكر الكاتب على المجهود الجبار