يقال إن الإقلال من الطعام في كل مرة تأكل فيها بنسبة 40 % يطيل العمر 20 عاماً ويقول الباحثون والمهتمون أن السمنة غزت أكثر من 500 ملايين شخص في العالم.
وبين أن نأكل لنعيش أو نأكل فتصيبنا الأمراض والسبب هو طعامنا، هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نقف عليها ونفهمها حتى يصبح طعامنا طعام عافية لا طعام سمنة ومسبب رئيسي للأمراض، بل ونتفوق على جيناتنا ونطيل في عمر خلايانا 20 عاما أخرى والأعمار كلها بيد الله.
هذا ما كشفه لنا خبراء الصحة بالعمل على دراسات كثيرة أثبتوا فيها حقائق انعطفت بالكثير من النظريات والرؤى فالذبح الإسلامي مثلا للحيوان له من الفوائد والصحة على لحوم هذه الحيوانات التي تذبح بهذه الطريقة لأن هرمونات التوتر التي يفرزها الحيوان نتيجة الخوف تتضاعف بكميات مذهلة تستقر في انسجة لحومه ونحن بالتالي نتناولها مما تؤثر علينا مستقبلا لذا يعمل الذبح الإسلامي على تهدئة الحيوان مما يقلل من هذه الهرمونات عند الذبح وتتخلص اللحوم من الكثير من المواد السامة المستقرة فيها.
كذلك أثبتت الدراسات أن التقليل من الأبيضين وهما "السكر والملح" له من الفوائد العظيمة جدا على سلامة خلايا الجسم والعكس لدى الاكثار منها، فخلايا السرطان مثلا تعيش على مصدر غذائي واحد وهو السكر المصنع وملعقة صغيرة منه يضعف الجهاز المناعي خلال ساعتين الى 50 % ويؤدي الى خلل كل الوظائف من خلال تقليل دخول الأكسجين اليها فتصبح عرضة للأمراض، وكذلك الملح فلقد أكدت منظمات الصحة أن التقليل منه ينقذ الأرواح بنسبة 30 % من أمراض القلب والسكتات الدماغية والاعتلالات الأخرى وهو من أكثر الطرق فعالية لتحسين الصحة العامة.
نسمع مؤخرا عن أنظمة الرجيم وإنقاص الوزن والحميات القاسية أو الموزونة وكلها لجأت اليها الناس بعد انتشار السمنة المسببة للكثير من الامراض وكما انتشرت تلك الاستراتيجيات طلع مهتمون في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي ينادون بوقف مثل هذه الأمور والبحث عن البدائل كالاعتدال في تناول الطعام وعدم الإكثار من لقيمات الوجبة الغذائية وملئ المعدة بثلثها فقط وترك مساحة الثلث الأخرى للماء والثلث الباقية للهواء والنفس كما جاء في الحديث النبوي (ما ملأ آدمي وعاءً شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)
أو ما نسمع عنه كذلك في كثير من الدول الغربية وهو الصيام وبالرغم بأنهم غير مسلمين ولا تنص الشرائع السماوية لديهم بالصيام الذي يعرفه المسلمون في شهر رمضان أو للقضاء والنذور إلا انهم اتخذوا منه وسيلة للحمية والصحة العامة فنرى بعضهم يصومون أسبوع كامل عن اللحوم ويتناولون فقط الخضار، وهذا ما أكدت عليه الأبحاث أن الغذاء الصحي هو الذي يميل الى المكونات النباتية بالدرجة الأولى ونجد بعض الأشخاص تمتنع عن الطعام لساعات عدة وتأكل في ساعات معينة.
وأما في أواسط المسلمين نرى انتشار صيام يوم وإفطار يوم كصيام نبي الله داوود عليه السلام أيضا وكذلك صيام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع كلها ليست لاكتساب الأجر والمثوبة فقط بل بحثا عن الصحة العامة أيضا.
أما ما نقرأه أو نسمعه في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هذه الأيام من خلطات "الديتوكس" وغيرها لتنظيف الكبد من تراكمات الفضلات والسموم وكذلك تنظيف القولون فيقول الأطباء والمختصين أن هذه المشروبات هي مفيدة بشكل عام على الصحة العامة إلا أنها ليست مخصصة لتنظيف الكبد والقولون لأن هذه الأعضاء وهبها الله تعالى الطريقة التي تنظف نفسها بنفسها من خلال عدة عمليات تقوم بها في الدقيقة والساعة واليوم لا حاجة لتدخل البشر في ذلك طالما يأكل باعتدال ويشرب الماء بالكميات المنصوص عليها ويمارس الرياضة التي تبعث له النشاط، وكلنا نتعلم منذ صغرنا وفي كل يوم أن ما كان باعتدال "لا إفراط ولا تفريط" هي الوسيلة الناجحة التي يجب أن نتبعها في حياتنا اليومية لا سيما في تناول طعامنا.