من ذاكـرة التـاريخ
أحداث ومواقف لا تنسى
منذ زمن وبلدة المنيزلة تعيش التطور والتقدم في جميع المجالات المختلفة ، وهذا ما هو ظاهر للعيان ويتلمسه الأهالي عن كثب ، أما الشيء الذي لم يراه البعض منا فهي تلك الأحداث والقصص والمواقف النبيلة والأخلاقية ، والتي حصلت منذ زمان قد يكون وقت حدوثها زمان خال مني ومنكم بل من الآباء والأجداد أحياناً ، ولكن التاريخ سجلها في طيات صفحاته ، فأصبح تاريخ لا ينسى وجزء لا يتجزأ من تاريخ بلدتنا الحبيبة ، فقد مرت على بلدة المنيزلة بعض الأحداث والمآسي والمواقف التي لا يمكن أن تنسى ويتذكرها الأهالي بين فترة وأخرى .
( الحلقة الأولى )
قبل أكثر من 36 سنة مضت فقدت المنيزلة شخصاً عزيزاً ، كذلك طفلين صغيرين وجرح آخرين ، في حادث مروري مآساوي روع أهالي البلدة بأكملها ، وجعلهم في وضع لا يحسدون عليه أما التفاصيل فكانت كالتالي :
[caption id="" align="alignleft" width="333"] صورة توضيحية . وليست للحدث الحقيقي[/caption]
في سنة 1399هـ ( 1979 م ) ، عزم جماعة من أهالي البلدة وعددهم حوالي خمسين شخصاً ما بين رجل وامرأة على القيام برحلة دينية إلى العراق ، لزيارة أئمة أهل البيت عليهم السلام ، كذلك تتخلل تلك الرحلة زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في إيران وأخته السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ، وبعد أن ودعهم الأهالي انطلقت القافلة وعلى وجوههم الفرحة والسرور بزيارة الأئمة الأطهار ، وكان ذلك في بداية شهر جمادى الأولى عام 1399 هـ ولمدة ثلاثة أشهر ، وكان المسئول عن الحملة هو ( الحملداري ) الحاج حسين العبد ( حسين البراهيم ) ، ويشاركه الرئاسة ( الحاج علي الناصر ) من مدينة الهفوف ، فلما أن وصلت القافلة العراق وحطت رحالها ، وكانوا حينها متنقلين بين كربلاء والنجف وسامراء لزيارة ما بها من الأئمة والصالحين ، ثم التوجه إلى إيران لزيارة مولانا الإمام الرضا وأخته السيدة فاطمة المعصومة عليهما السلام والعودة إلى العراق مرة ثانية ، بعد ذلك أقاموا فيها ما شاء الله ، وبعد أن تمت بحمد الله تعالى هذه الزيارة ، كان القدر لهم بالمرصاد ، فبعد أن عزم الركب المغفور له بأذن الله العودة إلى أرض الوطن بعد توديع مولانا أبي عبدالله الحسين في كربلاء عن طريق البر ، وكان وقت رجوعهم البلدة في 18 / 8 / 1399 هـ ، فبينا هم أثناء الطريق داخل الأراضي الكويتية ماتا طفلان توأم حديثي الولادة وهم أبناء الحاج المرحوم ( عبدالله علي الشهيب أبومحمد ) متأثرين من الجو الحار وشدة حرارة الشمس وقتذاك ، فتم دفنهما في إحدى مقابر الكويت رحمهما الله ، وقد تخلف معهما بدولة الكويت والدهما ووالدتهما والحاج حسين العبد ، فأكملت القافلة سيرها داخل الأرضي السعودية بعد خروجهم من الجمارك الكويتية والسعودية ، وبالتحديد بالقرب من مدينة الخفجي ، وبينا أن القافلة تسير في حفظ الله وقد خلد بعضهم للنوم والبعض الآخر ذهب به تفكيره إلى بلدته يتذكر الأهل والخلان الذين غاب عنهم طويلاً بعد رحلة إيمانية سادها الإخلاص لله تعالى ، إذ بالسائق واسمه ( حاتم ) من الجنسية العراقية أخذته نعسة جراء ما لقاه من تعب ومشقة أثناء السفر ، تم على إثرها خروج الحافلة عن الطرق العام ومن ثم انقلابها على الأرض المحاذية للطريق ، وهي من النوع الناقلة المكشوفة ( تريله ) الموصولة معها ناقلة أخرى لم تنقلب بل مالت بما فيها من الزوار والمتعة ، فتعالت الأصوات من النساء والرجال والأطفال وقد كانوا موزعين على الحافلتين ، ولم تنكشف الغبرة إلا باستشهاد الحاج طاهر أحمد الحسن والد الحاج أحمد الطاهر ( أحمد الحسن ) ، بعد أن صار وجهه بين جانب الحافلة والعارضة جراء انقلاب الأمتعة عليهم بعد الانقلاب ، فتم نقلهم إلى المستشفى القريب منهم بالخفجي ثم تم نقلهم إلى مستشفى الدمام المركزي تمهيداً لنقلهم إلى البلدة ، ، وبينا هم كذلك إذ أقبلت عليهم حافلة أخرى صغيرة قادمة من العراق بها زوار من أهالي البلدة يتقدمهم الحاج محمد حسين البراهيم وأخيه الحاج عبدالله والسائق هو ( هاني مسلم الموسى أبو سامي ) ، فلما تم إسعاف المصابين ونقلهم من قبل الهلال الأحمر السعودي إلى المستشفى ، وصلت القافلة المذكورة إلى البلدة وانتشر الخبر بانقلاب الزوار في أرجائها فعلى جميع الأهالي الحزن والكآبة بهذا المصاب التي لم تتعود البلدة على مثله فأصبح الجميع في حالة يرثى لها ، فهب الأهالي للسفر إلى الخفجي والدمام لأستطلاع الخبر والاطمئنان على أهاليهم ، وبالفعل انتدب جماعة منهم وركبوا ثلاث سيارات ، اتجهت الأولى والثانية إلى الدمام وهم :
( كاظم طاهر العيد وعلي سلمان المحمد وأحمد الحريب وخليفة الحريب ) في السيارة الأولى ، ( وأحمد بوشاجع وأخويه ناصر وراضي وحمد شهاب البراهيم ) في السيارة الثانية ، أما السيارة الثالثة والتي اتجهت إلى الخفجي فبعد أن اجتازوا ( الصرار ) ووصلت بهم السيارة الطلعة ، انفجرت بهم الكفر التي بالأمام فانقلبت بهم السيارة عدة انقلابات من الأعلى إلى الأسفل ، فلم يصاب منهم إلا قائدها ( علي ياسين الدليم أبو حسين ) إصابة بليغة في الرقبة تم على إثرها نقله إلى مستشفى الصرار ، ثم نقل فيما بعد إلى مستشفى الملك فهد بالأحساء فمكث فيه عدة أيام حتى شفي ، أما باقي من كان معه في نفس السيارة المنقلبة فهم : ( عيسى شهاب البراهيم ويوسف صالح العيد وإبراهيم الحريب وعبد إبراهيم السعيد ) ، والذي تم إرجاعهم من الصرار إلى البلدة ( طاهر مسلم الدليم أبوسعيد ) ، حينما التقى بهم في الطريق وهو قادم بحافلته من العراق والمحملة بالزوار من مدينة المبرز وقرية القرين ومعه أخويه الحاج عيسى وجواد الدليم ، أما عن جثمان الحاج المؤمن ( طاهر أحمد الحسن )، فبعد أن وصل جثمانه البلدة تم تشييعه تشيعاً يليق به ودفنه في ملحودته رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، كذلك تم إصابة آخرين في الحادث بإصابات متفرقة وهم :
1 ــ الحاج المرحوم أحمد صالح السعيد . 2 ــ الحاج المرحوم أحمد حسين الموسى . 3 ــ الحاج المرحوم أحمد جاسم ( السنيدي ) . 4 ــ الحاج المرحوم مسلم موسى الموسى . 5 ــ الحاج المرحوم إبراهيم علي العيد . 6 ــ الحاج المرحوم علي مبارك الموسى . 7 ــ الحاج المرحوم كاظم مبارك الموسى 8 ــ الحاج كاظم علي المحمد علي . 9 ــ الحاج عبدالكريم أحمد البراهيم . 10 ــ الحاج إبراهيم سعد الصالح . 11 ــ الحاج المرحوم حجي أحمد الدليم . 12 ــ الحاج حجي أحمد الموسى . 13 ــ الحاج حجي خليفة البراهيم . 14 ــ الحاج المرحوم شهاب حمد البراهيم وحرمه . 15 ــ الحاج المرحوم علي إبراهيم السويلم وحرمه . 16 ــ الحاج المرحوم طاهر حجي العيد وحرمه . 17 ــ الحاج المرحوم جاسم الدليم ( الحدادي ) وحرمه . 18 ــ الحاج المرحوم محمد علي العبدالله وحرمه . 19 ــ الحاج المرحوم علي صالح السالم وحرمه . 20 ــ الحاج المرحوم عبدالقادر هاني الدليم وحرمه . 21 ــ الحاج يوسف شريدة الجابر وحرمه . 22 ــ الحاج أحمد طاهر الحسن وحرمه . 23 ــ الحاج المرحوم سلمان الدعي وأبنته . 24 ــ الأستاذ سلمان كاظم العيد ( أبوجعفر ) ووالدته . 25 ــ المرحوم سلمان إبراهيم الصالح ( بوعبد العظيم ) . 26 ــ بندر عبدالقادر الدليم ( أبوأحمد ) . 27 ــ علي أحمد الحسن ( أبو حسن ) . 28 ــ نسيم حجي الموسى . 29 ــ الحاج علي محمد العلي وحرمه. 30 ــ الحاج المرحوم إبراهيم السويلم ( أبوخليل ) .
إبراهيم حسين البراهيم
19 / 10 / 1435 هـ
الأحساء ــ المنيزلة
التعليقات 2
2 pings
2014-08-20 في 9:38 ص[3] رابط التعليق
رحم الله الماضين وأطال في أعمار الباقين …..
تفاصيل دقيقة اخي ابراهيم البراهيم ماشاء الله عليك
أحسست بأنك وقد شهدت الحدث معهم … لكن يبدو أن من يروي لك القصة قالها بغصة ودقة
وكم شدني التكاتف الذي عاشته اهالي البلدة أنذاك والذي لا نراه هذه الايام أيعقل أن تكون الناس هكذا ثم صارت هكذا ؟؟؟ شيء مؤسف
حفظ الله أهالي بلدة المنيزلة وأبقى الود بينهم عامرا .شكرا لك
2014-08-23 في 2:26 ص[3] رابط التعليق
رحمك الله يا جدي طاهر الحسن
سعت هذه القصة مرارا من الاهل لاسيما الجد العزيز احمد الطاهر
احسنت ابا كميل واستمر بارك الله في توثيق مثل هذه القصص والاحداث التي مرت على المنيزلة وحتى تكون خالدة وحاضرة لجيل اليوم من الشباب