إن ثقافة الاعتذار لهُ منابع عدة ، وحتى إذا فُقدت هذه المنابع لابد وأن يخلق الشخص ثقافة الاعتذار في شخصيته ، فعندما ينشأ الشخص في منزل لا يقدم فيه أحد اعتذار على أخطائه بالتأكيد سينعكس هذا على شخصيته بالسلب ، فالآباء يعتقدون أن من الخطأ تقديم الاعتذار للصغار ، وهذا ليس صحيح ، كما ترتبط ثقافة الاعتذار أيضا بالمجتمع والمدرسة والجامعة فالبيئة المحيطة بالشخص تساهم في تكوين ثقافة الاعتذار لديه ، كما أن للدين أيضاً دور أساسي في تكوين هذه الثقافة لدى الشخص لما يحمله من مبادئ كثيرة تحث على التسامح .
والاعتذار لهُ دور كبير في الحفاظ على مكانة الإنسان في المجتمع سواءً كان صغيرًا أم كبيرًا فـ لدينا الكثير من الروايات من أهل البيت عليهم السلام التي تدل على ذلك ومنها : عن أمير المؤمنين عليهِ السلام ( أعقل الناس ، أعذرهم للناس ) ، وعن الإمام الصادق عليهِ السلام ( أنقص الناس عقلاً من ظلم دونه ولم يصفح عمن اعتذر إليه ) نستلهم من هذه الدرر والأقوال العظيمة لأمير المؤمنين عليهِ السلام وإمامنا الصادق عليهِ السلام مكانة الإنسان عند اعترافه بالخطأ وقبول الانسان اعتذار أخيه المؤمن وما للتسامح من مكانة كبيرة في تربية الإنسان المؤمن نحو التكامل والوصول إلى ساحة المعصوم وكذلك الأخلاق السامية في نفوس أئمتنا عليهم السلام فـ لتكن لنا أسوة حسنة بأخلاقهم الربانية ولنعترف بأخطائنا ولنقبل أعذار إخوتنا ونلتمس لهم العذر لنكون إخوة حقيقيين في الله ونسير نحو التكامل الرباني والوصول إلى مراتب الحُب والود بيننا .
التعليقات 1
1 pings
2017-08-16 في 8:37 ص[3] رابط التعليق
أحسنت