كانت المرأة في الجاهلية تحت قيد العبودية ، كانت في اعتقاداتهم الباطلة لابد من احتقارها وهدر حقوقها بل ولا يحق لها الوجود في الحياة ، ولكن عندما شع نور الإسلام انقشع ظلام الجهل والضلال وتبدل الظلم البشري بالعدل الإلهي ليزيح من على الموؤودة تراب الذل والهوان وينشر المودة والرحمة ويسمو بالمرأة ويرفع من قدرها ويعظم شأنها فيحتم ويقرر على جعلها ملكة ويتوجها بتاج ملكها ألا وهو "الحجاب " لينحني لها كل من على المعمورة شموخ واعتزاز.
ولكن ما معنى كلمة حجاب ولماذا سمي بهذا الأسم وماهي صفته التي سنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ???
كلمة حجاب مأخوذة من الفعل الثلاثي الماضي ( حجب ) ومعناه ( ستر )ومنه الفعل المضارع ( يحجب )ومعناه ( يستر ) والمصدر من الفعل على وزن فعال ( حجاب ) بمعنى ( ستار ) وقد يأتي على وزن فاعل
( حاجب ) بمعنى ( ساتر ) وهذا المعنى كان يطلق قديما على صاحب وظيفة مهمته كانت حجاب الخلفاء والقادة عن عامة الناس ويكون بمثابة الساتر والعازل الذي لايسمح لدخول اي
كان من عامة الشعب على الخليفة إلا بعد الحصول على الإذن منه بالموافقة.
ولقد ورد الحجاب بهذا المعنى في القران الكريم في سورة الأحزاب آية51 في قوله تعالى ( فاسألوهن من وراء حجاب ) من هنا جاءت تسمية الجلباب التي تضعه المرأة على رأسها وسائر جسدها حجاب فهي محجوبة مستورة تماما لا يسمح لظهور أي جزء من محاسنها ومفاتنها لأي رجل أجنبي ، وكذلك هذه هي صفة الحجاب التى سنها الرسول صلى الله عليه وآله بأمرٍ رباني والتي كانت النساء ترتديه منذ فجر الإسلام ، وخير من طبقت ارتداء الحجاب بصفته هذه هي مولاتنا السيدة زينب عليها السلام بنت الإمام علي عليه السلام فقد روي الكثير والكثير في عظمة حجابها وحشمتها وسترها ومن تلك الروايات خروجها ليلا مع أخويها الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وأبيهم أمير المؤمنين لزيارة جدهم رسول الله صلى الله عليه واله حرصا منهم على عدم رؤيتها من قبل الرجال الأجانب ؛ ولهذا استحقت أن تكون صفة حجابها عليها السلام مقياس تقاس عليه صفة الحجاب في الأزمنة التى جاءت بعد زمنها إلى وقتنا الحاضر فكلما قرب الحجاب من صفته الحقيقية التي سنها الرسول الأكرم والتي كانت ترتديه زينب عليها السلام فهو الحجاب الإسلامي الصحيح وكلما فقد صفة من صفاته او فقد ميزة من ميزاته أصبح لايطلق عليه حجاب بل يطلق عليه تبرج وزينة ؛ وذلك لانه لم يسترها اي بمعنى لم يحجب مفاتنها عن أنظار الرجال .
إن ملامح الحجاب بمعناه الحقيقي للأسف في وقتنا الحالي أوشك على الانقراض والاندثار ولا يقتصر ذلك على بلدة معينة دون أخرى بل في كافة البلاد الإسلامية بحجة التطور والتقدم والتحضر وغيرها من الحجج الواهية التى اوصلت بالحجاب إلى الهاوية فأصبحت المرأة بلا هوية إسلامية صحيحة سليمة جراء الشوائب والعيوب التي اعترت حجابها وحشمتها .إن للإسلام قواعد ثابتة غير قابلة للتطوير والتحديث من ضمنها الحجاب الموصوف بالصفات التي سنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله والذي جعل المرأة رمزا للعزة والرفعة والسمو ؛ لهذا أيها الأب والزوج والأخ إن شموخك وفخرك واعتزازك لا تناله إلا بعد ارتداء ابنتك وزوجتك واختك هذا الحجاب الذي أمر الله نبيه أن يأمر أهله ونسائه به لقوله تعالى في سورة الأحزاب آية 58 "يأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " .
التعليقات 3
3 pings
2017-08-02 في 11:04 ص[3] رابط التعليق
أحسنتِ أخت وفاء فالحجاب هو بالمعنى الحقيقي التستر وأريد أن أوضح أن الإسلام لم يشترط لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية لون للحجاب ولا شكل معين فقط أمر بالتستر وعدم إظهار المفاتن بأي طريقة كانت لذا لا يجب علينا أن نتهم من يلبس غير الأسود أو غير ما اعتاد عليه منذ عهد سابق في اللباس أهل البلاد لأن هذه عادات وليست تشريعات ربانية.
زهرة يوسف
2017-08-02 في 1:48 م[3] رابط التعليق
سلمت يمناك عزيزتي وفاء ع الطرح الرائع
لكن للأسف أصبح الحجاب في وقتنا الراهن زينة وليس ستر للمرأة تحت مسمى الحرية الشخصية
غير معروف
2017-08-04 في 11:30 ص[3] رابط التعليق
مشكوره اختي والحجاب صحيح ما حدد الاسلام طريقته ولونه لكن ذا ما يعني نلبس ملون او حجاب شاذ او يلفت النضر غير الناس وناخذها فرصه عشان تهاون فيه لان كل تلاعب في الحشمه محاسبين عليها رفضنا او قبلنا وكل وحده كيفها