المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن سار على هداه إلى يوم الدين.
من منطلق المسؤولية الملقاة عليَّ ، ومن حبي لبلدتي التي حضنتني وتربيت في كنفها ، ومن أجل رفع اسم هذه البلدة الحبيبة ، وبعد أن كتبت بحثين عن حاضر وتطورات بلدة المنيزلة ، التي خطت في فترة زمنية قصيرة خطوات واسعة إلى الأمام.
بعدها فكرت في تأليف كتاب شامل يتطرق لماضي وحاضر المنيزلة وذلك من منطلق المقولة ( إلي ما له أول ما له تالي ) ومن أجل حفظ تاريخ وتراث هذه البلدة العزيزة علينا ، حينها بدأت في جمع التراث ثم تدوينه في كتاب حتى أضعه بين يدي القارئ.
فعندما قمت بكتابة هذا الكتاب واجهتني مشكلة وهي قلة المصادر والوثائق التي يعتـمد عليها كل باحث، وذلك لعدم الوعي الكافي عند البعض لأهمية الاحتفاظ بالوثائق والمقتنيات الأثرية التي يخلفها من يرحل من الدنيا من الآباء والأجداد ، فكان الهم الوحيد هو أخذ الوصية وترك ما يتبقى من وثائق وغيره, فلذلك لم أستطع الحصول إلا على القليل من الوثائق التي أحتفظ بها بعض الأهالي.
بعدها قمت بجمع عدد من الكتب التي تتحدث عن تاريخ منطقة الأحساء بشكل عام ومن ضمنها بلدة المنيزلة ، وبعد قراءتها والتمعن فيها وأخذ ما يخص بلدتنا من معلومات قمت بعمل زيارات إلى كبار السن في البلدة من الآباء والأجداد وذلك بمقابلتهم في مجالسهم ومعاودة الزيارة لعدة مرات بين فترة وأخرى وذلك لاجتماع عدد من كبار السن في تلك المجالس ، وبعضهم زرتهم في مزارعهم، والبعض الآخر قابلتهم في أماكن تواجدهم في البلدة حيث يجتمع كبار السن في أماكن مخصصة.
وعند ذلك تمكنت من جمع معلومات كثيرة ومهمة وذلك من واقع الأحداث التي عاصروها أو سمعوا بها من آبائهم وأجدادهم ، فأشكرهم جميعا على حسن الاستقبال فقد فتحوا لي قلوبهم قبل مجالسهم.
كذلك أشكر الشباب الذين وقفوا معي وشجعوني على ذلك ، فلولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم هؤلاء وأخص بالذكر الأستاذ أحمد عبدالمحسن المبارك لما استطعت أنجاز هذا الكتاب المتواضع.
ثم بعد ذلك قمت بجولات إلى الأماكن الأثرية والأماكن التي كان الأهالي يقومون ببعض أعمالهم التراثية القديمة فيها للوقوف عليها والاطلاع على ما بقي منها حتى أتمكن من جمع معلومات صحيحة ودقيقة ، وذلك من واقع ما نقله لي كبار السن عن تلك الأماكن.
بعد ذلك عكفت على كتابة وتدقيق تلك المعلومات فترة طويلة ، وكانت ثمرة تلك الجهد المتواصل هو مزيج من معلومات متعددة المصادر والرواة تمكنت من خلالها جمع هذا الكتاب.
وهذا الكتاب يحوي بين جوانبه معلومات تراثية مهمة عن ماضي وقديم هذه البلدة وعن حاضرها وعن شخصيات مرموقة سطرت على مر الزمان تاريخا لا ينسى ومواقف لا تتكرر.
وقد قمت بتقسيمه إلى عشرة فصول ذكرت فيها تاريخ المنيزلة القديم وسبب التسمية, والموقع والحدود, والمساحة والسكان, وأسماء العوائل, ثم تطرقت إلى ذكر عادات وتقاليد البلدة التراثية, وما كان يعمل الأهالي فيها من حرف ومهن متعددة, ثم ذكرت الخدمات العامة في البلدة, والتي تطورت تطوراً سريعا وملحوظاً.
ثم خصصت فصلا خاصا للنساء ذكرت فيه ما قمن به من عمل ريادي في البلدة ,ثم تطرقت إلى ذكر شخصيات رائدة خدموا هذه البلدة ، ثم خصصت الفصل الأخير للكلمات والجمل والمصطلحات والأمثال والألغاز القديمة التي كانـت متـداولة بين الأهالي فـي العصر القديم , ثم صور لبعض الوثائق القديمة .
وأخيرا لا يسعني إلا أن أقدم الشكر والعرفان لكل من ساهم في إخراج هذا العمل المتواضع وأعتذر للقارئ الكريم عن أي خطأ غير مقصود أو زيادة أو نقص في معلومة أو اسم.
فلا نقصد من ذكر الأسماء الإساءة أو التهميش لأحد مهما كان بقدر ما نقصد أن تصل المعلومة بصورة صحيحة وواضحة, وأسأل الله أن يحفظ هذه البلدة ويسدد خطى الجميع
المؤلف,,,,,
التعليقات 1
1 pings
2014-08-20 في 9:40 ص[3] رابط التعليق
ننتظر حلقات هذا الكتاب وفصول هذه الأحداث بشغف
أحسنت أخي الكريم في ميزان حسناتك