هناك في بقعه طاهره تفوح رائحة من روائح الجنة، من قبور تسكن فيها أطهر الناس أنهم خلائف الله في أرضه كانوا ولم يزالوا مظلومين في مقبره قد هُدمت تسمى بالبقيع الغرقد إنها من أطهر بقاع الأرض لأنها تضم هؤلاء الأئمه الذين بذلوا ما بوسعهم لإيصال رسالة لنا وهي الصبر والحلم وكظم الغيظ والعديد من الصفات والرسائل الأخلاقية التي حُفرت بأحاديث خطت من ذهب المعرفة والعلم.
اذاً اخي القارئ لعلك الآن تود معرفة بعض الرسائل التي أوصلوها لنا من خلال حياتهم المليئة بالمصائب.
أولهم هو أحد سيدي شباب أهل الجنة وهو أحد اصحاب الكساء إنه صاحب حوض النبي صل الله عليه واله وسلم
قد عُرف بالكرم فكان يعطي السائل قبل أن يسأل فكان أحد أصحابه يسأله أفتعطي السائل قبل أن يسألك؟ فقال بما فيه من مضمون إذا سألني وأعطيته فهذا تكرم أما إذا أعطيته وهو لم يسأل هذا الكرم بعينه!
وفي حديث آخرعن سعيد بن عبد العزيز: أن الحسن (عليه السلام) سمع رجلا يسال ربه أن يرزقه عشرة الآف درهم، فانصرف الحسن (عليه السلام) الى منزله فبعث بها اليه. *جلاء العيون * أبحر سلام الله عليه بتلك الصفة حتى أصبح يلقب بكريم أهل البيت
وحين نريد أن نواسي أحد ما في مصيبته نذكر له صبر ذلك المولى الذي كان من البكائيين الخمسة على أبيه الحسين عليهما السلام
كان مثال عظيم للصبر لما شاهد من مصائب فكان عليل، وسط حرب كبيرة فقد جميع أهله وأُسر وضُرب ورأى نساءه سبايا يضربون ويعذبون
رغم ذلك كان كثير العبادة تميز بأدعية محزنه ومشجيه ذات خشوع كبير لم يسخط ولم يعترض فكان راض بما كتبه الله له والدعاء هو وسيلته فنعم المولى الصبور. كانت له أحاديث كثيره في صفة الصبر ومنها انه قال: ( ما من جرعه احب الى الله من جرعتين جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم او جرعة مصيبه ردها مؤمن بصبر ) *مستدرك الوسائل *ص٤٢٤ فسلام الله على إمام علمنا المعنى الحقيقي للصبر وأن مصائبنا لا تذكر أمام مصائبه
حين نتحدث عن مولانا السجاد والصبر فلا ننسى مولانا الإمام الباقر عليه السلام وهو طفل صغير في الرابعة من عمره أثناء واقعة الطف من هول ما رأى لم ينسى ولا حدث حدث في يوم عاشوراء. فقد أحس بألم العطش ورأى مرض أبيه السجاد وسمع صراخ السبايا ورأى استشهاد جده واعمامه، رغم طفولته أحس بذلك الاحساس الذي لا تتحمله جبال.
فقد عاش شهور أشبه بالسنين من أرض الى أرض وتحمل مع عمته زينب روحي فداها الآلآم وسمع مناجاتها مع ربها، سمع أنين أبيه ، سمع بكاء أمه، سمع صوت الأسواط والنيران .
كم تحمل ذلك المولى من طفولته مالم تتحمله الصخور يا ترى ماذا علينا ان نذكر من صفات لإمامنا الباقر عليه السلام، رباطة جأشه كانت من أعظم الصفات ولا ننسى علمه فقد سمي بالباقر لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره اظهاراً
نختمها بالإمام الصادق عليه السلام الذي عرف بحبه للصدقة وأعمال الخير كافه وكان يحبها أن تكون بالسر.