? الكثير يسأل كيف يمكن للمؤمن الحفاظ على مكتسباته الإيمانية والروحية بعد انقضاء ليلة القدر؟.
? المؤمن الموفق لإحياء ليلة القدر كفقير في صحراء قاحلة حصل في ليلتها على مال وفير لا يحصى ، يتوجب المحافظة عليه حتى ينتهي من قطع هذه الصحراء ، لكن هل نعتقد أن قطاع الطرق سيتركونه يمشي في هذه الصحراء دون أن يسلبونه منه؟!!.
? المؤمن الموفق لإحياء ليلة القدر في حقيقته كفقير في الدنيا حصل في ليلتها على مكتسبات إيمانية وقوة روحية قادرة على تحصينه من الوقوع في المعاصي ، لكن هل نعتقد أن الشيطان وأعوانه سيتركونه يعيش في هذه الدنيا متمتعاً بسلاح يحصنه من الوقوع بالمعاصي دون أن يسلبونه منه ، خاصة أنهم أكثر صنف معرفة به وعداء له ؟!!.
? لنعلم أنما كلما زادت المكتسبات الإيمانية والروحية للمؤمن في ليلة القدر اشتدت الشياطين حقداً عليه ، ورغبة في الانتقام منه.
? الشيطان وأعوانه كمثل حيوانات مفترسة كُبلت طوال شهر رمضان كي لا تقترب من المؤمن لتغويه وتوقعه في المعاصي ، فهم ينتظرون الساعة التي يطلق فيها سراحها لتنقض عليه وتفترسه !!.
? البعض يتساءل لماذا يعاني بعض المؤمنين من حالة انتكاس روحي بعد المواسم العبادية كليلة القدر وشهر رمضان ؟!!.
? إذا لم تكن المكتسبات الإيمانية والروحية التي اكتسبها في ليلة القدر قادرة على استنساخ أعمال أفضل من سابقتها في حياة المؤمن ، فسيظل جهازه الذاتي يستنسخ صوراً متكررة من الأعمال التي وضعت فيه مسبقاً ، بحيث تكون صور مكتسباته الإيمانية والروحية صوراً زائفة لم تُحدث تغييراً إيجابياً في حياته.
? الطريق الوحيد للمحافظة على المكتسبات الإيمانية والروحية في ليلة القدر يكمن بالمداومة عليها بعد شهر رمضان حتى لا تبقى مكتسبات ساكنه في نفسه ، كالأجسام الساكنة التي تميل إلى السكون إذا لم تُحرك.
? إذا لم يقم المؤمن بتحريك المكتسبات الإيمانية والروحية لليلة القدر داخل نفسه بالمداومة على ما كان يعمله في شهر رمضان من إعمال وعبادات ولو بالقليل منها ، فسيبقى حاله على ماهو عليه بعده.
? الدليل الحقيقي على ثبات المكتسبات الإيمانية والروحية لليلة القدر بأن يكون شهر شوال أفضل شهر إيماني وروحي للمؤمن حتى من شهر رجب وشعبان ورمضان.
? المكتسبات الإيمانية والروحية في ليلة القدر تترجم في حياة المؤمن بتحريكها في اتجاهين : حركة باتجاه الجوارح ( الظاهرية ) ، وحركة الجوانح ( الباطنية ).
? الثمرة الحقيقية من المكتسبات اﻹيمانية والروحية لليلة القدر تكمن في توازي حركة ظاهرية في الجوارح مع حركة باطنية في الجوانح ، وهذا لا يتم إلا بالحصول على قلب سليم ، وجوارح تبادر لصنع الخير بكل ماتملك .
? حينما لا يجد المؤمن بعد نهاية ليلة القدر وشهر رمضان في نفسه تردداً أو خوفاً من الإقدام على عمل سيء صغير أم كبير ، فمكتسباته الإيمانية والروحية تمثل في حقيقتها حصانة مزيفة لا فائدة منها!!.
? حينما يجد المؤمن بعد نهاية ليلة القدر وشهر رمضان في نفسه تردداً أو خوفاً من الإقدام على عمل سيء صغير أم كبير ، فمكتسباته الإيمانية والروحية تمثل في حقيقتها حصانة حقيقية من الممكن أن تستمر معه حتى نهاية حياته بشرط إنمائها والمحافظة عليها .